أعلن «الأرشيف الوطني» بأبوظبي عن إطلاق مشروع الأرشيف الرئاسي الذي يعمل على جمع وتوثيق مسيرة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وأنشطة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» في إطار جهود الأرشيف الوطني لجمع ذاكرة الوطن، وقد بلغ عدد الأفلام المتوافرة حوالي 7000 فيلم، وسيتم مسح وترميم أكثر من 4000 ساعة فيلمية، لافتاً إلى أن هذه الوسائط المتعددة توثق مراحل تاريخية مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وفق أفضل المعايير العالمية. وقال الدكتور عبدالله محمد الريسي، مدير عام الأرشيف الوطني في حديث خاص مع «الاتحاد»: إن الأرشيف الوطني أكمل في العام الماضي نصف قرن على تأسيسه منذ «عام 1968»، وحفلت أرشيفاته بأكثر من مليونين و600 ألف وثيقة تاريخية ترصد التاريخ الحافل والعريق لدولة الإمارات العربية المتحدة التي استطاعت أن تسطّر معجزة عظيمة بقيام اتحادها وبلوغها ذروة الرقي والازدهار في زمن قياسي، وهو في استراتيجيته ومخرجاته يعكس رؤية الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ونهج قيادتنا الحكيمة، مستنيراً بالتوجيهات المباشرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس الأرشيف الوطني. وأكد الريسي أن جهود الأرشيف الوطني على صعيد تنمية مقتنياته وتعزيز إتاحتها أسفرت عن اقتنائه، عدة أرشيفات تضمّ عدداً كبيراً من الوثائق؛ حيث يضم أرشيف قصر الحصن، وفيه أكثر من 19 ألف وثيقة، والأرشيف الأميركي وفيه نحو 700 ألف وثيقة، والأرشيف البريطاني وفيه حوالي المليون وربع مليون وثيقة، والأرشيف البرتغالي يحتفظ بأكثر من 26 ألف وثيقة، والأرشيف العثماني فيه أكثر من 22 ألف وثيقة، والأرشيف الهولندي ويحتوي على أكثر من 113 ألف وثيقة، والأرشيف الفرنسي يضم أكثر من 215 ألف وثيقة، والأرشيف الألماني فيه أكثر من 85 ألف وثيقة، وفي قسم دراسات المرأة أكثر من 10 آلاف وثيقة، وفي أرشيف مجلس التعاون حوالي 45 ألف وثيقة، ويحتوي الأرشيف الفارسي على أكثر من 76 ألف وثيقة، وبذلك يبلغ مجموع ما في هذه الأرشيفات التي تجتمع تحت مظلة الأرشيف الوطني أكثر من 2.613.381 وثيقة. التاريخ والتراث وأضاف: لقد تضافرت أهمية التاريخ والتراث مع أحدث التقنيات الرقمية التي تحفظ ماضي الآباء والأجداد للأجيال القادمة، وفي الوقت الذي يتيح الأرشيف الوطني مقتنياته للباحثين والأكاديميين والطلبة والمهتمين بتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج، استطاع أن يحتفظ في أرشيفاته بأكثر من مليون و600 ألف صورة، وبأكثر من 1120 خريطة تاريخية وأكثر من 55343 من الوسائط المتعددة، موضحاً أنه في «عام زايد» أنهى الأرشيف الوطني اللمسات الأخيرة على «مركز الحفظ والترميم» الذي يعدّ نقلة نوعية من حيث حجمه وطاقته الاستيعابية للأعداد المتزايدة من الملفات الحكومية التاريخية، ومن حيث الرؤية المستقبلية لتزويده بأحدث الأجهزة والتقنيات والخبرات الكفيلة بارتقائه إلى الصف الأول بين المراكز المماثلة وهذا ما دأب الأرشيف الوطني على تحقيقه دائماً في ظل الدعم اللامحدود الذي يلاقيه من قيادتنا الحكيمة، ويعد مركز الحفظ والترميم الذي يشغل أكثر من 40 ألف متر مربع مكملاً للدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني على صعيد جمع الوثائق التاريخية وحفظها. الرصد الوثائقي وفي إطار الحرص على الرصد الوثائقي، ذكر الريسي، أن «الأرشيف الوطني» كرّس جزءاً كبيراً من إمكاناته لتشخيص أرشيفات الجهات الحكومية الرسمية وتنظيمها؛ فقد قام خبراؤه والمختصون بتنظيم 217 أرشيفاً من أرشيفات الجهات