سيرة شاعر مع أبرز خصائص الشعر العربي المعاصر

  • 1/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشاعرة نور البابلي نور البابليه ، من مواليد محافظة ( بابل بالعراق ) نشأت و ترعرعت في كنف عائلة محترمة ميسورة الحال ، حظي كان وافر من بين إخوتي كنت قريبة جدا من والدي و تحت ظله وجناحيه، فكان الأب المثالي و المميز والمتمكن بعلوم اللغة والأدب والنثر والشعر درس والدي بالعراق وكان ناجحا ومتفوقا و من بين الثلاثة الأوائل في دراسته فأجازته وزارة التعليم العالي بإكمال الدراسة بأوروبا بالتحديد ( بفرنسا ) وقد رافقته إلى هناك وباقي العائلة وقد كنت ملمة بجل اهتماماته من قراءة كتب او كتابة أو طريقة تفكير ،، إلى أن بلغت السن السادسة من العمر، التحقت بالمدرسة الإبتدائية وأبتدأ طريقي بخطوة أولى في مسيرة حياة دراسية وتربوية ،وفي سن التاسعة ابتدأت اول خطوة من حياتي مع الكتابة ألا وهي طريقة التعبير المميز لبوح الصورة وكان ذلك حين كنت في الصف الثالث الإيتدائي،، ومن ذلك الوقت إلى ان بلغت السن التاسعة عشر و قد مررت بفترة المراهقة والشباب كنت أكتب ارتجاليا ، من نثر وخواطر بكل ما أملك من آحاسيس صادقة بيني وبين نفسي كتجسيد لخيالي على قراطيس الورق والمذكرات كما تفعل معظم الفتيات في سني، كنت مميزة في الكتابة كما سبق وذكرت اكتسبت هذا من والدي والذي يعود له الفضل الوافر ، وكذا فترة دراستي بالإبتدائي والإعدادي والثانوي ، لما بلغت سن العشرين ، كانت هذه الفترة بداية لإضمحلال وتلاشي وانكسار وهدم لمسيرتي مع الكتابة وهذا بسبب مسؤولياتي كزوجة . ولكن رغم كل هذا لا أنكر أنني واصلت الكتابة والمحافظة على هوايتي في الخمس السنوات الأولى من بعد زواجي ، وقد كنت أكتب خواطر بها مشاعر رومنسية تحكي عن الشوق والحب وكل ما يجول في خيالي و خوالجي من أحاسيس ومشاعر ، فقد كنت عاشقة هائمة مع خيالي وقلمي . ومن بعد تلك الخمس سنوات أسدلت الستار على عشقي لهوايتي واعتزلت الكتابة ، ثم دخلت في دوامة روتين الحياة الزوجية المغلق ، من تربية اولاد واهتمامات البيت ، كأي ربة بيت عادية . ولكن بفضل تركيبتي الشخصية المفعمة بالقوة وعدم الرضوخ لمصاعب الحياة ، بل بمواجهتها بكل ما أوتيت من قوة شخصية وفكر راقي و الرصانة في التعامل مع مشاكلي أبيت إلا أن أضع حدا لهذا الروتين وهو الرجوع إلى متنفسي الوحيد وهو ذاك القرطاس والقلم ،حتى أجسد كل معاناتي وآهاتي . ومن الربيع التاسع عشر وصولا إلى الربيع العشرين ، بالتحديد في سنة الألفين وخمسة ، كان ميلادا جديدا لتلك الهواية بعالم التطور والتكنولوجيا ، كان لهما الفضل في إيصال تلك الموهبة إلى العالم المحلي والدولي .وهنا كانت فترة تطوير الكتابة من نثر لآحاسيس إلى نصوص فلسفية معمقة ، وقد كنت أقوم بنشرها على صفحتي في الفيس بوك ، وكانت ملاذي أولا ،، هو لأن الفيس بوك كان ولا يزال المتنفس الوحيد لتفجير طاقاتي وممارسة هوايتي بحرية مطلقة ، لأني حبيسة البيت ومقيدة ثانيا ،، تفجير مكنوناتي بدون قيود ، وتطوير قدراتي والفكرة لدي في كتابة الشعر والنثر والنصوص الفلسفية ، ثالثا ،، التعرف على القامات من الأدباء والشعراء ، الاستفادة من طرح أفكارهم . رابعا،، أمنيتي ان تكون لدي دواوين توثق وتدرس ، حتى يستفيد منها الباقي من فكر ورسالة ، والتي اعتبرها مساعدة وعون للأجيال القادمة ، حتى يحافظون على عظمة لغتنا وأبجديات الضاد ، والتي هي كنز يجب على المحافظة وتطويره . رساله الى كل الأدباء والشعراء تجربتي مع الشعر : إكتشفت أن الشاعر لا يكتب إلا بإحساس ، وقد تبين لي من خلال هذه التجربة أن بذرة التحدي لكتابة الشعر ، لا تنبت بأرض لا يوجد بها نقد، لأنه المغذي الوحيد للتحدي لدي . وقد تعلمت من خلال هاته التجربة أن التواضع هو من قمم الرفعة لكي يسمو الشعراء إلى أعلى المراتب والرقي .