بيروت: «الخليج»لا يزال الوضع الحكومي في لبنان على حاله من الجمود والمراوحة، على الرغم من كل المشاورات الجارية لتذليل عقدة تمثيل «اللقاء التشاوري»، فيما تشهد البلاد اليوم موجة من الاحتجاجات المطلبية ستتوج بإضراب عام شامل في كل القطاعات دعا إليه الاتحاد العمالي العام، وهيئة التنسيق النقابية، كبادرة احتجاج أولية على التأخر في تشكيل الحكومة وإهمال المطالب العمالية؛ تمهيداً للاعتصام والتظاهر حال عدم الاستجابة، بدءاً من 13 من الشهر الجاري، في وقت واصل فيه جيش الاحتلال «الإسرائيلي» أعمال الحفر بمحاذاة السياج الحدودي قبالة كفركلا، بحثاً عن الأنفاق، كما استحدث موقعاً عند حدود مستعمرة «مسكفعام» مقابل حاجز الجيش اللبناني في بلدة العديسة، بعد ما كان قد رفع سواتر ترابية في المحلة. ولم يسجل أي تقدم على صعيد الاستحقاق الحكومي وسط تخوف من تأخير إضافي في تشكيل الحكومة إلى ما بعد موعد القمة الاقتصادية العربية يومي 19 و20 من الشهر الجاري، خاصة مع دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حكومة تصريف الأعمال المستقيلة إلى اجتماع لمناقشة مشروع الموازنة وإقراره، إلا إذا نجحت المساعي التي يقوم بها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في الوصول إلى حل قد ينحصر بين اختيار اسم من الأسماء الثلاثة التي يصر عليها «اللقاء التشاوري»، وهم حسن مراد، وطه ناجي، وعثمان مجذوب، وإما البحث عن اسم آخر يكون مقبولاً من الجميع، لاسيما من الرئيس ميشال عون، الذي سيكون من حصته، لكن كممثل لهذا اللقاء، في وقت سقط فيه مجدداً طرح توسيع الحكومة، لرفضه من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري، وأيضا سقط طرح المداورة في الحقائب لرفضه من قبل الرئيس بري، الذي يصر على الاحتفاظ بحقيبة المال؛ حيث لم ينتج لقاء الحريري وباسيل أمس الأول، أي حلول نهائية؛ بل طرح مجرد أفكار، على أن تستكمل الاتصالات والمشاورات في الساعات المقبلة مع الأطراف المعنية. من جهة أخرى، سيعم الإضراب العام البلد اليوم وكل القطاعات، احتجاجاً على التأخير في تشكيل الحكومة ورفضاً للسياسات الاقتصادية التي تسهم في انهيار الاقتصاد والمالية العامة، حيث أشار رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، إلى أن الحكومة لم تتشكل منذ 8 أشهر، وقد تعطلت السياحة والاقتصاد وغيرها من القطاعات، واليوم يتم تحميل الاتحاد العمالي العام مسؤولية تعطيل الاقتصاد بعد دعوته إلى الإضراب، كاشفاً أن اختيار يوم الجمعة للإضراب جاء لأن هناك 3 ساعات دوام رسمي فقط؛ ولأن المدارس والجامعات ما زالت مقفلة بسبب عطلة الأعياد. وقد تم تجنيب المطار والمرافق الأساسية من صيدليات وأفران، الإضراب، مؤكداً أن الإضراب سينجح، وبعدها سنأخذ الإجراءات المناسبة وسنتواصل مع الهيئات الاقتصادية. وفي غضون ذلك، استأنف جيش الاحتلال أعمال الحفر بمحاذاة السياج التقني مقابل بلدة كفركلا، واستقدم لهذه الغاية جرافة من نوع «بوكلين» تعمل على حفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية في نقاط قريبة من السياج، وذلك في ظل انتشار عدد من الجنود «الإسرائيليين»، فيما راقبت وحدات من الجيش اللبناني وقوات «اليونفيل» ما يجري. واستأنفت قوات الاحتلال أيضاً أعمال رفع السواتر الترابية خلف الشريط التقني مقابل متنزهات الوزاني، ونقل الأتربة والصخور إلى الجهة الجنوبية من بلدة الغجر المحتلة.
مشاركة :