أكد المهندس عبدالله خليفة شاهين المرر، مدير مشروع القمر الاصطناعي «مزن سات» في وكالة الإمارات للفضاء، أن إطلاق القمر سيتم يوم الـ 24 من سبتمبر الجاري، عبر الصاروخ الروسي «سويوز»، بعد أن تم استكمال مختلف مراحل العمل، بمشاركة طلبة الدراسات العليا في جامعة خليفة، وطلبة مرحلة البكالوريوس بالجامعة الأميركية في رأس الخيمة، ضمن مختبرات «الياه سات» في جامعة خليفة بأبوظبي. وقال في حوار لـ «الاتحاد»: شهدت الفترة الماضية، استكمال العديد من الاختبارات والفحوصات حول قدرة القمر الاصطناعي على الإطلاق ضمن صاروخ الإطلاق، حيث تم مؤخراً الانتهاء من فحص خاص لبحث جاهزية القمر، من خلال إدخال القمر ضمن حاوية خاصة للتأكد من قياساته وقدرته على الدخول فيها، نظراً لانفصال القمر من الحاوية عند وصول القمر لقرب مداره، والتي تقوم بدفعه للوصول باتجاه مداره المحدد، وهو ما يتطلب فحصاً مسبقاً للتأكد من التجهيزات. وأضاف: ستتضمن مرحلة الإطلاق للقمر الاصطناعي مزن سات مجموعة من الأقمار الأخرى أيضاً، حيث يتم انتظار جهوزية كافة الأقمار للإطلاق، ومن جانبنا انتهينا من كافة المراحل الماضية والاختبارات والتجهيزات التي تجعلنا على كامل الاستعداد للإطلاق خلال شهر سبتمبر المقبل، حيث تتم حالياً إجراءات نقل القمر إلى روسيا، وعند وصوله سوف تبدأ مجموعة من الاختبارات الخاصة من فريق صاروخ الإطلاق، بعد استيفاء مهمة فريق التطوير لدوره فيما يخص الإطلاق، وليبدأ دورا آخر يتمثل في استلام البيانات وتحليلها بعد الإطلاق. وأشار إلى أنه بعد إطلاق «مزن سات» ووصوله إلى مداره، سيبدأ عمل فحص الأجهزة الفرعية، حيث سينتظر فريق العمل استلام الإشارات والترددات الصادرة عن القمر، وهو الذي سيوضح وضع القمر الاصطناعي والطاقة التي يمتلكها، وعمل الأجهزة وصلاحيتها، بناء على الإشارات المستلمة، كما سيتم التأكد من وجود القمر في مداره الصحيح، وبحث صحة البيانات ودقتها وإن كانت ضمن التوقعات، حيث تشمل المرحلة استلام وتحليل البيانات، والتأكد من المدار الصحيح والمخطط له. ولفت إلى أنه بعد الإطلاق بشهر تقريباً، ستبدأ عملية استلام البيانات وتحليلها ودراستها، عبر إجراءات للتأكد من التفاصيل والوصول إلى النتائج والبيانات ذات المردود العلمي. وأوضح المرر، أن الفائدة العلمية المتوقعة من «مزن سات» تشمل، قياس غازات الانبعاث الحراري، وبالتحديد غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون، حيث ستتم الاستفادة من البيانات والمعلومات التي ستوفر من قبل عدد من الجهات ذات العلاقة بالشؤون البيئية في الدولة، والتي سيتم الاجتماع بها لتوفير المعلومات ذات الارتباط والأهمية بها، وفقاً لنوعية البيانات ودقتها، كما ستتم دراسة إمكانية الاستفادة المشتركة للبيانات. وأشار إلى أن غرفة التحكم الأساسية لمزن سات، ستكون في مختبر الياه سات الفضائي، والذي تم ضمه ضمن مركز جامعة خليفة لتكنولوجيا الفضاء والابتكار، فيما تم بناء محطة فرعية في الجامعة الأميركية برأس الخيمة، حيث سيتم استخدامها كمحطة مساعدة