سيُسلط الضوء على أحد أبرز الأحداث التقليدية في الرياضة البريطانية عندما تبدأ الأندية الكبيرة مشوارها في الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي للكرة القدم لكن مع مرور كل موسم يتحول «الحماس» إلى حكر على المتعصبين التقليديين.وتنضم أندية الدوري الممتاز والدرجة الأولى إلى المتأهلين من الدرجات الأدنى لخوض الدور الثالث على مدار أربعة أيام بدءا من مباراة ترينمير روفرز ضد توتنهام هوتسبير اليوم.وينتظر أن يشهد هذا الدور صدمات ودراما كعادة مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث تخوض أندية الدوري الممتاز اختبارات متباينة في الوقت الذي تسعى فيه الأندية الناشطة في الدوريات الدنيا لتحقيق المجد.وربما يشعر هيدرسفيلد صاحب المركز الأخير بالدوري الإنجليزي الممتاز ببعض الراحة نظرا لابتعاده ولو مؤقتا عن مرارة الصراع من أجل البقاء، لكن الفريق يواجه اختبارا صعبا خلال رحلته لمواجهة بريستول سيتي في الدور الثالث غدا.ولم يعرف بريستول طعم الهزيمة في آخر ثماني مباريات في دوري الدرجة الأولى، وبالتالي من المتوقع أن يكون ندا قويا لهيدرسفيلد.وتعرض هيدرسفيلد لهزيمته الثامنة على التوالي في الدوري الممتاز في رقم قياسي على مستوى النادي وخسر على يد ضيفه بيرنلي بهدفين مقابل هدف الأربعاء، ولكن المدرب ديفيد فاغنر أكد أن فريقه يسعى لتغيير الواقع الحالي بشكل سريع.وعندما أوقعت القرعة فريق ريدينغ (من الدرجة الأولى) في مواجهة مانشستر يونايتد، ربما شعر الأول بأن لديه فرصة قوية لتحقيق المفاجأة.ولكن رحيل البرتغالي جوزيه مورينيو وقدوم النرويجي أولي غونار سولسكيار لمنصب المدير الفني للفريق، أدى إلى ثورة تصحيح حقيقية في مانشستر يونايتد.وحقق مانشستر الفوز في آخر أربع مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز وبالتالي أصبح الفريق في حالة من الثقة قبل مواجهة ريدينغ غدا. وقال سولسكيار: «بالتأكيد سعيد بالفوز في آخر أربع مباريات، لكني أتطلع للمباراة المقبلة».ويحظى فولهام صاحب المركز قبل الأخير بالدوري الممتاز بأفضلية كبيرة نظرا لأنه سيواجه أولدهام أتلتيك المنافس بالدرجة الثانية، على ملعبه يوم الأحد.وضمن جولة السبت يخرج آرسنال لملاقاة بلاكبول في الوقت الذي يلتقي فيه تشيلسي مع ضيفه نوتنغهام فورست، وشيفيلد وينزداي مع ضيفه لوتن تاون، ويلتقي بورنموث مع برايتون. وتختتم المرحلة الأحد عندما ويلتقي مانشستر سيتي المرشح الأبرز للقب مع ضيفه روثيرهام يونايتد، ويلعب واتفورد مع ووكينغ.وتأتي مباريات الدور الثالث في وقت تركز فيه أندية الدوري الممتاز على بطولة الدوري. وبالنسبة لأغلب المدربين ومالكي الأندية وربما اللاعبين والجماهير تحولت أقدم بطولة كرة قدم في التاريخ إلى أكثر من إلهاء عن التركيز في الدوري وإلى روتين بإشراك اللاعبين الاحتياطيين.وما زال حصد ساوثهامبتون للقب في 1976 وهو في الدرجة الثانية على حساب مانشستر يونايتد باستاد ويمبلي أكثر الأيام روعة في تاريخ النادي ومع كفاحه للهروب من منطقة الهبوط في الدوري الممتاز حاليا ربما يشعر المدرب الجديد رالف هازنهوتل أنه من الجيد لو خسر أمام مستضيفه ديربي كاونتي المنتمي للدرجة الأولى.وتبدو المواجهة بين كريستال بالاس وغريمسبي سهلة، لكن لو حقق النادي المنافس في الدرجة الرابعة المفاجأة فسيسعى مالكو بالاس والمدرب روي هودجسون لتجاوز هذا الإحراج سريعا والشعور بالامتنان لو تمكنوا من التركيز على محاولة البقاء في الدوري الممتاز. وينطبق الأمر على نصف أندية الدرجة الثانية، إذ ما زال إغراء الصعود للدوري الممتاز ممكنا والمشاركة في الكأس واحتمال خوض مباريات إعادة هي آخر ما تريده في موسم صعب.وهو الوضع أيضا لبرايتون آند هوف ألبيون وبورنموث، وهما من قضيا أغلب مسيرتيهما في الدرجات الأدنى مع لحظات نجاح في كأس الاتحاد.ومع رغبة كل منهما في البقاء في الدوري الممتاز سيلتقيان في الدور الثالث غدا. وبينما لم يعترف المدربان برغبتهما في الخسارة فربما يعتمدان على تشكيلتين تظهر نيتهما في عدم الفوز.لكن البطولة لا تمثل لبعض الأندية فرصة حصد الفوز بالألقاب فقط بل إمكانية التألق. ويحتل إيفرتون، الذي أنهى 14 عاما في انتظار لقب عندما فاز بالبطولة في 1984، مكانا في النصف الأعلى من الدوري الممتاز ويبدو أنه سيبقى في هذا المكان بعيدا عن أول ستة مراكز وأيضا معركة الهروب من الهبوط.ومسيرة ناجحة في كأس الاتحاد ستعزز المعنويات في جوديسون بارك معقل إيفرتون، وهو أمر ربما يحتاجه بشدة لو نجح جاره ليفربول في حصد لقب الدوري الممتاز لكنها ستكون مفاجأة لو قرر المدرب ماركو سيلفا الاعتماد على تشكيلة قوية في مواجهة لينكولن سيتي متصدر الدرجة الرابعة.وحقق فريق ووكينغ واحدة من أبرز مفاجآت البطولة عندما تغلب 4 - 2 على وست بروميتش ألبيون في 1991 لكن هل سيتكرر الأمر عندما يواجه واتفورد؟. ورغم تراجع بريقها منذ انطلاق الدوري الممتاز والدرجة الأولى زادت سيطرة الأندية الكبيرة أكثر من ذي قبل. وعندما تغلب تشيلسي على مانشستر يونايتد باستاد ويمبلي في مايو (أيار) الماضي ليحصد اللقب كان ذلك يعني أنه وآرسنال ظهرا في 17 من آخر 26 مباراة نهائية. ونالا اللقب 15 مرة فيما بينهما، إذ أحرزه آرسنال في ثماني مناسبات مقابل سبع لتشيلسي.ومع حصد يونايتد وليفربول وإيفرتون ومانشستر سيتي كان النجاح لفريق غير مرشح عندما نال بورتسموث وويغان اللقب في 2008 و2013 على الترتيب.
مشاركة :