تداول رواد مواقع التواصل صور لسيدة مصرية ترتدي جلباب رجل وتعمل في "مخبز عيش"، حصدت الصور تعليقات كثيرة؛ تصف شهامة المرأة المصرية؛ ولم يسلم الأمر من مزاح البعض، لكن للصورة معاني أخرى أرادت أن تفصح عنها السيدة الفاضلة دون أن تنطق بحرف؛ أول المعاني إجلالها لجلباب زوجها الذي يحمل "عبقه وعرقه وشموخه" وثانيهما أننا في مجتمع يحترم زي الرجال عن إزار النساء فأرادت أن تكسر عين المعتدي على حرمتها ولو بالنظر وتقول له؛ أنا لرجل وإن مرض أو غاب يكفيني منه شرف ارتداء الثياب؛ وثالثها رسالتها لأولادها بأن أمكم ليست بكائن ضعيف لا يقو على حمايتكم.عظيمة هذه الأم وعظيمات كل الأمهات المصريات اللاتي رغم ضراوة الظروف ظللن شامخات الأعناق وكأنهن جبال راسخة؛ يأكل الحزن في أجسادهن دون أن يتوجعن، يبتسمن إفصاح بالرضا والحاجة تعتصرهن؛ هن رغيف الخبز، ودثار البرد؛ ودواء القلب، هن النور لمن أراد سبيلا؛ هن الحكاية مبتداها وتفاصيلها ونهايتها.. فسلام على أياديهن التي تمنح البركة؛ وكفوفهن اللاتي تقطر رحمة من الله.