الخرطوم - (أ ف ب): طلب الرئيس السوداني عمر البشير من الشرطة أمس الأحد الامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين المحتجين على الحكومة بعدما دعت الأمم المتحدة إلى التحقيق في مقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات العنيفة. وتقول الحكومة إن 19 شخصا على الأقل قتلوا منذ 19 ديسمبر خلال الاحتجاجات التي أشعلها قرار الخرطوم رفع اسعار الخبز. إلا أن منظمة العفو الدولية تقول إن عدد القتلى بلغ 37. وأمس الأحد، التقى البشير عددًا من كبار الضباط في الخرطوم، وأمر الشرطة بالامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين. وصرح «نحن حريصون على الأمن لكن على الشرطة أن تحافظ على الأمن ولكن ذلك بأقل قدر من القوة». وخرج المتظاهرون إلى الشوارع بعد قرار الحكومة رفع سعر رغيف الخبز من جنيه سوداني إلى ثلاثة جنيهات. وقال البشير «نحن نعترف بأن لدينا مشكلة في الاقتصاد، والناس تعمل ليل نهار على حلها، ولن تحل بالتخريب والتدمير والسرقة والنهب، ولن تحل بتدمير الممتلكات العامة والخاصة»، في إشارة إلى إحراق المتظاهرين مباني ومكاتب حكومية في العديد من المدن. وأضاف «لا نريد لبلادنا أن تنزلق كما حدث في بلدان أخرى، ولن نسمح بأن يكون شعبنا لاجئين ونازحين، ولو حدث ذلك إلى أين سنذهب، انظروا للمنطقة حولنا». والجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «الهدوء وضبط النفس»، وطلب من السلطات «إجراء تحقيق شامل حول القتلى والعنف»، بحسب بيان للمتحدث باسمه. وأضاف البيان أنّ الأمين العام للأمم المتحدة «يتابع بقلق» التطورات في السودان و«يشدّد على ضرورة ضمان حرية التعبير والتجمع السلمي». وخلال مؤتمر صحفي الجمعة، قال وزير الدولة بوزارة الإعلام السودانية مأمون حسن لصحفيين إنه «تم ضبط مجموعة من عشرة أفراد يتبعون لحركة عبدالواحد نور، ووُجد بحوزتهم 14 بندقية كلاشنيكوف وألف طلقة وجهاز كمبيوتر بداخله مستندات تشير إلى أنهم يخططون لقتل المتظاهرين من داخل التظاهرات». لكن عبدالواحد نور زعيم جيش تحرير السودان الموجود بالمنفى في باريس نفى اتهامات الخرطوم، قائلاً إن مناصريه ليسوا منخرطين في أعمال العنف. وقال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف إن «هذه التظاهرات هي من صنع الشعب السوداني، ونحن جزء منه. كيف يُمكننا أن نستخدم العنف ضد شعبنا؟». وأضاف الزعيم المتمرد «نحن نُواجه نظام (البشير) في مناطق النزاع، لكننا لم نستخدم أبدًا أسلحة في مناطق مدنية». كذلك أكد أن مناصريه ليسوا مسؤولين عن إحراق مبان تابعة للحكومة في بعض المدن والمناطق خلال الأيام الأولى للتظاهرات كما تدّعي السلطات. ويُقاتل جيش تحرير السودان بزعامة نور ومجموعات مسلحة أخرى في دارفور، القوات السودانية منذ عام 2003 في هذه المنطقة الواسعة بغرب السودان.
مشاركة :