لندن - حذرت بريطانيا اليوم الجمعة روسيا من استخدام الأفراد "كبيادق في لعبة شطرنج دبلوماسية" بعد احتجاز مواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والبريطانية في موسكو لاتهامه بالتجسس، وسط حرب مخابرات بين موسكو من جهة وواشنطن وبريطانيا من جهة ثانية. وعبر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت عن قلقه الشديد بشأن بول ويلان الذي احتجزه جهاز الأمن الاتحادي الروسي في موسكو يوم الجمعة الماضي للاشتباه في قيامه بأنشطة تجسس. وقال هنت "لا ينبغي استخدام الأفراد كبيادق في لعبة شطرنج دبلوماسية"، فيما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة طلبت من روسيا تقديم تفسير لاحتجاز ويلان وستطالب بعودته على الفور إذا تبين أن احتجازه غير قانوني. وتابع هنت "نشعر بقلق شديد بشأن بول ويلان وعرضنا تقديم مساعدة قنصلية. تقود الولايات المتحدة الجهود لأنه مواطن بريطاني أميركي". وفتح جهاز الأمن الاتحادي الروسي قضية جنائية ضد ويلان، لكنه لم يقدم أي تفاصيل بشأن أنشطة التجسس المزعومة. وقالت أسرة ويلان إنه كان يزور موسكو لحضور حفل زفاف جندي سابق بمشاة البحرية وإنه برئ من تهمة التجسس الموجهة له. وردا على سؤال عما إن كان هناك قلق بشأن أمن بقية البريطانيين الموجودين في روسيا، قال هنت "هذا أمر ننظر فيه بجدية ونراجع دائما تحذيرات السفر إلى جميع أنحاء العالم"، مضيفا "إذا رأينا أن هناك حاجة لإجراء تغيير فسنقوم بذلك". ونقلت وكالة تاس للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها اليوم الجمعة إن مسؤولين بريطانيين طلبوا السماح بتواصل القنصلية مع ويلان. ونقلت الوكالة عن زاخاروفا قولها إن ويلان يحمل جواز سفر بريطانيا إلى جانب جنسيته الأميركية. وكانت السلطات الروسية قد أعلنت قبل أربعة أيام اعتقال الأميركي بول ويلان البالغ من العمر 48 عاما بتهمة التجسس في الوقت الذي تقول فيه عائلته إن ذهب إلى موسكو في زيارة سياحية. وأثار توقيت اعتقال ويلان العديد من التكهنات والذي جاء بعد نحو أسبوعين على اعتقال السلطات الأميركية للروسية ماريا بوتينا التي اعترفت بقيامها بأعمال تجسس. وبحسب شبكة سي ان ان، فإن ويلان عمل كخبير أمني لدى شركة بورغ وارنر المتخصصة في قطاع تجارة قطع السيارات منذ العام 2017، وكانت مهمته تأمين منشآن الشركة التي ليس لها فروع في روسيا. وعمل كذلك لمدة 14 عاما في سلاح البحرية الأميركية وخدم دورتين في العراق عامي 2004 و2006 قبل تسريحه في العام 2008 لسوء تصرف بعد محاكمة عسكرية. وتشير المعلومات إلى أنه سافر عديد المرات إلى روسيا. وكانت البحرية الأميركية قد قالت في 2007 إنه سافر إلى موسكو لـ"تجربة حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي" ونشرت صورة له قرب نهر موسكو وعلى الجهة المقابلة من الكرملين.
مشاركة :