الحكومية في الدولة، ونظم دورات متخصصة في مجال الأرشيف، شارك فيها عدد من موظفي الجهات الحكومية الاتحادية في الدولة، وجاءت هذه الدورات في سياق متابعة الأرشيف الوطني لمشاريع تنظيم أرشيفات الجهات الحكومية في الدولة وتطويرها، ويمضي الأرشيف الوطني جاداً في استعداداته من أجل استضافة كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في عام 2020، الذي يعدّ أكبر تجمع أرشيفي عالمي يُعنى بقضايا الإرث الإنساني وجمعه وحفظه، ويستقطب الكونجرس شبكة عالمية من الأرشيفيين والمؤسسات العاملة في هذا المجال. وأشار إلى أن الأرشيف الوطني يتابع رئاسة برنامج «ذاكرة العالم» التابع لليونسكو للحفاظ على التراث الوثائقي الذي ينقل أفكار الأجيال السابقة وآمالها وإنجازاتها إلى البشرية، وهو يحثّ الخطى من أجل إدراج وثائق الشيخ زايد في اليونسكو؛ انطلاقاً من كونه – طيب الله ثراه- شخصية عالمية محبة للسلام، ويجب أن يعرف العالم تاريخه الحافل بالإنجازات والمآثر. وبين الريسي أن عدد المقابلات التي أجراها قسم التاريخ الشفاهي منذ عام 2009 بلغ أكثر من 900 مقابلة؛ بهدف توثيق الذاكرة الشفاهية للرواة بأصواتهم وتعابيرهم، وتدوين تسلسل الأحداث التاريخية وتسجيلها؛ إذ تُعدّ روايات هؤلاء الأفراد مرجعاً تاريخيًّا، وهي مهمة في توثيق ما لم يُرصد في الوثائق الأجنبية. الأرشيف الرئاسي ونوه الريسي إلى إطلاق مشروع الأرشيف الرئاسي الذي يعمل على جمع وتوثيق مسيرة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وأنشطة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- في إطار جهود الأرشيف الوطني لجمع ذاكرة الوطن. وقد بلغ عدد الأفلام المتوافرة حوالي 7000 فيلم و سيتم مسح وترميم أكثر من 4000 ساعة فيلمية، لافتاً إلى أن هذه الوسائط المتعددة توثق مراحل تاريخية مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وفق أفضل المعايير العالمية، وبعد ذلك سيتم إتاحتها لصناع القرار، وللباحثين والأكاديميين وعامة المستفيدين، انطلاقاً من رؤية الأرشيف الوطني التي تتلخص في الريادة لتقديم خدمات أرشيفية ووثائقية وبحثية متميزة،حيث يقوم الأرشيف الرئاسي بفهرسة، وتصنيف الصور والأفلام، والخرائط بجميع أشكالها بطريقة علمية مطابقة لأفضل الممارسات العالمية، والمقاييس الدولية المتعلقة بتنظيم الصور والأفلام، وتصنيفها، وحفظها، وحمايتها وتعزيز سبل الاستفادة منها. وأوضح أن الأرشيف الوطني يشارك سنوياً في 3 معارض دولية فيما ينظم سنوياً بين 60 إلى 130 معرضاً داخل الدولة وخارجها، مضيفاً : وقد استطاع الأرشيف الوطني أن يقدم عبر برامجه التعليمية في العقد الأخير نحو 21761 نشاطاً وفعالية وصل بها إلى أكثر من 1.375.000 مستفيد، وللأرشيف الوطني عدد من الأعمال في إطار المسؤولية الإنسانية والمجتمعية، وهذا جزء من دوره الفعال، وإن ما يؤديه من مهام وطنية جليلة تجعله قبلة الزوار والباحثين من داخل الدولة وخارجها وقد بلغ معدل زوار الأرشيف الوطني سنوياً في العقد الأخير نحو 11000 زائر سنوياً. تاريخ الدولة وحول إصدارات الأرشيف الوطني، قال الريسي: لقد أصدر حوالي 150 عنواناً، بالإضافة إلى مجلة «ليوا» العلمية المحكمة التي تصدر كل ستة أشهر، ووزع عدداً كبيراً من إصداراته على سفارات الدولة، والسفارات الأجنبية في الدولة عبر وزارة الخارجية، وعلى الكثير من الجهات الرسمية والمؤسسات الأكاديمية؛ ليطلع القراء على جوانب في تاريخ دولة الإمارات وتراثها، وتشرع مكتبة الإمارات بمقر الأرشيف الوطني أبوابها أمام الطلبة والباحثين، وهي تحتوي على أكثر من 53077 عنواناً، و101745 