واشنطن – على بعد ستة مليارات و500 مليون كيلومتر عن الشمس، يسبح جرم الشمسية مكوّن من رأسين ملتصقين التحما في بدايات تشكّل المجموعة الشمسية قبل أربعة مليارات و500 مليون سنة، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) استنادا إلى الصور التي أرسلها مسبارها "نيو هورايزنز". واحتفل المسبار الأميركي "نيو هورايزنز" الثلاثاء بحلول السنة الجديدة بتحليقه للمرة الأولى فوق أبعد الاجرام السماوية والأقدم على الأرجح التي تستكشف عن مسافة قريبة. وتمكن المسبار من الاقتراب من الجرم "أولتيما تول" الثلاثاء إلى أدنى مسافة هي 3500 كيلومتر والتقط صورا لسطحه، ليكون بذلك أبعد جرم عن الأرض يُستكشف عن قرب. ويقع "أولتيما تول" في مسافة بعيدة جدا عن الشمس تبقيه متجمدا ومحافظا على العناصر التي تكوّن منها في بداية تشكله مع نشوء المجموعة الشمسية. وقال باحثون "هذا الجرم بارد جدا بحيث حافظ على شكله الأصلي كل ما سنتعلمه عن اولتيما ولا سيما من تركيبته وطبيعته الجيولوحية وكيفية تشكله واذا كانت لديه أقمار تابعة له أو غلاف جوي، سيوفر لنا معلومات حول ظروف تشكل الاجرام في النظام الشمسي". في الحادي والثلاثين من كانون الأول/ديسمبر لم يكن لدى العلماء سوى صورة غير واضحة ملتقطة عن بعد نصف مليون كيلومتر لهذا الجرم الذي توازي مساحته مساحة مدينة، يظهر فيها مستطيلا. لكن الصور الجديدة بيّنت شكله على نحو واضح. وقال مدير المهمة آلان شترن في مؤتمر صحافي "أقدّم لكم أولتيما تول" عارضا صورا ملتقطة من بعد 27 ألف كيلومتر يظهر فيها على شكل رجل ثلج. يبلغ طول هذا الكويكب 31 كيلومترا وهو يتمّ دورة حول نفسه كل 15 ساعة. وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن المسبار نجح في مهمته غير المسبوقة وأرسل إشارة إلى الأرض احتاج وصولها إلى قرابة العشر ساعات. وقالت آليس بومان إحدى المسؤولات في المشروع إن المسبار "يعمل. وقد أنجزنا للتو أبعد عملية تحليق" إلى الآن. وقالت بومان "العلم سيساعدنا على اكتشاف بدايات النظام الشمسي".
مشاركة :