العين: محمد الفاتح عابدينعلى الرغم من العقوبات الشديدة والمغلظة التي تنتظر أصحاب السيارات المزودة التي تتسبب في إحداث ضجيج يصعب تحمله، إلا أن أصحاب بعض تلك السيارات ما زالوا يصرون على تزويد سياراتهم والعبث بمحركاتها بل وصل الأمر ببعض المزودين إلى حد التفاخر بصوت هدير المحركات وتكون الغلبة لصاحب الصوت الأعلى. لقد تحول ضجيج السيارات إلى ظاهرة منتشرة خلال الأعوام الماضية، بعد أن طرحت بعض العلامات التجارية فئات رياضية تتميز بصوت محركاتها، الأمر الذي دفع الكثير من أصحاب السيارات إلى تزويد مركباتهم وتعديل أصوات محركاتها وتحويلها إلى مصدر للإزعاج، خاصة عندما يتعلق الأمر بإصرار بعض السائقين على استنفار محركات سياراتهم إلى حد الذروة في الأحياء السكنية وأماكن تجمع السكان الأمر الذي يتسبب في إزعاجهم بشكل كبير. إزعاج وقلقيقول مجموعة من السكان في عدد من مناطق مدينة العين السكنية: إننا نعاني بشدة ضجيج السيارات وخاصة خلال الفترات المسائية، حيث يتعمد بعض أصحاب السيارات إصدار أصوات مزعجة من مركباتهم وكثيراً ما نستفيق من النوم بسبب تلك الأصوات وخاصة عندما يكون هناك تجمع لأصحاب تلك السيارات، وطالب السكان بنشر أجهزة قياس ضوضاء السيارات ومخالفة المتسببين فيها. أما «أبو يوسف» فيروي قصته ويقول: كنت أقيم في شقة في أحد الأحياء الراقية في مدينة العين وكانت المنطقة مصدر جذب للجميع طوال أيام الأسبوع لقربها من الكثير من الأسواق والمطاعم والمقاهي، ولكن اضطررت إلى الانتقال من تلك الشقة بسبب ضجيج السيارات الذي حرمني من النوم في كثير من الليالي، حيث يتجمع أصحابها أمام أحد المحال الذي يفتح أبوابه طوال اليوم إلى جانب توفيره بعض الوجبات في الساعات المتأخرة من الليل، وتدريجياً يتحول المحل إلى نقطة التقاء لأصحاب تلك السيارات المعدلة، ثم ينضم إليهم أصحاب الدراجات النارية المعدلة أيضا، وبات الإزعاج الذي تسببه المحركات لا يطاق، فاضطررت للبحث عن مكان آخر أعيش فيه بهدوء. وتؤكد أم مريم أنها تقيم مع أبنائها في المنطقة نفسها وتعاني المشكلة نفسها وتقول: يزداد ضجيج السيارات خلال عطلة نهاية الأسبوع ولا نزال نستيقظ فزعين في الكثير من الليالي، وبالرغم من الوعود التي تلقيناها من الشركة التي تدير العقار بحل المشكلة إلا أن المشكلة آخذة في الازدياد وأنا أنتظر انتهاء عقدي معهم لأنتقل إلى مكان آخر.تصرفات صبيانيةيقول محمد خليفة الدرمكي مدير نادي العين للهواة: إن تحويل السيارات إلى أداة لإحداث الضجيج والضوضاء وإزعاج الآخرين هو أمر مرفوض وتصرف صبياني يجب مواجهته من قبل أصحاب تلك المركبات أنفسهم. وأضاف أن وزارة الداخلية متمثلة في شرطة المرور تبذل قصارى جهدها من أجل وقف كل الممارسات التي تسبب أذى للسائقين ومستخدمي الطرقات وحتى الأهالي والسكان، حيث تعمل بشكل مستمر على توعية السائقين بأساليب القيادة الآمنة إلى جانب حملاتها المستمرة لضبط المتهورين من أصحاب المركبات وصولاً إلى نشر بعض الرادارات المتخصصة في مخالفة السيارات التي تسبب ضجيجا. وأضاف: إن تزويد محركات السيارات يعتبر هواية عالمية لها محبوها في مختلف أنحاء العالم ولكن في الوقت نفسه لها ضوابطها التي لا تجعل من هذه الهواية مصدراً لإزعاج الآخرين. وتابع: إن الضجيج الذي يحدثه تعديل نظام خروج غازات المحرك قد يوازي الضجيج الذي يصدر عن محركات بعض الطائرات النفاثة الصغيرة والذي يتسبب في إحداث أذى في حاسة السمع على المدى الطويل، ولذلك نرى الذين يحبون تعديل السيارات يستخدمون «ماصات» الإزعاج كي لا يتأثروا بضجيج محركات سياراتهم. وأكد أن هواة تعديل السيارات وتزويد محركاتها لديهم الكثير من الأماكن المجهزة والحلبات الخاصة بمثل هذا النوع من الرياضات وفّرتها الدولة في العديد من مدن وإمارات الدولة، بحيث يمكنهم ممارسة هوايتهم بأريحية تامة مع الحفاظ على جانب السلامة التي تعتبر العنصر الهام في مثل هذه الرياضات التي قد يتسبب خطأ بسيط فيها في حوادث تتطلب التدخل السريع والفوري من جانب الفرق المتخصصة في السلامة والأمان والتي تتواجد في حلبات ممارسة رياضة السيارات بأنواعها. مشاكل بالجملةيمكن قياس الضوضاء بطرق فيزيائية يُعبّر عنها بالديسيبل أو الفون، فمثلاً يُقدّر كلام الفرد العادي من 50 إلى 60 ديسيبل، والضوضاء الناجمة عن بوق مثلاً تساوي 100 ديسيبل. وقد تصل حركة الأجسام وحفيف الملابس إلى 20 ديسيبل. ولكن الضوضاء التي تزيد شدتها عن 30 فوناً تسبب اضطرابات نفسية، والضوضاء التي تبلغ ما بين 60 و90 فوناً تسبب متاعب نفسية وعصبية وعيوباً في درجة السمع. أما الضوضاء التي تزيد عن 120 فوناً فتؤثر تأثيراً مباشراً في خلايا الكتلة العصبية داخل الأذن.
مشاركة :