أكد رئيس جبهة «النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط ان «ما حصل مع أبناء عكار، لا يجد ما يبرره في المنطق بعد وقوع تلك المأساة في بحار إندونيسيا العميقة، وهو يتطلب تحرّكاً رسميّاً سريعاً على مستوى الحدث يكون كفيلاً بإرسال إشارات إيجابيّة إلى أبناء عكار عله يعوّض شيئاً من الخسائر الفادحة التي عاشتها تلك المنطقة في الأيام القليلة الماضية ويعيد إحياء الأمل المفقود في نفوس أهلها الذين تخطوا حافة اليأس القاتل». وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونيّة: «في إنتظار هبوط الوحي المرتجى على بعض الفرقاء السياسيين ووصول الإلهام والإيحاء لتأليف حكومة جامعة من دون شروطٍ وشروطٍ مضادة، وفي إنتظار خروج بعض الأطراف السياسيّة اللبنانيّة من حال الانتظار والترقب والتهيؤ لما ستتمخض عنه الأزمة السوريّة المشتعلة، وفي إنتظار أن يُستنفد الحوار المفيد الذي إنطلق بين بعض القيادات، وفي إنتظار أن تعود فئة المحللين الاستراتيجيين إلى قواعدها الأرضيّة سالمة بعد أن تكون إستنفدت إمكاناتها وطاقاتها الخارقة للعقول البشريّة المتواضعة التي حلقت بها إلى مصافٍ مرتفعة من السمو الفكري والتنظيري الرفيع، في إنتظار كل ذلك، نرى عكار الحزينة تقع في المزيد من المأسويّة والأسى، ولا من يسأل!»، مشيراً الى ان «عكار تلك المحافظة البعيدة المنسيّة المتروكة لقدرها والتي تُسجّل النسب الأعلى من الفقر والعوز والحرمان وحتى غياب الكهرباء عن بعض بلداتها في القرن الحادي والعشرين! وصل اليأس بشرائح عديدة من أهلها للهرب من الفقر إلى الموت بعد أن ضاقت بهم سبل العيش وأقفلت في وجوههم كل منافذ الحياة بسبب تلكؤ الدولة عن رسم خطة إنمائيّة متكاملة لتنمية أريافها ولإبقاء أبنائها في أرضهم». ورأى جنــبلاط ان «هـــذه الحالة من اللامبالاة فــي عكار تذكرنا أيضاً بأزقة الفقر فـــي طرابلـــس والشمال برمته الذي يحتل حيــــزاً متواضعاً في إجمالي الحركة الاقتصادية اللبنانية لا يتعدى الثلاثة في المئة. فلماذا لا يتم الالتفات إلى هذه المنطقة ويعاد الاعتبار لمرافقها الأساسيّة التي تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية كمرفأً طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي ومصفاة النفط ومطار رينه معوض في القليعات وحماية الزراعة وتطوير التجارة في الأسواق التراثية وغير التراثية فضلاً عن إجراءاتٍ أخرى مماثلة؟ وما الذي يمنع من المباشرة بتنفيذ خطط إنمائية لرفع الحرمان وتحقيق المصالحة بين المواطن والدولة في تلك المناطق؟». السيسي وفي الشأن العربي توجه جنبلاط بالتحية إلى «الفريق عبدالفتاح السيسي الذي قام بخطوة رمزية في الشكل إنما كبيرة بالدلالات والرسائل وهي زيارته ضريح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ووضعه إكليلاً من الزهر، مذكراً بذلك بالقائد التاريخي للعرب ولمصر الحديثة الذي أعطى بلاده والشعوب العربيّة جمعاء العزة والكرامة والعنفوان وتصدّى للمشاريع الغربيّة والاسرائيليّة رافضاً حلف بغداد وحررها من الاستعمار البريطاني وحقق لها العديد من المشاريع الانمائية والاقتصادية كإستعادة الحقوق المسلوبة في قناة السويس وبناء السد العالي والاصلاح الزراعي وبناء المئات من المصانع إضافة إلى العشرات من الخطوات الأخرى التي أحدثت تغييراً عميقاً في بُنية المجتمع المصري الذي لطالما تميّز بعراقة مؤسساته العسكريّة والقضائية والاجتماعيّة، فضلاً عن دعمه لحركات التحرر من اليمن إلى أفريقيا وتقدمه حركة عدم الانحياز وتخطيه للحدود في العالم العربي وأفريقيا ودول العالم الأخرى». واذ لفت جنبلاط الى ان عبدالناصر «إستطاع بعد هزيمة العام 1967 أن يعيد بناء الجيش المصري ويسترجع له هيبته وحضوره ونجح في إعادة رفع معنويات قادته وضباطه وجنوده لتجاوز ما حدث، فكان الصمود الأول والنجاح في حرب الاستنزاف وهو كان بمثابة تجربة أولى أتاحت لاحقاً للجيش المصري أن يحقق العبور التاريخي في حرب تشرين 1973 مسجلاً بذلك إنجازاً عسكريّاً إستثنائيّاً». رأى انه «أسس الارضية الصلبة التي سمحت للجيش بأن يكون من المؤسسات الضامنة للاستقرار الداخلي المصري كما هي الحال اليوم».
مشاركة :