المركبات النباتية الثورة القادمة في عالم السيارات

  • 8/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المركبات النباتية الثورة القادمة في عالم السيارات تبحث شركات السيارات حاليا عن بدائل للجلود الطبيعية في إطار الحفاظ على حقوق الحيوان وبما يتلاءم مع استدامة البيئة عموما. وهنا يتبادر إلى أذهان الكثير من عشاق الموديلات الفارهة والمميزة سؤال محير يتثمل في هل ستصبح السيارة نباتية في المستقبل؟العرب توماس غايغر [نُشر في 2017/08/09، العدد: 10717، ص(17)]وداعا لجلود الحيوانات برلين - تشترك السيارات الفارهة في ميزة فخامة التجهيزات ورقي التصاميم التي تبدو للعيان بمجرد ركوب السيارة حيث تمتاز تلك الموديلات بنفس الرائحة وتعتمد على نفس الخامة، ألا وهي الجلود الطبيعية. لكن مسألة بلوغ المصنعين أهدافهم بأن تكون الموديلات المستقبلية ملائمة للبيئة حتى في الأجزاء البسيطة والمقصورة والكراسي تبقى أمرا فيه الكثير من الجدل. ويقول مارك ليشته، مدير التصميم بشركة أودي الألمانية إن الجلود الطبيعية تشير إلى الرفاهية والفخامة منذ بداية إنتاج السيارات ومنذ أكثر من 120 عاما في إنتاج السيارات. وأوضح أنه كلما زادت فخامة السيارة، زاد الاعتماد على الجلود الطبيعية بها، وهو ما يظهر بوضوح في سيارة رولز رويس بانتوم، مثلا، التي يحتاج تجهيزها إلى جلود ما يقرب من 10 أبقار. ولكن في الوقت الراهن بدأت تصورات القيم تتغير بسرعة، وأصبح الزبائن أكثر وعيا أثناء الشراء، كما أن شركات السيارات تسعى لتقديم صورة جديدة، ما دفع المصممين إلى البحث عن مفهوم جديد للفخامة والرقي. وعلق ليشته على ذلك بالقول “نريد أن يصاحب تغير القيم الاعتماد على مواد جديدة في إنتاج السيارات”. ألياف الخيزران يقول الخبير الألماني إن سيارة أودي إي-ترون الاختبارية، والتي تم كشف النقاب عنها للمرة الأولى قبل بضعة شهور، تشتمل على مساحات واسعة من الطلاء، لكن هذه هي المرة الأولى التي لا يعتمد فيها عملاق صناعة السيارات أودي على الجلود الطبيعية في إنتاج سيارة اختبارية. وأوضح أن الشركة تقوم في هذه السيارة بتجريب خامات عالية الجودة مصنوعة من ألياف الخيزران التي تتناسب مع المتطلبات البيئية للسيارات الكهربائية ولديها فرص جيدة لدخول مرحلة الإنتاج القياسي. ويتحدث جيري ماكغفرن، مدير قسم التصميم بشركة لاند روفر البريطانية، أيضا عن بداية عصر جديد، مشيرا إلى أن هذا الاتجاه يظهر بوضوح في التجهيزات الداخلية بسيارة رينغ روفر فيلار الجديدة. وقال “لدينا زميلة في قسم تريم آند كولور تعتمد على الأطعمة النباتية في حياتها وأثارت حماستنا بسؤالها لماذا تظل الجلود الطبيعية هي الخيار الأول عند الرغبة في تصميم مقصورة السيارة؟”. ورغم جرأة الشركة البريطانية فإن ذلك لا يعني التخلي تماما عن الجلود الطبيعية، حتى لا يتسبب ذلك في انصراف الزبائن، ولكن يتوافر لأول مرة فراش قماشي لسيارة رينج روفر التي يتم تسويقها لهيبتها وفخامتها. ويؤكد الخبير الألماني ليشته على أن المصممين يكافحون ضد تصورات القيم القديمة حيث ظلت الجلود الطبيعية مرادفا للفخامة والرقي. وبغض النظر عن مدى جودة الفراش القماشي فإنه سيظل خامة أرخص في نظر الزبائن.تسلا الأميركية حظرت استخدام جلود الحيوان في موديل إكس بعد تلقيها تنبيها من منظمة حماية الحيوان (بيتا) وتعاونت شركات السيارات مع شركاء جدد لتغيير الصورة النمطية عن الفخامة والرقي المرتبطة بالتجهيزات الجلدية دائما، فمثلا تعاونت شركة لاند روفر مع مصمم الأثاث الدنماركي كفادرات لتطوير فراش قماشي خاص بسيارة الأراضي الوعرة رينج روفر فيلار. ويرى ماكغفرن أنه “من خلال التعاون مع أسماء مرموقة يمكن لشركة كفادرات أن تعادل السمعة التي تفتقر إليها الخامة الجديدة”، مشيرا إلى أن أسعار سيارة رينج روفر فيلار المزودة بتجهيزات كفادرات تماثل أسعار الموديلات المزودة بالفراش الجلدي الفاخر. تسلا ترفع لواء التجديد بينما تسعى بعض شركات السيارات إلى دفع الزبائن ببطء إلى إعادة التفكير في تصورات القيم القديمة، قامت شركة تسلا بإجراءات سريعة لترفع لواء التجديد. وبدأت الفكرة بعدما تلقى مدير الشركة إيلون موسك عريضة من منظمة حماية الحيوان الأميركية (بيتا) تطالبه فيها بعدم استعمال الجلود في سيارته الكهربائية، كرد فعل على تقديم السيارة موديل إكس. وتم توقيع العريضة من قبل عشرات الآلاف، ولذلك قام موسك بحظر استعمال الجلود في موديل واحد على الأقل حيث تم تجهيز المقاعد بالفراش القماشي مع استعمال الجلود الصناعية في كَسْوِ المقود وألواح الأبواب. ولاحظ البروفيسور لوتز فوغنير، من كلية التصميم بمدينة بفورتسهايم الألمانية، الاتجاه نحو تشكيلة الخامات المستدامة في مقصورة السيارة، والبحث عن بدائل الجلود خصوصا، ولكنه أشار إلى أن مصطلح “السيارة النباتية” لم يحن أوانه بعد. وأكد أنه عندما تعلن شركات السيارات عن تطوير سيارة نباتية فإنها تهدف في واقع الأمر إلى الاستفادة من الاتجاه الحالي والترويج لسياراتها بكلمة رنانة. ولا يحظى هذا الاتجاه بحضور قوي حاليا لدى الشركات التقليدية على الأقل، وفق ما يراه البعض من المختصين. وتقول زيلكه كوجلر، المتحدثة باسم شركة مرسيدس بنز الألمانية، “نقوم بطرح سياراتنا في جميع أنحاء العالم وفي جميع قطاعات السيارات، وبالتالي لا يمكننا تغيير التجهيزات الداخلية بحيث تصبح خالية من الجلود الطبيعية”. وأوضحت أنه مع انخفاض الطلب عن مثل هذه الموديلات أصبح إنتاجها يتم حسب الطلبات الفردية.

مشاركة :