ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة تحث بكين على استيفاء تفاصيل عدد كبير من صفقات التجارة والاستثمار التي قدمها المسؤولون الصينيون مؤخرا، حيث يحاول الجانبان حل معركة تجارية هزت الأسواق العالمية.وقالت الصحيفة الأمريكية –في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين - إنه منذ أن التقى الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في بوينس آيرس في مطلع الشهر الجاري، تعهدت بكين بخفض الرسوم الجمركية، وشراء المزيد من السلع والخدمات الأمريكية، وتخفيف القيود المفروضة على الشركات الأجنبية العاملة في الصين، وفتح المزيد من القطاعات أمام الاستثمار الأجنبي.ورغم ذلك، أضافت الصحيفة:"إن تفاصيل هذه التعهدات كانت قليلة للغاية.. وقد أدى ذلك إلى تشكك الإدارة الأمريكية في أن المبادرات الصينية سوف تؤدي إلى تقدم ملموس ما لم تحدد بكين أنواع التغييرات التي تعتمدها، والجدول الزمني لتطبيقها وطرق تنفيذ التعهدات"، وذلك حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات بين واشنطن وبكين.ومن المقرر الانتهاء من المحادثات التي تستمر لمدة 90 يومًا في الأول من مارس. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، حذرت الولايات المتحدة من أنها ستعزز الرسوم الجمركية على السلع الصينية بقيمة 200 مليار دولار، وهو ما يرفعها إلى 25٪ بعد أن كانت 10٪ فقط في الوقت الراهن، مما قد يكون له تأثير كبير على الإلكترونيات والأثاث والآلات وغيرها من الصناعات الأمريكية التي تعتمد على الواردات الصينية.. ويمكن أيضا أن يعمق هذا النهج تباطؤ الاقتصاد الصيني ، الذي سيكون له عواقب واسعة على النمو العالمي.وفي يوم السبت، أعلن ترامب في تغريدة له على موقع "تويتر" أنه تحدث هاتفيا مع شي وأنهما حققا "تقدما كبيرا" في المحادثات. وقال ترامب: "إن الصفقة تسير بشكل جيد للغاية...وإذا تم تنفيذها على أكمل وجه، فسوف تكون شاملة للغاية، بل وتغطي جميع المواضيع والمجالات ونقاط النزاع".كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على حالة المفاوضات القول:"إن ترامب ربما يبالغ في تقدير مدى نجاح الطرفين في التوصل إلى اتفاق"، مشيرا إلى أن ترامب يتطلع إلى تهدئة الأسواق التي تذبذبت في الأيام الأخيرة جزئيا بسبب القلق من تنامي الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين واحتمالات أن يخرج عن نطاق السيطرة.من جانبه،قال أسوار براساد، الباحث في جامعة كورنيل :" إن المسئولين الحكوميين والأكاديميين أخبروه أن تصاعد الضغط من الولايات المتحدة ساعدهم في حججهم لتسهيل وصول الاستثمار الأجنبي إلى القطاع المالي. لكنهم شككوا في أن توافق بكين على اتباع التغيرات الشاملة في السياسة الصناعية التي تطالب بها إدارة ترامب.وأضاف براساد:" قد نحصل على صفقة مؤقتة تمنع حدوث المزيد من التصعيد في الأعمال العدائية."
مشاركة :