نظم جاليري سفرخان، المعرض السنوي الخامس على التوالي للفنانة والناشطة الرائدة إنجي أفلاطون، واصفًا الفاعلية بأنها "أفضل ما في الفن المصري الحديث". وقال جاليري سفرخان في بيان حول المعرض إنه جاء لعرض "تأطير العدسة الفريدة التي رسمت من خلالها إنجي رسوماتها التوضيحية ضمن المنظور الاجتماعي والسياسي لحقوق المرأة والنشاط التقدمي في مصر بعد أربعينيات القرن العشرين، فيما عرف بالحركة الطليعية".وأضاف البيان أن الفنانة "استرشدت بروحها المتمردة قبل كل شيء، بمواضيع كانت بعيدة عن نشأتها المحصنة: الفقر والسجن وحقوق المرأة والنشاط السياسي والعمل الدؤوب للفلاحين المصريين".وجمع المعرض أمثلة من الفترة التي قضتها في البداية كناشطة في مجالي السياسة وحقوق المرأة، ثم تصويرها للقمع الذي كان يمارسه الاحتلال البريطاني في مصر وما تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.وضم المعرض مجموعة متنوعة تتراوح بين الرسومات الأولية إلى الرسومات التفصيلية، ورسومات الحبر الملونة، وعدد قليل من اللوحات المائية. وتم عرض المجموعة الخاصة لهذا العام بمفهوم عرض بقايا مذكرات إنجي البصرية، وقد تم اختيار الأمثلة الأكثر إلحاحا من قبل جاليري سفرخان لتقديم إحياء موضوعي لقصة حياة الفنانة الراحلة غير العادية والملهمة بشكل استثنائي.يشار إلى أنه بعد أن تم تقديمها بمساعدة معلمها كامل التملساني في 1942 في سن الـ18، للمدارس السريالية والتكعيبية، سرعان ما انخرطت إنجي في قضايا خارج عالم الفن. إنجي حسن أفلاطون (1924- 1989) تنتمي إلى رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي، وتلقت تعليمها في مدرسة "القلب المقدس"، ثم في مدرسة الليسيه حيث حصلت على شهادة البكالوريا.بدأت أفلاطون طريق الإبداع الفني تلقائيا قبل أن تدرس فن الرسم دراسة أكاديمية، فقد استقدم لها والدها معلما حين لمس نزوعها نحو الفن وبعد فترة التقت بأحد الفنانين الذين أثروا في الحركة الفنية آنذاك وهو كامل التلمساني الذي أخذ يشرح لها الفن ويوجهها نحو تاريخ الفنون وفلسفة الجمال وقدم لها فنون التراث واتجاهات الفن الحديث من خلال المراجع والصور، فانفتحت أمامها نافذة أطلت منها على عالم الفنون الحافل بالجمال وكان ذلك من عام 1942 حتى 1945.واتخذت إنجي من السريالية منهجا للتعبير عن نفسها فنيا، فصورت كل ما خطر ببالها من أحلام وكوابيس بطريقة روائية ويظهر ذلك في لوحات (الوحش الطائر) 1941، (الحديقة السوداء) 1942 و(انتقام شجرة) 1943 وفي الوقت نفسه بدأت مشوارها مع جماعة (الفن والحرية) وكان من أعضائها محمود سعيد وفؤاد كامل.حظيت أفلاطون بتقدير عال شرقا وغربا عبر مشوارها الطويل في طريق فن الرسم التصويري، وقال عنها النقاد: "إنها تضفي قدرا هائلا من الحيوية على تفسيرها للطبيعة وتدرك قيمة العمل كجزء لا يتجزأ من المنظر الطبيعي".وفي روما قالوا عنها: "إنها خرجت من قلب الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة التي ترتبط بالواقع تصور العظمة القاسية للطبيعة المصرية في لحظات من الحياة اليومية وتكمن قوتها في قدرتها على القبض على شعور ما".
مشاركة :