نسخة من الكتب والمجلدات المتاحة لروادها؛ إذ تعدّ واحدة من أهم المكتبات المتخصصة بالموضوعات المتعلقة بتاريخ الإمارات وثقافتها. وأكد أن الدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني بثقة واقتدار محلياً وعربياً وعالمياً أهّله ليكون عضواً في عدد من المنظمات الدولية أبرزها: المجلس الدولي للأرشيف، ومنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة لهيئة الأمم المتحدة «اليونسكو»، والفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف «عربيكا»، والأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في دول مجلس التعاون، واتحاد المؤرخين العرب، وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون، وجمعية دراسات الخليج وشبه الجزيرة العربية، وجمعية المؤرخين المغاربة، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين، وجمعية التاريخ الشفهي الأميركية، والجمعية العالمية للتاريخ الشفاهي، وغيرها. ولفت الريسي إلى أن الأرشيف الوطني نظم من خلال فريق المحاضرين المميزين لديه أكثر من 100 محاضرة وطنية تحت عناوين تم تحديدها لتتناسب مع عام زايد وتحت 20 عنواناً رئيسياً منها: زايد ودولة التسامح، زايد والإمارات من التأسيس إلى العالمية، زايد فلسفة الحُكم وعبقرية القيادة، زايد والجزر المحتلة الثلاث. وذكر أن احتفال الأرشيف الوطني بمرور نصف قرن على دوره الوطني في توثيق ذاكرة الإمارات يمثل مرحلة فارقة، وهو يتبنى التزاماً حقيقياً في دوام تطوير مجالات العمل وتقدمه كافة، إيماناً منه بأن سقف الطموحات ليس له نهاية، ولذلك فقد انتهج الطرق الحديثة والأكثر تطوراً وبلوغاً للتميز والإبداع، ووضع الخطط الاستراتيجية ليرتقي بمنزلته إلى مصافّ الأرشيفات العالمية المتقدمة، على ضوء رؤيته ورسالته وأهدافه الوطنية، وهو يسير في ركاب دولة الإمارات العربية المتحدة إلى عام 2021 الذي نتطلع فيه لتحقيق رؤية الإمارات. وتعد قاعة إسعاد المتعاملين المخصصة لاستقبال الباحثين موئلاً للمهتمين بتاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج وإضافة فريدة إلى الدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني تجاههم. مكتبة الإمارات تعدّ مكتبة الإمارات مكتبة بحثية متخصصة، وهي جزء من البرنامج العلمي والبحثي للأرشيف الوطني فهي تتيح للباحثين والدارسين وطلاّب المعرفة خدمات الاستفادة من مجموعاتها الغنية والمتخصصة التي تغطي مجالات اهتمامات الأرشيف بمختلف أوعيتها الورقية والإلكترونية، وقد أسست المكتبة مع تأسيس الأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة عام 1968. وتضم المكتبة عشرات الآلاف من المصادر المطبوعة والإلكترونية المميّزة، وهي تُطوِّر مجموعاتها باستمرار عن طريق الشّراء والاشتراكات المكثفة في موضوعات مهمّة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وثقافتها وتراثها خاصة، والجزيرة العربية ومنطقة الخليج عامة، وأرست أيضاً برنامجاً للإهداء والتّبادل مع كبريات المكتبات ومؤسسات المعلومات داخل الدولة وخارجها، كما تتوافر مصادر المعلومات في لغات أخرى من بينها الألمانية، والفارسية، والهولندية والبرتغالية. وتتشكّل مقتنيات مكتبة الإمارات من عشرات الآلاف من عناوين الكتب، وما لا يقلّ عن 150 اشتراكاً في الدوريات الجارية، إضافة إلى المجموعة الثرية من المطبوعات الدورية الأخرى وتستهدف المكتبةُ إنشاءَ مكتبة رقمية تستند إلى مجموعاتها ومقتنياتها في اللغات المختلفة بغية إتاحة الوصول إليها من جمهور الباحثين مع ضمان الحفاظ على النسخ الأصلية.
مشاركة :