وداعمة لاستلام البيانات في حال الضرورة. وحول التأثير العلمي لمزن سات على الجامعات، أكد المرر بأن اهتمام القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل لتمكين الشباب في المشاريع الفضائية، أدى إلى إطلاق العديد من المشاريع والمهام الفضائية، حيث التمسنا وجود الرغبة لعديد من الطلبة، والذين أبدوا استعدادهم لتقديم مختلف أنواع الدعم خلال مراحل عمل مزن سات، وإن كانت تخصصاتهم الأكاديمية، أو مسارهم العلمي غير مرتبط بالقمر. وأشار إلى وجود تأثير ملحوظ للقمر على تحفيز الطلبة للاتجاه نحو التخصصات العلمية ذات الارتباط بقطاع الفضاء، وهو الأمر الذي يتزامن مع دور الإنجازات المتواصلة على القطاع لتشجيع الأجيال الناشئة نحو هذه التخصصات، حيث التمسنا دور المشاريع الماضية، ومن أهمها القمر الاصطناعي خليفة سات، ومسبار الأمل، ورحلة هزاع المنصوري، على مستوى الاهتمام الطلابي بالفضاء. تطوير القمر ولفت إلى أنه يوجد تطلع خلال المرحلة المقبلة، لإدخال مجموعة من الطلبة الجدد للانخراط ضمن مرحلة متابعة واستلام البيانات، حيث عمل على المشروع خلال الفترة الماضية مجموعة من الطلبة ضمن مجالات تطوير القمر وإدارة المهمة والمشروع، والآن ننتقل لمرحلة الناحية العلمية، والتي سوف تفيد الطلبة في أبحاثهم. وحول ملامح المرحلة المقبلة، أكد المهندس عبدالله المرر، أن المرحلة المقبلة تتضمن استمرارية هذا النوع من المشاريع الفضائية، وبالتحديد في المراكز الفضائية التابعة للجامعات، لوجود البيئة التي تؤهل لبناء المشاريع، ولرغبة نخبة الطلاب في العمل، حيث نستهدف استغلال المواهب الموجودة في القطاع، وإدخالهم في مشاريع فعلية واقعية بها العديد من التحديات، والتي تتطلب جهداً وبذلاً للنجاح فيها. «ضوء سات - 1» أشار عبدالله المرر إلى أن «مزن سات» يعد واحداً من سلسلة مشاريع مقبلة، تتضمن فكرة إشراك الطلبة في مشاريع الأقمار الاصطناعية المصغرة، حيث يتم حالياً العمل على تنفيذ مشروع القمر الاصطناعي «ضوء سات - 1»، والذي تم من خلاله مشاركة مهندسين من مملكة البحرين، تابعين للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء البحرينية، وذلك ضمن مبادرة للمساهمة في نقل المعرفة الخاصة بعلوم الفضاء في المنطقة، من خلال الالتحاق بالدراسات العليا بجامعة خليفة. وقال: يتسم مشروع القمر الاصطناعي «ضوء سات – 1» بتركيز علمي مختلف، وسيعمل عليه طلبة من جامعة نيويورك أبوظبي، بالإضافة إلى طلبة جامعة خليفة، ضمن مرافق مختبر الياه سات في جامعة خليفة، كما سيتم خلال المرحلة المقبلة البدء في مشروع فضائي جديد، بالتعاون مع المركز الفضائي في جامعة خليفة، وبالتالي السلسلة مستمرة لدعم المواهب الوطنية. وثمن المرر دور الجامعات المشاركة ضمن القمر مزن سات، مثمناً دور فريق العمل من الطلبة والمهندسين الذين قاموا بالإشراف والعمل والمتابعة ضمن السنوات الماضية، لافتاً إلى أن سر نجاح برنامج الإمارات الفضائي يتمثل في وجود الكادر البشري الذي يتسم بالرغبة والشغف بقطاع الفضاء.
مشاركة :