بيروت: «الخليج» يعيش المشهد الداخلي اللبناني نوعاً من الخمول تغيب فيه أي تطورات بارزة، باستثناء بعض الاتصالات والمواقف المتعلقة بالأزمة الحكومية التي تفرض نفسها بقوة على جدول المتابعات الرسمية والسياسية، ومحاولة ترميم العلاقات المصابة بسهام نارية بين حليفي تفاهم كنيسة مار مخايل، عام 2006.وفي ما يؤمل أن يشكل ثغرة في جدار الأزمة السياسية التي تحكم لبنان بقوة، منذ أكثر من سبعة أشهر وسط انسداد كل سبل الحل، استأنف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مساعيه للتسوية، من خلال سلسلة لقاءات عقدها مع الجهات المعنية وفي مقدمها وزير الخارجية جبران باسيل، بحثاً عن مخرج قد يشكل السبيل إلى الولادة الحكومية المطلوبة بإلحاح من الداخل والخارج في آن معاً.وبرز حرص رئاسي على إظهار مناخات تفاؤلية، تؤكد أن اتصالات التأليف لم تتوقف، وأن المبادرة الرئاسية قابلة للإنعاش. وفي السياق ذاته، أفادت مصادر مطلعة على مسار التشكيل أن «الملف الحكومي لم يقفل» ولا مصلحة لأحد في التعطيل، لكن هناك رغبات لدى البعض في كسب مطالب أكثر على أساس الانتخابات، والظاهر أن الاتصالات متوقفة لكنها حقيقة مستمرة، لا سيما بين اللواء إبراهيم والوزير باسيل، إضافة إلى تواصل إبراهيم مع الأطراف كافة.على صعيد آخر، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، إنها تعمل مع الأطراف من أجل ضمان تنسيق جميع الأنشطة في المناطق الحساسة حسب الأصول، واحترام الخط الأزرق بالكامل من قبل الطرفين. وأضافت القوة في بيان حول التحقيق في أنفاق تعبر الخط الأزرق على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، أنها قامت منذ أيام مع الجيش اللبناني بمسح مبنى لمعمل باطون قديم في الجزء الجنوبي من بلدة كفركلا اللبنانية الحدودية، بعد أن لاحظت وجود أسمنت سائل يتدفق من المبنى داخل هذه المنشأة. وأشارت إلى أنه تم ضخ السائل الذي طفا على الجانب اللبناني من قبل الجانب «الإسرائيلي»، من خلال فتحة تم حفرها في طرف نفق. وأكدت أن معمل الباطون القديم في كفركلا، به فتحة على النفق الذي يعبر الخط الأزرق، مشددة على أنها تعمل بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني في سياق الجهود الرامية إلى اتخاذ الخطوات المناسبة، لمعالجة انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
مشاركة :