حمد بن جاسم يمارس «الفهلوة» لطمس علاقة قطر بمخطط تدمير المنطقة

  • 1/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ما يزال عراب الفوضى والتخريب في الوطن العربي حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الأسبق، يتقمص دور الواعظ والمصلح الاجتماعي، بعد أن ورّط بلاده في سلسلة من الأزمات جعلتها معزولة من أشقائها الخليجيين وإخوانها العرب، وما يزال ابن جاسم يمارس هوايته القديمة المتجددة في الفهلوة السياسية وعمل الحواة لطمس الحقائق التي لا ينكرها إلا مَن بعينيه قذى أو رمد.ويبدو أن ابن جاسم لا يريد أن يستوعب حقيقة أن الأوضاع الآن في المنطقة والعالم من حوله قد تغيرت، وأن ثورة المعلومات جعلت العالم قرية صغيرة، وأن المعلومة لم تعد حكراً على أمثاله وحدهم؛ بل إن رجل الشارع البسيط بإمكانه الحصول على ما يريد من معلومات بمجرد تحريك محرك البحث جوجل، فالتآمر داخل الغرف المغلقة لم يعد سراً، وتغريدة صغيرة تفضحه وتكشف كل خباياه.كما أن ابن جاسم لا يريد أن يقتنع بحقيقة أن المواطن العربي لم يعد بحاجة إلى نصائحه أو إلى سماع «خطرفاته» ومحاولاته ليّ عنق الحقيقة بابتسامة صفراء ماكرة. الآن لم يعد في طول الوطن العربي وعرضه، من لا يعلم بمؤامراته وأدواره القذرة التي لعبها عندما كان في موقع المسؤولية، وخططه الجهنمية التي كانت تهدف إلى تفتيت وتخريب دول المنطقة الكبرى، مثل مصر والسعودية وإلحاق الأذى بالدول الأخرى كالبحرين ودولة الإمارات، وتونس وليبيا واليمن وسوريا.وظن ابن جاسم خاطئاً مخطئاً أنه بسياسته تلك، سيغيّر خريطة المنطقة وستُصبح دولته القزم هي صاحبة الصوت العالي والآخرون صدى لها، وسيصبح هو شخصياً اسماً يتردد في جنبات كل شارع أو حارة في كل الوطن العربي، فخاب سعيه وارتدت سهامه إليه، عزلة وتجاهلاً، حتى أصبح نسياً منسياً لا يُذكر اسمه إلا إذا ذكرت تلك المؤامرة الخبيثة التي دبرها وخطط لها بليل بهيم، وفي غفلة من الزمن، لتدمير دول المنطقة.لم يترك حمد بن جاسم بن جبر الفرصة لعام 2018 لينتهي قبل أن يلقي العظة الأخيرة، حيث أعرب في سلسلة تغريدات له عن أمله في أن تسود الحكمة والمصلحة العربية والخليجية في العام الجديد، داعياً إلى تصحيح الأخطاء، وكعادته أخرج نفسه و«دويلته» من تلك الأخطاء، على الرغم من أن الأخطاء تحيط بها من كل جانب إحاطة السوار بالمعصم.واختتم عظته بسؤال «وين اللي ساقوا العرب على العرب ونشبونا واستراحوا».ونسي أو تناسى، أن من «ساق العرب على العرب» لم يكن سوى سياسات بلاده الداعمة للإرهاب ومنظماته.وكتب ابن جاسم: «ونحن نودّع عاماً كان فيه الكثير من المفاجآت المحزنة للعالم العربي، ونستقبل عاماً جديداً، أتمنى أن يكون عام خير تسود فيه الحكمة والمصلحة العربية والخليجية، وإعادة التفكير بإخلاص مع النفس، ومحاولة تصحيح الأخطاء وهذا ليس عيباً، فالرجوع إلى الحق فضيلة».نعم تصحيح الأخطاء ليس عيباً والرجوع إلى الحق فضيلة، ولكن إلى من يوجه ابن جاسم حديثه؟ أليس الأولى به أن يُقر ويعترف بما ارتكبه من أخطاء مدمرة؟، أليس الأولى أن تعترف «دويلته» بما ارتكبت من أخطاء في حق شعبها أولاً، وفي حق أهلها وجيرانها في الخليج وإخوانها العرب؟ فلمَ المكابرة وعلامَ النفاق والمراوغة؟وتناول المقاطعة المفروضة على بلاده من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكعادته قلب الحقائق رأساً على عقب.فالذي يتآمر ويريد أن يغيّر الأنظمة والحكومات لن ينسى مقاطعته من الدول الأربع، فما الذي يفعله الذي كنت تضمر له ولبلاده الشر وتريد زعزعة استقراره وتشريد شعبه، تريده أن ينسى ويهرول إليك طلباً للمغفرة؟ أي منطق هذا الذي تتحدث به؟ المنطق الذي يجعل المتآمر صاحب النيات السوداء غاضباً، والمعتدى عليه يركض طلباً للفصح؟.أي دولة عظمى تلك التي يتحدث عنها ابن جاسم؟ أليست هي تلك «الدويلة» التي لم تكن قبل سنوات شيئاً مذكوراً، ولن تكون في المستقبل شيئاً مذكوراً إن لم تغيّر من سلوكها المتأمر وتتصالح مع محيطها الجغرافي؟.ولا يتورع ابن جاسم عن الكذب حين يقول: «هم تمنوا للشعب والقيادة أن تذل دون أساس؛ بل حسداً من عند أنفسهم». وهو قول لا يستحق الرد عليه وهو ويعلم في قرارة نفسه أنه يكذب عندما يتحدث عن «الحسد»؟، ويعلم شعبه أنه كذاب أشر.واختتم سلسلة تغريداته قائلاً: «يبقى السؤال، أليس في الشقيقة السعودية من يفكر؟». ونرد له السؤال أليس في قطر رجل رشيد ينقذها مما أوصلها إليه هو شخصياً وصنوه حمد بن خليفة؟.ووجه مغردون ردوداً لاذعة ؛ فلم تعد تنطلي عليهم حيل ابن جاسم وارتداؤه ثياب الحكمة، وادعاء البراءة على «تويتر»، بينما أفعاله وتآمره ما تزال المنطقة تدفع أثمانه الباهظة، كاشفين عن تناقضه وزيف ادعاءاته.فكتب الإعلامي الإماراتي د.علي النعيمي ردًّا على سؤال «ابن جبر» الختامي: «موجود من يسأل ليس في السعودية فقط بل في العالم العربي أجمع، والإجابة عند الجميع: متى تحاكَم أنت وحمد بن خليفة على جرائمكما في حق العرب؟ ومتى يتم محاسبتكما على الدماء الذي تسببتما بها؟».وعلق جمعان الغامدي على التغريدات مستغربًا التناقض الظاهر بين أقوال «ابن جاسم» على «تويتر» وأفعاله وأفعال النظام القطري، وقال: «تعاني حالة متقدمة من انفصام الشخصية».بدوره وجَّه عبدالله بن عبدالعزيز سؤالاً لابن جاسم، مفاده: «ويبقى السؤال: أليس في الشقيقة قطر من يفكر ويعزلكم ويريح إخواننا القطريين من شركم، وترجع الدوحة لمحيطها الخليجي والعربي؟».ووجّه مغردون منهم منصور الحزاب وزيزة الزهراني وآخرون تعليقات لاذعة وصفوا فيها ابن جاسم بأنه يقتل القتيل ويمشي في جنازته وأنه إنسان بلا دين أو أخلاق.

مشاركة :