دبي: «الخليج»تفاعل عدد من المثقفين الإماراتيين مع رسالة الشكر التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واعتبروها تأكيداً لمعاني الأخوة التي تجمع القائدين، الذين تربيا في كنف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعلما في مدرسته، وتشبعا بما فيها من قيم ومآثر وحس وطني وعروبي، خاصة أن هذين القائدين عاشا معاً تجربة الاتحاد، ومظلة الوطن الكبير، وقدما رؤية مشتركة متوازية، تليق بالوطن والشعب. وفي ذات الإطار أكدوا على أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قدم الكثير والكثير للثقافة الإماراتية، وأكثر من ذلك فقد سعى إلى اعتبار الثقافة جزءاً لا يتجزأ من سياسة الإمارات، وهو الذي تحقق على شكل مبادرات واستراتيجيات، تجاوزت محيطها العربي إلى العالم، وقدمت نموذجاً في الريادة والتفوق في كافة حقول المعرفة.قال الشاعر خالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية: «إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يؤمن بقيمة الثقافة ودورها الحضاري في التنمية الشاملة والمستدامة، وهو الأمر الذي جعل الإمارات ثقلاً حضارياً وثقافياً كبيراً، وعزز من حضور المثقف الإماراتي الوازن في مختلف المحافل الدولية».وأضاف: «إننا بقيادة سموه نعيش معاني النبل والفخر والاعتزاز بالمنجز الحضاري للإمارات؛ إذ لا نكاد ننتهي من الاحتفال بإنجاز إلا ويأتي إنجاز آخر نحتفي به، ونستنشق عبقه المبخر بالفخر والاعتداد بدولة قدمت الكثير لأبنائها وللمقيمين على أرضها الطيبة، كما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شاعر مخضرم وقائد محنك، استطاع أن يمسك بزمام القيادة من جهة، والقصيدة من جهة أخرى، وهو الأمر الذي تأتى إليه ولم يتأتَّ لأحد غيره، إنه إنسان الطموح والتغيير والتطور والكلمة الحرة الصادقة التي ما إن نسمعها حتى نحسها في قلوبنا ووجداننا».وعدد الظنحاني مبادرات سموه وهو الذي قدم الكثير لوطنه الإمارات وشعبه، كما قدم للوطن العربي والعالم أجمع مبادرات ثقافية ومعرفية تبهر العيون وتدهش الأنظار، وتملأ القلوب فرحاً وإجلالا؛ بدءاً بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي أُطلقت في العام 2015، وتهدف إلى تسليط الضوء على أهمية نشر المعرفة، ونقلها كمصدرٍ للتطور على المستوى العالمي وتحقيق الرخاء للشعوب، وتشجيع المعنيين والعاملين في مجال المعرفة، مروراً بجائزة محمد بن راشد للغة العربية التي أنشئت عام 2014 وتعد بمثابة أرفع تقديرٍ لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية أفراداً ومؤسسات، وليس انتهاءً بمشروع تحدي القراءة العربي الذي يعدّ أكبر مشروع لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، ومشروع «تحدي الترجمة» كأكبر تحدٍّ من نوعه في العالم العربي.وحتم الظنحاني بالقول: «حفظك الله ورعاك أيها القائد العظيم.. شكراً لك».بدوره بدأ الشاعر محمود نور بقوله شعراً:محمد بن راشد يا نبعنا المرويماذا نقول والمدىمن عزمك المزهوأضحى كوجه غيمةغطت رحاب الدوّوقال نور: «إن رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هي تعبير عن معاني الأخوة والفخر التي يبعثها قائد كبير إلى قائد كبير، فقد عمل القائدان معاً تحت مظلة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقدما رؤية مشتركة متوازية، تليق بالوطن والشعب، وهما شريكان في حبهما للوطن وسعيهما لرفعته، وشريكان في العطاء أيضاً».وأضاف: «هذه شهادة ليست في ظهر الغيب، وإنما من قائد عاين التجربة وشهد فعلها المشهود على أرض الواقع، وكلاهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعلما في مدرسة زايد، فهي إذن شهادة عيان على عطاء كبير على مساحة وجغرافية الوطن الكبير».وأكد نور أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ زمن بعيد وهو يهتم بالثقافة والمعرفة وقراءة التاريخ واستيعاب أحداثه، وهو صاحب رؤية مستقبلية مسنودة بالثقافة والوعي، وهي رؤية شاملة تتجاوز الموضوع الأدبي الصرف نحو العلوم كافة، فنحن نتحدث الآن عن الانطلاقة العلمية نحو المريخ، وهذه الرؤية ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة تراكم معرفي، وفعل ثقافي مقرون بالتجارب والمبادرات الكثيرة، بدءاً بالجوائز الثقافية، وتأسيسه لعدد من المبادرات والمؤسسات مثل: مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومؤسسة محمد بن راشد للتكنولوجيا، ومكتبة محمد بن راشد، ولجنة سياسات اللغة العربية، وغيرها الكثير، ناهيك عن كون سموه شاعراً كبيراً له قصائد بالعامية والفصحى، التي تكشف عن قائد عروبي معتز بأمته ووطنه الكبير، وهي في مجموعها علامات شعرية تبث في وجدان الأمة جرعات من التفاؤل والمسؤولية، بحجم ما كان للأمة العربية من ماضٍ ثقافي ومعرفي، وما حمله تاريخ هذه الأمة من مجد زاخر بالثقافة والعلوم والمعارف.