تطوير سرب من الروبوتات الصغيرة ذاتية الحركة

  • 1/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

برمج فريق من الباحثين الأوروبيين سرباً من مئات الأجسام الصغيرة ذاتية الحركة، الروبوت، بشكل يجعل أفراد السرب قادرين على التواصل فيما بينهم وتغيير شكل السرب ذاتياً، دون تدخل من الخارج. ويأمل الباحثون أن تصبح مثل هذه الأسراب قادرة مستقبلاً على القيام ذاتياً بمهام معقدة، مثل استكشاف حقول من الأنقاض في أعقاب الكوارث أو بناء جسور بأشكال مختلفة. نشر الباحثون تحت إشراف جيمس شارب، من معهد برشلونة للعلوم والتقنية، تفاصيل هذا الاختراع في العدد الحالي من مجلة «ساينس روبوتيكس» العلمية المتخصصة في تطورات الروبوت. وقال شارب في بيان عن المختبر الأوروبي لأبحاث علم الأحياء الجزيئي: «نبرهن من خلال ذلك على إمكانية الاستفادة من قدرات الطبيعة على التنظيم الذاتي من خلال تطوير تقنيات بشرية مثل الروبوت». وأوضح شارب أن النسيج العضوي، على سبيل المثال، يظل سليماً ككل عند موت بعض الخلايا، وذلك بخلاف التقنية التي من تطوير البشر. «فعندما يغيب أحد مكونات محرك سيارة فإن ذلك يؤدي عادة لسيارة معطلة»، حسبما أوضح شارب. واستخدم الباحثون في تجاربهم في الغالب مئات مما يعرف بالـ «كيلوبوتات»، وهي روبوتات طورت قبل بضع سنوات، ولا يزيد حجم الواحد منها على حجم عملة معدنية، وتستطيع التحرك اهتزازاً وتبادل معلومات فيما بينها عبر الأشعة تحت الحمراء. وحيث إن مدى الأشعة الحمراء الصادرة عن هذه الأجسام لا يزيد على مسافة نحو عشرة سنتيمترات، فإن هذه الأجسام ذاتية الحركة تصل لجيرانها فقط، بشكل يشبه أنسجة الجسم التي تتبادل فيها الخلايا المعلومات مع جيرانها المباشرين عبر جزيئات. ولا يزود الباحثون هذه الأجسام سوى بتعليمات أساسية تحدد كيفية اندماج كل روبوت مع جاره. ولكي يستطيع السرب أن يأخذ أشكالاً بعينها، فإن كل روبوت يتبادل معلومات مع جاره بشأن ترتيبه، ويظهر موقعه للخارج من خلال مصابيح ليد ملونة. ويقوم الباحثون بحساب الشكل الإجمالي من خلال معادلات حسابية تقوم على أساس ما يعرف بـ «آلية تورينج»، التي تعود لعالم الفيزياء البريطاني آلان تورينج (1954-1912). وبذلك غير السرب المكون من نحو 300 روبوتاً شكله خلال نحو ثلاث ساعات من دائرة إلى بناء على شكل صليب. وعندما خفض الباحثون حجم السرب إلى 110 أجسام ذاتية الحركة، نتج عن ذلك ثلاثة نتوءات على شكل الحرف T. ورغم أن الأشكال بدت مختلفة بعض الشيء في كل تجربة، فإنها كانت متشابهة دائماً. عن ذلك تقول زابينه هاورت، التي شاركت في تطوير هذه التقنية عن جامعة بريستول الإنجليزية: «من الجميل أن ترى كيف يأخذ السرب أشكالاً، يبدو السرب وكأنه عضوي تماماً». وبينما كان كل روبوت في الأسراب السابقة يمتلك التوجيه المطلوب للتشكل بشكل ما، فإن شارب وزملاءه أحدثوا هذه الأشكال من خلال تواصل الأجسام ذاتية الحركة مع جيرانها، من دون خطة فوقية مفروضة عليها. ورأى الباحثون أن هذا التطور «خطوة في طريق نشأة شكل من أسراب الروبوت على أساس مبادئ التنظيم الذاتي لتقنية الحقل المورفيني» الذي يستخدم بشكل افتراضي لتطوير أشكال وبنى في الأحياء والفيزياء والكيمياء. وقال الباحثون إنه من الممكن استخدام هذه الأسراب مستقبلاً، على سبيل المثال، في أعقاب حدوث زلزال لاستكشاف المنطقة المحيطة بزلزال أو بناء جسور فوق الأنهار، ثم التشكل بعد ذلك بأشكال أخرى «ومن الممكن أن يظل أحد هذه الأسراب في العمل حتى وإن تضررت أجسام مفردة»، حسبما أوضح دانيل كاريلو زاباتا، أحد المشاركين في تطوير هذه التقنية من جامعة بريستول.

مشاركة :