وفقط اللبيب من ينتبه لهاته النقاط ويحاول جاهدا أن يتبع سبلها ، لأنه يجب تقبل النقد بكلتا حالتيه سواءا كان بناءا أو هداما ،فالنقد البناء أعتبره تحفيزا قويا للمواصلة .والنقد الهدام هو أعتبره المغذي لروح التحدي بداخلي . أسئلتي إلى الشعراء المعاصرينكيف كانت تجربتكم مع الشعر بوقتنا الحالي ، من حيث الفكر واللغة ؟كيف تتعاملون مع المواهب وهل انتم تحتوون هاته الأخيرة بنظرة جدية وتجشعونهم على المواصلة ؟ كيف تكون انتقاءاتكم بالنسبة للإرتجال أو الفكرة المكتوبة على شكل قصيدة .؟ كيف يكون تقييمكم وتنقيطكم لمجهودات الهواة للشعر ، مثلا المميز أو الحسن او المتوسط او الضعيف ؟هل فيه مقترحات جديدة عند الشعراء لتطوير الشعر المعاصر في وقتنا الحاضر ؟ الخاتمة : لحد هاذه اللحظة ، لا اعتبر نفسي قد ارتقيت السلم الأدبي ، بل أجد نفسي في أول درجاته ، ولكن إن مد المولى عز وجل في عمري سأبقى أتسلق هذا السلم حتى أستفيد منه ، و أحيك من طياته رسالة تستفيد منها أجيال وطني وباقي الأوطان العربية ....... من أبرز خصائص الشعر المعاصر التي ميزته عن غيره من صنوف الشعر نذكرها في النقاط التالية: [1] سهولة فهم المصطلحات العربية ومعانيها عند من يقرأ القصائد الحديثة. [2] عدم استخدام أسلوب التباهي والتفاخر بالأنساب كما كان في الشعر القديم.[3] الاعتماد على الخيال والتصورات الإبداعية كأسلوب من أساليب الشعر. ]4] التوجه نحو مناحي حياتية جديدة مثل السياسة والقومية الوطنية والإسلام. [5] استعانة القصائد الشعرية باللهجة العامية.[6] استخدام أسلوب السخرية في طرح الأفكار. [7] الخروج عن النمط التقليدي مثل عدم الالتزام بالقافية. [8] استخدام القصص الخيالية التي رويت عبر التاريخ. [9] نماء الشعور الوطني والولاء للأمة العربية. [10] التأثير الكبير في الثورات الشعبية العربية كالتي حدثت في مصر عام 1919م. [11] ترابط الأفكار في القصيدة الواحدة ووحدة موضوعها. [12] وصف الواقع العربي من جميع نواحيه الإيجابية منها والسلبية وبشكل مبسط وواضح. وبهذا السمو يرتقى الشعر المعاصر مع انفراده وصعوبة تكريس مواقفه في مجتمعاتنا الشرقية، إلا انه أنتج حركة فاعلة لحجم التفاعل معه، فأصبح بمثابة ثورة اجتماعية فرض وجوده رغم الحواجز واتجه نحو الإنسان ذاته ليشعره بوجود حواجز وموانع تصده عن واقعه وعن واقع الحداثة الشعرية، فطرح أسئلته بكل حرية وجرأة و مصداقية لبناء حياة حرة من خلال لغة شعرية معاصرة قادرة لتحويل فضاء الحياة إلى فضاء مفتوحا على كل الاحتمالات والاتجاهات، لأن هذا النوع من الشعر تميز بقدرته الهائلة على بناء تصوراته الفلسفية والسياسية والاجتماعية، وهو الأمر الذي أمكنه على خلق حركة ثقافية وسياسية استطاعت التمرد على كل ما كان مقدسا وممنوع وتتخطاه، فعملت القصيدة المعاصرة بطابعها (الحداثي) على التعبير بما هو في أعماق الذات، فتصور العالم من خلال هذا الواقع ومن خلال الذات وبعملية عقلية واعية لتعطي مفهوما جماليا لـ(لسهولة ) التي يتصف به هذا الأخير ، لحجم الرموز و الإشارات والإيحاءات والتعبير الغير المباشر في القصيدة، لان الشاعر ينظر إلى (الشعر) برؤية (فنان) ويعتبر (الشعر) (فن) يسمو بالقيم (الجمالية)، ومن هنا تأتي (المتعة) في تقصي سر (الجمال) الكامن في (الشعر الحديث