وزارة الإعلام.. تحديات جديدة في حقبة الوزير «شبانة»

  • 1/1/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جاء التشكيل الوزاري الجديد ليتواءم مع الرؤية التي أعدتها القيادة الرشيدة ممثَّلة في خادم الحرمين الشريفين رعاه الله، وولي عهده، ولعل من أهم الحقائب الوزارية التي تستأثر باهتمامنا، نحن معاشر الكُتّاب والمحسوبين على الكلمة والرأي والفكر، هي وزارة الإعلام، لذا فإنه بعد تهنئة معالي الأستاذ تركي شبانة، وزير الإعلام الجديد، والذي يُحسب له أنه قادم من بيئة إعلامية معروفة، وهي مجموعة روتانا الإعلامية، مما يجعله بلا شك قريبًا من الإعلام وهمومه وما يترتب على ذلك كله من رسم للصورة الإيجابية لهذه البلاد، التي تستوحي في مبادئها وأهدافها شرع الله القويم، وسنة نبيه المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- وخصوصًا أنها تحتضن بيت الله الحرام، ومثوى نبيه ومصطفاه الذي ختم الله به الرسالات ورزقه الخلق العظيم، وأكرمنا باتباعه وخدمة مآثره العظيمة. بداية لابد من القول إننا قطعنا شوطًا كبيرًا في المسيرة الإعلامية، منذ أن كانت مديرية عامة للصحافة والنشر، ثم استقلَّت وتحوَّلت إلى وزارة تَعَاقَب عليها العديد من الكفاءات العلمية والفكرية والثقافية، بدءًا من الأستاذ الأديب الرائد -رحمه الله- عبدالله بلخير، وانتهاء بالأستاذ الدكتور عوّاد بن صالح العوّاد، هؤلاء وغيرهم كانوا يعرفون مواضع القوّة ومواضع الضعف في إعلامنا، وعندما نقول مواضع الضعف فإن ذلك يصب أخيرًا في تحقيق الأهداف المرجوّة من إصلاح تلك النواحي التي ذكرنا أنها تستدعي الصراحة في القول والجهر به، فبعض قنواتنا التلفزيونية لم تُجاوز خطاها الأولى، كالقناة الرسمية الأولى، التي تحتاج إلى مجموعة من الكفاءات بدءًا من طريقة ونهج إذاعة الخبر والبعد والنأي به عن أسلوب الخطابة المبتذلة، مع أنه يجب أن نقر ونعترف بأن قنوات أخرى مثل الإخبارية قد ارتقت في أدائها الإعلامي وخصوصًا في الأسلوب الذي يستعمل في نشر الخبر والتعليق عليه حتى لا يصبح ضربًا من ضروب الكلام المزخرف والمزين بعيدًا عن المضمون الذي يخدم مصالح الأمة ويحقق أهدف الدولة المرجوّة، والتي لا تألوا جهدًا في دعم المسيرة الإعلامية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة. مسألة أخرى أرى أنه لابد أن تكون موضع نقاش ومراجعة وهي السؤال عن استثمار العطاءات التاريخية والفكرية للأمة العربية والإسلامية، فنيًا وفكريًا وعلميًا، وخصوصًا لنشر قِيَم التسامح والفضيلة والوسطية، فهذه المعاني الكبيرة تحتاج إلى إعلام فاعل ومؤثر، يأخذ بأسباب التقنية الحديثة ويسخرها أفضل تسخير من أجل هذه الغايات النبيلة، مسنودًا في ذلك بكوادر إعلامية مُدرَّبة تُدرك عظمة هذه الرسالة، التي حملناها، ويرنو إلينا العالم كله لأجلها، والإفادة منها، فهذه البلاد كرمها الله بالحرمين الشريفين وخدمتهما، بما يستوجب أن يكون خطابها الإعلامي مستوعبًا لهذه المكانة الجليلة، وحاضًا على المقاصد الحقيقية للشرع الحنيف، والموئل لالتقاء الكلمة، وهو ما تحث وتحض عليه دومًا خطابات ونصائح ولي الأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، الذي عرف الإعلام العربي خير معرفة، واتصل به عن قرب في مواضع صناعته، ومراكز قراره، ولهذا فإن اختياره للأستاذ تركي شبانة في هذه المرحلة اختيار ينطوي على معرفة وثيقة، وأمل في دخول مرحلة جديدة قوامها الصراحة والتعددية والإعلام المؤثر، ومنه يمكننا القول إن الإعلام يحتاج إلى مساحة أوسع من الحرية المنضبطة أمام الكُتّاب المتمرسين في ضروب الفكر والمعرفة والثقافة والمفاهيم الحضارية العليا، بما يتيح لهم الفرصة للمساهمة مع القيادة في إيصال رسالة هذه الأمة على أفضل وجه، وأمثل طريقة. إن من المهم جدًا القول صراحة لمعالي الوزير الجديد، وهو يتسلم مقاليد هذه الوزارة المهمة، أن واقع المؤسسات الصحفية اليوم يكشف بجلاء أنها تعيش وضعًا غير مستقر، وتحتاج إلى التفاتة وإعادة ودعم وتقييم لتؤدي رسالتها وواجبها في هذه المرحلة المهمة من تاريخ وطننا المعطاء، والمتأصلة بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي تُعوّل عليها الأجيال الصاعدة من أبناء هذا البلد، رجالا ونساءً، في تحقيق مستقبل زاهر وزاخر من جميع النواحي.

مشاركة :