وقال خالد الجلاف، رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي، يبقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رائداً من رواد الشعر العربي، سواء في نوعه النبطي أو الفصيح، وهو رائد من رواد الأدب والفكر، وذلك ليس بغريب عن سموه؛ فهو دائماً يقتفي أثر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ابن الإمارات وابن الصحراء التي أنجبت الكثير من الشعراء الكبار.وفي مجال دعم الثقافة أكد الجلاف أن سموه يدعم المؤسسات الثقافية الاتحادية، ويعين على رأسها من يرى فيهم امتداداً لمشروع الإمارات الثقافي والوطني، وهو مشروع كبير يسعى لارتياد العالمية في كثير من التفاصيل والمجالات التي نشهد تحقق الكثير منها على أرض الواقع.ونوه الجلاف بمجلة «حروف عربية» التي تصدر بدعم من سموه، والتي لها أثر كبير في تطوير فن الخط العربي على مستوى العالم، وليس المستوى العربي فقط، ناهيك عن احتضان الإمارات لمعرض دبي الدولي لفن الخط العربي، الذي تشرف عليه هيئة دبي للثقافة والفنون، وقد مر أكثر من عقد على هذه التظاهرة الكبيرة، إضافة إلى غيرها من الأنشطة والفعاليات والجاليرهات التي تستقطب فنون العالم بأسره، وهذا كله إنما وجد وتحقق بفضل دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أسس لمعرفة حقيقية ووعي مدعم بالثقافة والتنوير بثقة وهمة عالية.وختم الجلاف بقوله: «نحن محظوظون بقادتنا، ومحظوظون بكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهما امتداد لمدرسة زايد الخير الذي يعطي كل ذي حق حقه، وهذه الشهادة تتمثل قول الرسول الكريم «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».بدوره تحدث الفنان المسرحي حميد سمبيج عن انشغال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالموضوع الثقافي، واعتباره أولوية من أولويات الإمارات التي تتطلع للتنمية الشاملة في كل الحقول والميادين، وقال: «نهضت الإمارات من خلال الثقافة، ومن خلال اهتمام سموه بفن القول العربي وهو الشعر، فسموه يرعى الشعراء ويدعمهم، وقصائده الكثيرة خير شاهد على براعته في الميدان الثقافي».وأضاف: «لقد قام سموه بتأسيس العديد من المبادرات والمؤسسات الثقافية التي تعتبر اليوم روافد مهمة من روافد الفعل الثقافي والتنويري، التي تطلع به الإمارات، ونجحت فيه، وسجلت اسمها بحروف من ذهب كدولة عصرية ترسخ النموذج والقدوة على المستوى العالمي».الشاعر الدكتور طلال الجنيبي حركت فيه رسالة الشكر كوامن الشعر والقصيد، وترجم مشاعره في أبيات من النظم المحتشد بالمعنى، تحلق في عوالم صنعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي عوالم الإنسانية والمجد والأدب والشعر، فهو صاحب تلك المواهب المتعددة، شاعر لا يشق له غبار، وقائد مفكر يحض على التدبر، وتعكس قصائده ذلك التفكير العميق في الكون والإنسان، فتأتي القصيدة مبدعة تحمل معاني فلسفية، ورؤى جمالية تنفتح على البشرية جميعها، ويقول الجنيبي، في قصيدته التي جمعت تلك الخصال والمكارم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:خمسون عاماً أيها الفخر الذيأصبحت للوطن المضيء شعاراولنصف قرن أشرقت أفكاركمفي كون عزم يسبر الأغوارابك يا محمد يا ابن راشد ترتقيمدن المكارم كي تخوض غماراأبدعت فاتبع الأنام دروبكمفرسمت بالفكر السديد مساراأما حسن الزعابي صاحب دار «مداد» للطباعة والنشر، فأكد على أن الدولة محظوظة بوجود قائدين مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأخيه ورفيق دربه، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اللذين لم يأتيا بكل تلك الإبداعات والمنجزات على الصعد كافة صدفة، بل قد نهلا من القيم والمكارم التي أسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فذلك ما زرعه في أبنائه، فحصدته الإمارات قيماً وأخلاقاً ومنهجاً في السياسة والثقافة وكافة المجالات، وإذا كان الشيخ زايد يدعو على الدوام إلى التسامح والنبيل من الأخلاق، فإن القائدين قد سارا على الدرب وعلى النهج، ليؤكدا تلك المعاني.