المركبات الكهربائية البلاستيكية الثورة القادمة في عالم السيارات

  • 1/2/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - لا يكفّ المطوّرون في شركات السيارات من اللهث وراء ابتكارات جديدة قد تحدث هزة أكبر في عالم صناعة المركبات الحديثة الصديقة للبيئة. وظهر في الفترة الأخيرة توجّه متزايد بين الباحثين وحتى عمالقة صناعة السيارات من أجل اعتماد مادة البلاستيك في كل أجزاء المركبة مستقبلا. وقام مجموعة من الباحثين مؤخرا بتصميم سيارة مصنوعة من النفايات البلاستيكية لتكون أول بعثة تستعمل مركبة تعمل بالطاقة الشمسية تصل إلى القطب الجنوبي. ويقول هؤلاء إنهم يهدفون إلى توعية العالم وجعله يدرك أهمية وجود بيئة خالية من النفايات خاصة وأن مناطق كثيرة من العالم تنأى اليوم عن استخدام البلاستيك لأضراره البيئية المدمرة. ولكن التجارب التي ظهرت في أقصى شرق الكرة الأرضية وبالتحديد في اليابان قبل شهرين تقريبا تشير إلى أن هناك اهتماما أكبر بمسألة صناعة سيارات بلاستيكية، حيث يعتقد الفريق الياباني المكوّن من باحثين أن هذه المادة يمكن أن تنقذ الكوكب. وأطلق على السيارة البلاستيكية اسم “آيتوب” وهي ثمرة تعاون بين باحثين من جامعة طوكيو وعدة شركات من القطاع الخاص.ويعتقد الباحثون أن وزن المركبة الخفيف الذي يبلغ 850 كلغ سيمهد الطريق نحو تطوير نوع جديد من المركبات الكهربائية ذات المدى المحسن، وقد ينهي هذا النوع عهد المركبات التي تعمل بالوقود. وكلما ازداد وزن المركبة، ازدادت الطاقة اللازمة للانتقال من مكان إلى آخر، وهو ما يستدعي شحن المركبات الكهربائية بوتيرة أكبر. ولهذا فإن هدف تطوير آيتوب هو الوصول إلى صناعة سيارة كهربائية أكثر كفاءة من خلال تخفيف وزنها. ونسبت صحيفة فاينانشال تايمز لرئيس فريق البحث ويدعى كوزو من جامعة طوكيو قوله إن وزن المركبة الكهربائية يصل إلى 1.4 طن أحيانا، لكن بفضل جسم آيتوب البلاستيكي وزجاجها الأمامي المصنوع من ألياف الأكريليك وإطاراتها بالغة الرقة فإن وزنها أقل بكثير. ونظريا ستقلّل آيتوب من هدر السائقين للوقت في محطات الشحن، لكن تكاليف إنتاجها الباهظة تشير إلى عدم جاهزيتها للإنتاج على نطاق واسع بعد. ويؤكد الباحثون اليابانيون أنهم سيؤجلون مسألة التكاليف الباهظة لبعض الوقت وسيحاولون التركيز على تطوير النطاق التشغيلي لهذه المركبة. ولا يقتصر الهدف على خفض تكاليف المركبة ووزنها، بل يريد الفريق ابتكار وسيلة تتيح زيادة متانة المواد البلاستيكية القابلة للتحلل لإدراجها لاحقا في تصاميم السيارات. وكانت شركة فولفو السويدية قد أعلنت الصيف الماضي أنها ستزيد المواد البلاستيكية المعادة تدويرها في سياراتها بحلول 2025، من 5 بالمئة إلى 25 بالمئة، في إطار تقليل أثرها البيئي. وقطعت الشركة السويدية شوطا كبيرا في نقاشاتها مع منتجي المواد البلاستيكية بالفعل في بحث الطريقة الأمثل لخطتها المتعلقة بالمواد المعاد تدويرها. وتستخدم سيارات فولفو حاليا البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 5 بالمئة فقط، لذا على الأغلب سيكون التحدّي كبيرا عند الرغبة لزيادة هذا الرقم وفق خطط الشركة خلال ستة أعوام فقط.

مشاركة :