استولى مسلحون يتبعون تنظيم «داعش» في ليبيا على حقل المبروك النفطي جنوب مدينة سرت والذي تملك شركة «توتال» الفرنسية حصة فيه. وأفادت تقارير بأن الإرهابيين عمدوا في هجوم ليل الثلثاء – الأربعاء، الى ذبح 5 حراس يعتقد أنهم من مدينة مصراتة المجاورة، كما اختطفوا ثلاثة عمال فيليبينيين وآخر بنغلادشياً رهائن. وهذا ثاني هجوم كبير لـ «داعش» في ليبيا بعد اقتحام 5 انتحاريين تابعين له فندقاً فخماً في طرابلس وتفجير سيارة مفخخة أمامه وأحزمة ناسفة داخله، ما أسفر عن 9 قتلى بينهم 5 أجانب أحدهم أميركي. ونفت مصادر ليبية إشاعات عن وجود مواطن فرنسي بين الرهائن، مشيرة إلى سحب «توتال» طاقم العاملين في الحقل منذ اندلاع اشتباكات في مرفأ السدرة النفطي المجاور عام 2013. وقال لـ «الحياة» محمد الحراري الناطق باسم مؤسسة النفط الليبية، إن ما تبقى من العاملين في الحقل «انسحبوا منه بالكامل مجرد استيلاء المسلحين عليه» ليل الثلثاء - الأربعاء، موضحاً أن «الحقل الذي ينتج 40 ألف برميل يومياً ويضخ لمرفأ السدرة المجاور، متوقف عن العمل منذ نشوب الاشتباكات في الهلال النفطي». وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة»، أن «المجموعة المهاجمة تتبع لداعش وتضم ليبياً واحداً، في حين أن بقية أفرادها عرب وأجانب ملتحون ومتطرفون». وأضافت المصادر أن هذه المعلومات أدلى بها 9 ليبيين نجحوا في الانسحاب إلى حقل زلة المجاور، فيما أسر الإرهابيون 3 فيليبينيين وبنغلادشياً. وأكدت مانيلا أنها بدأت مساعي لإطلاق رعاياها الأسرى، في حين أفادت مصادر أمنية ليبية بأن الاتصالات مع الحقل انقطعت منذ السيطرة عليه. وأشارت المصادر إلى معلومات عن أن المهاجمين أتوا من ولاية فزان (جنوب). ونقلت وكالة «رويترز» عن علي الحاسي الناطق باسم حرس المنشآت النفطية، قوله: «الحقل خارج نطاق سيطرتنا، وتنظيم داعش يسيطر عليه»، فيما رأى مراقبون في ليبيا أن توسيع التنظيم الإرهابي هجماته في البلاد يهدد بتدخل عسكري أجنبي، أقله لتأمين منطقة «الهلال النفطي» واستعادة وتيرة الصادرات، حفاظاً على الاستقرار في أسواق النفط. ويبدو أن «داعش» انتهز فرصة تجدد الاشتباكات في «الهلال النفطي» بين قوات «فجر ليبيا» وحرس المنشآت بقيادة إبراهيم جضران، لمهاجمة حقل المبروك. وقال لـ «الحياة» العقيد إسماعيل الشكري، الناطق باسم «عملية الشروق» التابعة لـ «فجر ليبيا»، إن المنطقة شهدت «قتالاً ضارياً الثلثاء أدى إلى تقدم قواتنا في محاور ميناء السدرة»، مشيراً إلى إعطاب دبابة لحرس المنشآت والاستيلاء على عدد آخر من الآليات». واعترف الناطق بمقتل 12 من عناصره وإصابة عدد آخر بجروح، من بينهم 8 في حال خطرة. ولم يعرف حجم الخسائر في الجانب الآخر. وأكد الشكري أن «هدوءاً حذراً» خيّم على المنطقة أمس، وأن أي عمليات عسكرية لم تجر فيها بسبب «سوء الأحوال الجوية».
مشاركة :