في تصعيد مفاجئ على جبهة الجنوب اللبناني وبعد هدوء طويل، أطلق مجهولون عند السادسة والنصف من صباح أمس، صاروخين من بلدة الماري بقضاء حاصبيا باتجاه الأراضي المحتلة. وكان صاروخ قد أطلق قبل ذلك بساعات قليلة من منطقة عين عرب، لكنه انفجر في مكانه بسبب عطل تقني. وعلى الفور، فرضت القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية طوقاً على المكان وقامت بالتفتيش عن مطلقي الصواريخ. وعمدت المدفعية الإسرائيلية لاحقاً إلى استهداف منطقة مزارع شبعا ومحيط كفر شوبا بقصف مدفعي مركز. حيث أحصيت قرابة 25 قذيفة من عيار 155 ملم أطلقت على خراج كفر شوبا وحدها. وعملت مخابرات الجيش على تعطيل صاروخين كانا معدين للإطلاق من منطقة حدودية، كما عثر في المكان، على آثار دماء. ولاحقاً اعتقل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، المدعو سمير حسين أبو قيس من بلدة الهبارية، على خلفية إطلاق الصواريخ، حيث عثر في سيارته على آثار دماء، يعتقد أنها تخص الشخص الذي أطلق الصواريخ. من جهتها، أفادت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بأن صاروخي كاتيوشا أطلقا من جنوب لبنان على منطقة تقع شمال مدينة كريات شمونة، وأن أحد الصاروخين سقط على أحد الطرق السريعة في وقت لم تكن تعبر فيه أي سيارة. في سياق منفصل، علمت "الوطن" أن "حزب الله" يقوم بمفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء من اللجان الشعبية التي أقامها من السوريين في أماكن سيطرته في القلمون، مع عناصر من مسلحي المعارضة السورية من أجل الإفراج عن جثث مقاتلين للحزب سقطوا خلال معارك حرب العصابات والكمائن في عدد من القرى، لاسيما في رنكوس وعسال الورد وقارا والمعرة، مقابل مبالغ مالية. يذكر أن خسائر حزب الله تزداد في هذه المنطقة يوماً بعد يوم، إذ سقط أكثر من 32 قتيلاً للحزب في كمين واحد، ويومياً يخسر الحزب ما بين 5 إلى 6 عناصر في كمائن، حيث يعلن عن أسماء بعضهم في بيانات رسمية صادرة عن الحزب، بينما يشير أبناء البقاع إلى تشييع كثيرين بسكوت تام وتبليغ عائلاتهم بعد دفنهم. وعلى صعيد الوضع الأمني في طرابلس، تجد هيئة علماء المسلمين اللبنانية نفسها في وضع حرج، وذلك على خلفية الاعتقالات العشوائية التي طالت العديد من أبناء مدينة طرابلس، حيث حملهم أهالي المعتقلين المسؤولية واتهموهم بالتنازل عن حقوق الموقوفين وغض الطرف عن عملية احتجازهم. ويقول المحامي أحمد قلعجي إن الخطة الأمنية التي تم تنفيذها في طرابلس وأتت بنتائج باهرة، كانت تصب في اتجاه واحد، هو اعتقال أبناء مدينة طرابلس دون غيرهم من المطلوبين، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن"، أن "النجاحات الأمنية التي تحققت في مدينة طرابلس والتي شارك أبناء المدينة في تنفيذها وأعلنوا تأييدهم لها انقلبت وبالاً على الطرابلسيين، بسبب استمرار اعتقال أبنائهم واحتجازهم في ظروف إنسانية بشعة". وأضاف "هناك جانب آخر للمشكلة هو الضغوط الشعبية التي يعاني منها تيار المستقبل وهيئة علماء المسلمين، فقد وجد هؤلاء أنفسهم تحت نيران انتقادات الأهالي، الذين كانوا يتوقعون أن تبادر الهيئة والتيار إلى تبني قضية أبنائهم والعمل على إطلاق سراحهم وإنهاء قضيتهم. وإذا ما تجاهل الاثنان هذه المطالب فإن ذلك ينذر بتراجع شعبيتهم وحدوث مقاطعة شعبية واسعة معهم".
مشاركة :