البوليساريو تتحدى جهود السلام وتلوح بالحل العسكري

  • 1/5/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - عادت جبهة البوليساريو الانفصالية إلى تحركاتها الاستفزازية في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، ملوحة بعرقلة رالي موناكو–داكار، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون استحضارا للحل العسكري وتحديا للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سلمي. وتداولت تقارير إعلامية مؤخرا عن تحرك البوليساريو تجاه المنطقة العازلة، وتهديدها باستهداف سباق دولي مرتقب للسيارات، يمر من منطقة الكركارات، وخاصة السيارات التي “تحمل العلم المغربي أو أي خارطة مستفزة”. وقالت الحكومة المغربية إن تحرك جبهة البوليساريو نحو المنطقة العازلة في إقليم الصحراء المتنازع عليه، يضع الجبهة “بمواجهة مع المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن”. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي في العاصمة الرباط، عقب انتهاء اجتماع للمجلس الحكومي. واعتبر الخلفي أن “استفزازات الانفصاليين” تضعهم بمواجهة مع الأمم المتحدة “لأن مجلس الأمن كان صريحا في قراراته وواضحا، وأي سلوك من هذا النوع هو بمثابة استفزاز وتهديد للاستقرار في المنطقة”. وأضاف الخلفي أن “قرارات مجلس الأمن كانت واضحة في هذا الموضوع، حيث سبق أن دعا إلى الامتناع عن ذلك”. وحذّر من أن “ما يصدر من استفزازات يائسة، تضع الانفصاليين (يقصد البوليساريو) في مواجهة مع المنتظم الدولي، وقرارات مجلس الأمن”. وتابع “البلاد كانت منذ انطلاق اتفاقية وقف إطلاق النار حازمة وستظل كذلك إزاء هذه الاستفزازات”. وأكد مراقبون أن قيادات الجبهة الانفصالية تستدعي بهذا التصرف الحل العسكري بدل ما أقره المنتظم الدولي في إيجاد حل سياسي لمشكلة الصحراء المغربية، مشيرين إلى أن هذا السلوك الاستفزازي يذهب إلى أن الجبهة لا تملك سوى هذا النوع من الردود، ما سيؤثر سلبا على موقفها الضعيف سياسيا وقانونيا في المحادثات المقررة في مارس المقبل. ولفت رضا الفلاح أستاذ القانون الدولي إلى أن قيادة البوليساريو حريصة على التعبير عن الوجه العدائي للدولة التي تحتضنها (الجزائر) اتجاه المغرب، وهو نفس الحرص الذي توليه لحجب رؤيتها عن المعاناة التي يعيشها سكان مخيمات تندوف. وأضاف لـ”العرب” “ما كان هذا السلوك ليلقى الاستغراب لولا حدوثه في السياق الراهن المتسم بتكثيف الجهود من أجل إحياء أجواء الثقة بين أطراف النزاع بعد المائدة المستديرة التي انعقدت في جنيف بداية الشهر الماضي تحت إشراف الأمم المتحدة”. ويؤكد الخبير في القانون الدولي والهجرة وقضية الصحراء صبري الحو أن “البوليساريو لديها هدف وأولوية إعلامية ذات بعد استراتيجي في منظومة كبرى متعددة ومتكاملة، وهي إعادة نزاع الصحراء إلى الواجهة الدولية والأجندة الإعلامية والسياسية المحلية للدول”. وأوضح لـ”العرب” “أن الجبهة تحاول لفت الانتباه العالمي إلى النزاع ومحاولة ربط مآسي اللاجئين بطول مدة النظر فيه دون الوصول إلى الحل، للقول إن الوقت حان للضغط على المغرب من جهة، ومن جهة أخرى فإن البوليساريو من خلال تهديدها بعرقلة السباق، لا يختلف في شيء عن تهديد السنة الماضية في سباق موناكو الصحراء”. وكان المغرب قد نبّه السنة الماضية خلال الحدث نفسه، أعضاء مجلس الأمن الـ15 إلى خطورة انتشار عناصر مسلحة جديدة من “البوليساريو” بالكركرات، وتهديدات هذه الأخيرة بمنع مرور رالي “أفريقيا إيكو رايس″. ودعت المملكة حينئذ كافة محاوريها إلى تحمّل مسؤولياتهم فورا وبشكل حازم، مطالبة “البوليساريو” بمغادرة منطقة الكركرات بشكل فوري ودون قيد أو شرط. وهدّدت جبهة البوليساريو الانفصالية العام الماضي بعدم السماح للمشاركين في السباق بالعبور من منطقة “الكركرات”؛ ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى إصدار بيان شديد اللهجة ينتقد فيه استفزازات الجبهة، لكن على الرغم من التهديدات تمكّن الرالي من عبور المنطقة العازلة دون تسجيل أي مشكلات. وأشار صبري الحو في تصريح لـ”العرب” إلى أن “البوليساريو المدانة بمقتضى قرار مجلس الأمن 2440 بالخروج من الكركرات والمنطقة العازلة، والتي تعهدت بذلك بواسطة أمينها العام إبراهيم غالي تحاول التأسيس لفكرة جديدة مفادها أن ما ينطبق على المغرب الذي يستغل المنطقة ينطبق عليها أيضا بادعاء أنهما طرفان في قضية وفي نزاع، ملتزمان بنفس الواجبات، أي أنها تريد ادعاء مظلومية من قرار مجلس الأمن الذي خاطبها وحيدة”. ويخدم سلوك البوليساريو العدائي المغرب في المدى المتوسط والقريب لكشف نواياها ونوايا الداعمين لها، وهو ما يتفق معه الخبير في قضية الصحراء صبري الحو، بتأكيده أن هناك لائحة وقرارا دوليا واضحا يطالب البوليساريو بالانسحاب من منطقة الكركرات. وأضاف أن أي ظهور عسكري لها في المنطقة هو بمثابة خرق لوقف إطلاق النار وانتهاك لقرارات مجلس الأمن ونقض لتعهداتها، وهو ما يعزز مركز المغرب ويحملها كافة النتائج التي قد تترتب عن ذلك بما فيها الحرب. ويمر خط سير سباق أفريقيا إيكو رايس الدولي الرابط بين موناكو ودكار عبر منطقة الكركرات، حيث أكد منظمو السباق أن المنطقة العازلة تدخل رسميا ضمن التراب المغربي، ونشروا خارطة المملكة كاملة خلال كشفهم المسار الجغرافي للسباق، وهو ما استفز الانفصاليين. ويقلق استمرار النزاع على الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة جزائريا، المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة التي تضغط منذ أشهر لتسوية الملف.

مشاركة :