الخوري طوني الخوري يكتب: ولا يكن فيكم من يتعاطى عرافة ولا منجم

  • 1/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أرغبُ في هذا المناسبة السّعيدة، وأنا أتمنى لكم سنةً جديدة وافِرة النِّعَم، وغزيرة العطايا الرّوحية والمادّية، سنة تتحقَّق فيها أُمنياتِكم الطيبة إلى الخير الذي ترغبون به، أن أحذّركم من الإنقياد وراء روح العالم الذي يُقَدِّم نفسه مع بداية كلّ سنة جديدة، تحت أشكال متنوّعة: التبصير والتنجيم، وغيرهما من الممارسات القبيحة التي، وللأسف الشديد تَلقى رواجًا عند الشريحة الكُبرى من النّاس، وهي ليست من الله، بل من إبليس الذي يُوهِم النّاس من خلال أنبيائه؛ العرّافين والمُنَجّمين وقارئي الكفّ وورق التارو، وضاربي المَندل وقارئي الأبراج، الموزّعين على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، بأنّه الحلاّل الخارق لِمشاكلهم، عِوض الله. يقول الكتاب المقدّس:"ولا يَكُن فيكم...مَن يتعاطى عَرافةً ولا مًنَجِّمُ ولا مُتَكَهِّنٌ ولا سَاحِر، ولا مَن يُشَعوِذ ولا مَن يستحضِرُ الأشباحَ أو الأرواح ولا مَن يستثيرُ الموتى، لانَّ كُلّ مَن يصنَعُ ذلِك هو قبيحةٌ عند الربّ..."(تث18: 9-12). أضف إلى هذه كلّها، آفة القمار التي أصبحت من التقليد المرتبط ببداية سنة جديدة، وشعار المقامرين "بدّي جرّب حظي".ايّها الأحباء مَن لَم يجِد في المسيح يسوع الله ابن الله، حظّه ونصيبه وثروته التي لا تزول، لَن يجدها في شخصٍ ومكان آخرين مهما اجتهد وحاول واستذكى. الله هو سيّد الحياة والتاريخ، ولا أحد سواه. ليست الأبراج ولا الكواكب ولا المُشعوذين مَن يُدبّر حياتنا بل الله الآب الضّابط الكّل على ما نُقرّ في قانون الإيمان؛ الله المُدبِّر والمُعتني بابنائه كونه الأب. نعم، ما ترك الله شعبه، بل سكنَ بين شعبه في ابنه يسوع المسيح ليمنحه الحياة وافِرة وطُمأنينة القلب والخلاص من الشرّ.فلنلتفت إلى الله في مطلع هذا العام الجديد، ولنُسلّمه قيادة حياتنا وتاريخنا، ولنفسح له بالمجال لكي يملىء قلوبَنا بنار محبّته التي تُقرّبنا منه ومن إخوتنا، فنعيش بسلام وطُمأنينة طوال أيّام سنتنا الجديدة، وبِرضاه علينا، له المجد إلى الأبد. سنة مباركة مليئة بخيرات الله.

مشاركة :