في كتاب الغرور هو العدو للمؤلف رايان هوليداي والذي صدرت ترجمته عن مكتبة جرير، حكاية عن أحد الأمراض النفسية الشهيرة التي تنعكس بشكل سلبي على الإنسان وعلى المجتمع. يقول الكتاب: «ربما تكون شابًّا ويملؤك الطموح، أو ربما تواجه بعض الصعوبات، أو تكون قد جنيت أول مليونين من الأموال لك، أو أبرمت أول صفقة لك، أو تم اختيارك لتنضم إلى النخبة، أو حققت الكثير من الإنجازات التي ستكفيك حتى آخر العمر، ربما تكون مذهولا لاكتشافك مدى الفراغ الذي يعيش فيه المنتمون للطبقات العليا، أو ربما تكون مسؤولا عن قيادة الآخرين في الأزمات، أو ربما تكون قد فصلت من عملك مؤخرًا، أو تكون قد وصلت إلى الحضيض، أيًّا كانت الظروف التي تعيشها وأيًّا كان ما تفعله، فإن ألد عدو لك يعيش بداخلك بالفعل: غرورك». ويقول المؤلف: «قد تفكر في قرارة نفسك: ليس أنا، لم يصفني أحد من قبل بأنني نرجسي.. ربما كنت تعتبر نفسك دائمًا شخصًا متزنًا جدًّا، لكن بالنسبة إلى الأفراد الذين لديهم طموحات، ومواهب، ودوافع، وقدرات كامنة يريدون استغلالها، يكون الغرور متوقعًا، على وجه الدقة، إن ما يجعلنا واعدين جدًّا كمفكرين، ومنجزين، ومبدعين ورواد أعمال، وما يدفعنا للوصول إلى أعلى المستويات في تلك المجالات، يجعلنا فريسة سهلة لهذا الجانب الأكثر ظلمة من النفس البشرية». ويتابع المؤلف: «بالتالي هذا ليس كتابًا عن الغرور بالمعنى الفرويدي، فلقد كان «فرويد» يميل إلى تفسير الغرور عن طريق التشبيه، الخيال الذي يمتطى الحصان، دوافعنا غير الواعية هي الحصان بينما الغرور هو الخيال الذي يحاول أن يوجه الحصان، ويستخدم علماء النفس المعاصرون، على الجانب الآخر، كلمة «الأناني» للإشارة إلى أشخاص يركزون على أنفسهم على نحو خطر ويتجاهلون الآخرين، كل هذه التوصيفات حقيقية تمامًا، لكنها ليست ذات قيمة خارج الإطار الإكلينيكي». ويوضح الكتاب «أن الغرور الذي نراه عادة يوصف بتعريف أبسط من ذلك: اعتقاد غير صحيح بأهميتنا، الغطرسة، الطموح الأناني، وهذا هو التعريف الذي سيستخدم في هذا الكتاب، إنه هذا الطفل المشاكس داخل كل شخص الطفل الذي يختار الحصول على ما يريد على حساب أي شيء أو أي شخص آخر، فالغرور هو الحاجة إلى أن تكون أفضل من فلان، أو أن تحظى بالمزيد من كذا، أو أن تتميز بشيء ما، بصرف النظر عن أي منفعة مقبولة، إنه الإحساس بالأفضلية واليقين الذي يتجاوز حدود الثقة والموهبة». ويشير الكتاب إلى أن الغرور يظهر «حين يكون الانطباع الشخصي عن أنفسنا وعن العالم مبالغًا فيه لدرجة أنه يبدأ في تشويه الحقيقة التي تحيط بنا، على حد وصف مدرب فرق كرة القدم الأمريكية (بيل والش) حين تتحول الثقة بالنفس إلى غطرسة، ويتحول تأكيد الذات إلى عناد، ويتحول الاعتداد بالنفس إلى شراسة جامحة، هذا هو الغرور، كما حذر الكاتب «سيريل كونولي»، «يسحبنا إلى أسفل مثل قانون الجاذبية». وينتهي الكتاب إلى أن «الغرور هو العدو لما تريده وما تملكه، عدو إتقان المهارة، وعدو الرؤية الإبداعية الحقيقية، وعدو التناغم في العمل مع الآخرين، وكذلك عدو كسب الولاء والدعم، وعدو الاستمرارية، وعدو تكرار نجاحك والحفاظ عليه. إنه يبعد المكاسب والفرص، ويجذب الأعداء والأخطاء، فهو يجعلك كالمستجير من الرمضاء بالنار».
مشاركة :