وأشار الزعابي إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ظل حاضراً في المشهد الثقافي والإبداعي، كشاعر طرق كل الأغراض الشعرية، وكداعم للمراكز الثقافية، وكمطلق للمبادرات الثقافية الكبرى التي عم خيرها وذاع صيتها، فشد انتباه العالم أجمع عبر مواقفه تلك من الثقافة، وعبر تقديره الكبير للإنسان بمختلف ثقافاته ومنابته، فهو من كبار الداعين والداعمين للتقارب الثقافي بين الشعوب، والتعايش المشترك بين مختلف الحضارات، وهو مؤمن بالإنسان كمحرك أساسي في بناء المجتمعات، لذلك هو يطرق جميع المجالات الإنسانية فتجده في الرياضة كما الثقافة داعماً ومبادراً، وكذلك في مبادراته السياسية التي يضع فيها الهم الإنساني موضعاً معتبراً؛ ليقيم مصالحة عظمى بين الإنسان والرقي والتقدم الاقتصادي، فقد حباه الله بذلك الحس السليم الذي يرى الإنسانية هدفاً، والتعرف إلى الآخر خيراً، وهذا ما يميز قادة الإمارات الذين يسيرون بالدولة في ركاب التقدم، عبر خدمة الإنسانية في كل مكان وزمان.ورأت الكاتبة والباحثة فاطمة المعمري، أن الأمر ليس غريباً على قيادة تربت على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد، أن تفيض منها مشاعر الامتنان والتقدير والحب، خمسون عاماً وأكثر، وسجلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حافل بشتى الإنجازات.وأوضحت المعمري أنها ككاتبة تدرك جيداً أن الإلهام الأول لها، هي القيادة التي أمنت للدولة والناس سبل الأمان، ثم كانت مثالاً يحتذى به في كل المجالات، وأنها كشاعرة قد نهلت الكثير من معين شاعرية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.الشاعرة الهنوف محمد أكدت عظمة الرسالة التي تحيلنا إلى مشهد وطني حافل بالعطاء المشترك والتكامل، والذي أتى أكله في هذا التطور العظيم الذي شهدته الإمارات في وقت قياسي، مما يدل على وحدة القيادة، والهدف، والفكر، واستناد القيادة إلى قاعدة عظيمة وضع لبناتها وأسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس والملهم، وقد تمثل صاحبا السمو تلك الأفكار العظيمة، وسارا على الخطى، مثابرين متسلحين بالحكمة والرؤى التي جعلت من الإنسان أساساً للتنمية، وأعطت الاهتمام الأكبر بالمعرفة والثقافة كروافع أساسية للتطور والازدهار، ومثال يحتذى به من المحيط إلى الخليج، بل يتعدى ذلك إلى العالم أجمع، ولعل هذه الرسالة تعبر عن تلك الروح القوية، وعن قيم المحبة والإخاء والعرفان، وهذه من الأشياء التي تتفرد بها الإمارات، وتقدمها للعالم.وتؤكد الهنوف أن المشهد الثقافي في الإمارات، ينهض ويتحرك ويتفوق؛ لأنه يجد الدعم من قيادة تؤمن بالثقافة، حيث إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد اشتغل بشكل أساسي على المبادرات الثقافية الإبداعية الإنسانية، والتي تشير إلى قائد فريد يجمع بين السياسة والثقافة، فهو ينطلق إلى كل تلك المجالات من كونه شاعراً، له نظم فريد يحض على التفكير ويدعو لوحدة البشرية والتقائها، ويؤيد السعي نحو تلاقي الإنسانية عبر البعد الثقافي، وقد حملت قصائده تلك المعاني، فكان مثالاً للشاعر المهموم بقضايا بلاده، وبالناس أجمع في كل العالم.الشاعر خالد عيسى، صاحب دار «هماليل» للطباعة والنشر، أشار إلى المسيرة العظيمة للقائد والشاعر المبدع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قبل الحكم وبعده، فهو رجل عطاؤه معروف، ويتحرك دائماً إلى المركز الأول، وهو باحث مستمر عن الجديد والمختلف، إضافة إلى أن رهانه بشكل أساسي على الإنسان، ويرى من الضروري أن يأتي أي منجز لخدمة الإنسان وسعادته، وقد ظل ينشد رفاهية الإنسان عبر منظومة متكاملة من الدهشة والجمال، وذلك ليس بغريب على رجل اتبع خطى «زايد وراشد»، وعمل كذلك على دعم الثقافة منطلقاً من خلفيته كشاعر، وصاحب رسالة إبداعية.«هذه هي قيادة الإمارات»، هكذا تحدث الشاعر إبراهيم الهاشمي في مقام الفخر بقيادة الدولة التي تمثلت القيم الدينية الإسلامية العميقة، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، فتلك هي المعاني الجميلة التي حملتها الرسالة، كما يؤكد الهاشمي على أن الشعراء الإماراتيين يعتبرون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مثالاً يحتذى، فهو شاعر مجيد، له الكثير من الإشراقات الشعرية اللامعة، والقصائد التي حلقت في عوالم الفكر والفلسفة والأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، وهو كذلك صاحب المبادرات الثقافية الكبرى مثل المراكز الثقافية، ومبادرات تحدي القراءة.
مشاركة :