المعاصر)، فقدرة الشاعر على استنقاء الكلمات والرموز واللعب بالمعنى وبمفهوم الكلمات واصطباغها بطابع المعاصرة والحداثة هو جزء من (التغير) الذي يلعب الشاعر على أوتاره من اجل قصيدة متميزة، الأمر الذي يتلقاها المتلقي بشيء من (الاستغراب) لأنه لم يعتاد على هذه الصور الحداثية، وهو ما يدهشه ويجعله يغوص إلى أعماقه لفهمه، وكلما تظهر صور الحداثة في الشعر من الغموض إنما هو جزء من (التغير) ينشده الشاعر، وهو أتي نتيجة الخيال والحدس الشاعر لإظهار الصور الساحرة (جماليا)، ليبهر المتلقي بتلك المفردات الغامضة والتي تستوعب المعاني والمصطلحات المعاصرة، لأن إبداع الشاعر تكمن هنا بكونه قادرا على استيعاب التقنيات الحديثة والمفاهيم المعاصرة والأفكار الإبداعية والتي تؤدي إلى اختصار طريق ألف خطوة بخطوة واحدة ، ومن ثم تكثف بالأسئلة وتطرح الأفكار بمعالم شديدة الاختصار، لان إمكانية الشاعر الإبداعية تتحقق بقدرته على البحث عن اللغة وإعجازها وتأويل مفرداتها الباطنية، ولفهم ذلك يتطلب البحث وتقصي، لأن فتح لغز هذه الغموض هو بحد ذاته يولد للمتلقي حافزا ذهنيا لتطوير قدراته الذهنية بفك شفرات الرموز من القصيدة لامساك بخيوطها، وهنا تكمل (الجمالية) في تذوق القصيدة المعاصرة، لان الشاعر في عمله يستحضر خياله وأفكاره وأحاسيسه وعواطفه مبلورا ذلك بما يتفاعل به بتجليات الروح الغامضة فيبدع إخراجها مع اللغة بعيدا عن رمزيتها الاعتيادية والمتآلفة عليها إجتماعيا، ومعتمدا على إيقاعها اللفظي أكثر من إيقاعها الباطني المتعلق بالمعنى، لتكوين إيقاع داخل النص الشعري يربط النغمة الموسيقية بين الإيقاع الشكلي والداخلي للمفردة، وهذه الصورة الذي يكونها الشاعر المعاصر تأتي نيابة عن الوزن والقافية للقصيدة التقليدية وبشكل أعظم مما كانت علية الصورة القديمة، لأن (التجديد) و (التغير) الذي أراده الشعراء المحدثين قد جاء ليس الخروج عن المتوارث و المألوف فحسب، بل الخروج من (اللغة) ومعنى المفردة في كثير من الأحيان متجاوزين بذلك كل الثوابت الفنية للغة وللفكر وللقيم وبذلك - كما قلنا - استطاع (الشعر المعاصر) التمرد على كل ما كان مقدسا وممنوعا وتخطاه، ليبدع إشكالا متنوعة في الكتابة والتعبير الشعري المعاصر الذي ليس له أي شكل من إشكال القواعد من (الثبات) و(الاستقرار)، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، بعد إن تم إقصاء أي قداسة في شكل القصيدة ومحتواها وامتزج (الوعي) بـ(اللاوعي) وتمرد عن الشكل والبنية التعبير ليطرح (الشعر المعاصر) أسئلته الصعبة والمستعصية فنيا عن الحل، ليكون شكلا من إشكال (التمرد) عن الواقع، كما يعيشها الإنسان المعاصر مغتربا في هذا العصر، لانه بات رؤية معاصره يقاوم المألوف ويتمرد عليه ويطرح التجديد ويراعي التطور والتعبير عن متناقضات الحياة والمعاناة الخانقة من خلال عبثية الحصار الذاتي واللا معقولية الوجود. فهذا الاتجاه قد قاد (الشعر المعاصر) إلى التمرد وتجاوز كل ما هو متخلف، والتعالي عليه، من أجل الانتماء إلى عالم يتسم بالحضارة والإنسانية، لان (الشعر المعاصر) عبر طرحة رؤيته التشاؤمية والعبثية، إنما انطلق قاصدا من خلالها لتجسيد هموم الإنسان المتمزق في حضارته بالغربة والاغتراب وبالفقر الاجتماعي والألم والمعانات التي تجاوز حملها، ليأتي من خلال (الشعر المعاصر) يرمي فيه أعباء الحياة ويطرح معانات البائسين والمهمشين والجائعين والفقراء والمتشردين والمغتربين والهاربين من الحروب و من جرائم الإرهاب التي تدمر أوصال الحياة لمعالجتها بكل الوسائل الممكنة.

مشاركة :