باريس- عززت مجموعة فينسي الفرنسية العملاقة للتشييد والبناء محفظتها الاستثمارية في مجال الطيران بعد أن أعلنت أنها تعكف على إتمام الإجراءات للاستحواذ على نصف حصة أحد أكبر المطارات البريطانية. وذكرت وكالة بلومبرغ الاقتصادية أن فينسي وافقت على شراء مطار غاتويك في العاصمة البريطانية لندن مقابل حوالي 2.9 مليار جنيه إسترليني (3.2 مليار يورو). وذكرت تقارير إعلامية أن فينسي اشترت 50 بالمئة من أسهم غاتويك، ثاني أكثر مطارات لندن ازدحاما، من مجموعة مستثمرين بينهم صندوقا الثروة السياديان، الأول جهاز أبوظبي للاستثمار التابع لحكومة أبوظبي، والثاني يتبع الحكومة الأسترالية. وقالت الشركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إنه من المنتظر إتمام الصفقة خلال النصف الأول من العام المقبل. وقال نيكولاس نوتبايرت رئيس قطاع المطارات في مجموعة فينسي إن “سعر شراء غاتويك يعادل 19 مثل أرباح تشغيله في عام 2019 ويمكن اعتباره سعرا منخفضا، لأن مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثرت على سعر المطار”. ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن المبلغ المرصود للاستحواذ على حصة في المطار البريطاني يتوافق مع متوسط أسعار الصفقات المماثلة في صناعة الطيران الدولية. ويأتي قرار الاستحواذ فيما أعد المسؤولون عن مطار غاتويك خطة استثمارية بقيمة تقدر بنحو 1.11 مليار جنيه إسترليني (1.22 مليار يورو) لزيادة الطاقة الاستيعابية لصالتي الركاب لديه خلال السنوات الخمس المقبلة.وتشير البيانات الرسمية إلى أن إجمالي عدد الركاب الذين استخدموا مطار غاتويك خلال العام الحالي بلغ نحو 45.7 مليون راكب، وهو ما يعني أنه سيكون أكبر مطار في مجموعة مطارات فينسي. ويقع المطار الدولي في مدينة كرولي في مقاطعة غرب ساكس جنوب لندن البعيدة بنحو 46 كلم، ويصنف في المركز الـ28 عالميا من حيث الرحلات والمسافرين. ويواجه مطار غاتويك منافسة شرسة من جانب المطارات الأخرى للعاصمة البريطانية، كما خسر الدعم الحكومي لمشروع إقامة مدرج طيران جديد لصالح مطار هيثرو، الذي يعتبر أحد أكبر مطارات أوروبا. وتجاهلت شركة التشييد الفرنسية، التي يبلغ عمرها 120 عاما، المخاوف التي تحيط بالاستثمار في بريطانيا، وخاصة في مجال الطيران في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل العلاقات بين لندن والاتحاد الأوروبي، بعد تنفيذ قرار الخروج من الاتحاد في مارس المقبل. وكانت مجموعة مانشستر أيربورتس غروب، التي تدير مطار ستاندستيد المنافس في العاصمة لندن قد حذرت من تراجع أعداد الركاب خلال السنوات الخمس المقبلة بسبب التداعيات المحتملة للبريكست. ويستقبل مطارا ستاندستيد وغاتويك الرحلات بعيدة المدى، ويعتبران من المحطات الرئيسية للعديد من شركات الطيران التي تشغل أسطولها على الخطوط البعيدة. ويعتبر غاتويك أكثر مطارات العالم ذات المدرج الواحد ازدحاما، كما أنه أكبر قاعدة لشركة الطيران منخفض التكاليف البريطانية إيزي جيت. ويركز على الرحلات طويلة المدى لشركة الطيران البريطانية بريتش أيروايز. ويقدر خبراء حجم الأموال، التي ضختها الشركات وحكومات الدول لبناء مطارات جديدة أو تطوير البعض الآخر بقرابة تريليون يورو، والغاية من ذلك هي تلبية الطلب المتزايد على السفر، ومواجهة المنافسة الكبيرة بين شركات الطيران وخاصة منخفضة التكلفة.
مشاركة :