} دأب العدو الصهيوني الذي تأسس على الأساطير الملفقة، بعد أن سرق جغرافيا فلسطين وأنشأ كيانه، دأب على سرقة التاريخ والثقافة الفلسطينية، بل حتى الفنون الشعبية والأزياء التراثية، ولم يتوقف عن ذلك حتى نسب إلى نفسه الأكلات الفلسطينية، وأصبح يُروِّج لها في العالم على أنها من المطعم اليهودي! هذا الكيان المغتصب، والذي تتماهى مع جرائمه الجغرافية والتاريخية والثقافية الولايات المتحدة، يعتمد منطق القوة والابتزاز وفرض الأمر الواقع بكل الطرق والأساليب! ولذلك انسحب الاثنان (أمريكا وإسرائيل) مؤخرًا من «اليونسكو» بحجة انحيازها إلى الفلسطينيين! رغم أن الحقيقة هي حماية «التراث الإنساني» في فلسطين من السرقة المتعمدة والممنهجة التي يتبعها هذا الكيان الغاصب، لكل ما هو تاريخي وثقافي ينتمي إلى أرض فلسطين، أرض الكنعانيين! } كثيرة هي الاتفاقيات التي تعمل على حماية التراث الإنساني في دول العالم، ومنها «اتفاقية لاهاي» 1954، و«اتفاقية باريس 1972» وغيرها من الاتفاقيات التي تعمل على حماية التراث الإنساني، ولكنها الاتفاقيات التي ما إن تصل إلى التراث التاريخي والثقافي الفلسطيني، فإنها تُواجه بجدار الحرب عليها من «إسرائيل» ومن الولايات المتحدة، بل تعمل الأخيرة على سحب تمويلها (لأي منظمة إغاثية أو تراثية أو ثقافية) تعمل على إبراز حقيقة الانتماء الأصلي إلى ذلك التراث باعتباره تراثًا فلسطينيا تاريخيا وأثريا وثقافيا، يتعمّد الكيان الصهيوني سرقته ونسبه إلى نفسه! ورغم أن تلك الاتفاقيات الدولية (غير ملزمة) وهي (اتفاقيات أخلاقية) فإن الحرب الضروس عليها مستمرة ما إن تعمل على طرح حقيقة الانتساب فيها إلى التاريخ والتراث الفلسطيني! } الغريب أن الولايات المتحدة في عهد «ترامب» تمادت إدارتها في التضييق على الشعب الفلسطيني المحاصر! والضغط عليه ماديا ومعنويا وسياسيا، انتصارًا لجرائم «الكيان الصهيوني» سواء في سرقة التاريخ بعد الجغرافيا، أو في بناء المستوطنات وفي حصار غزّة! إلاّ أن قطع (المعونات المادية المستحقة) لـ«الأونروا»، التي تعمل على مساعدة الفلسطينيين في الداخل واللاجئين منهم في الخارج منذ اغتصاب فلسطين تقريبًا، هو لدفع هذا الشعب المضطهد إلى الاستسلام ورفع الراية، التي كما يتضّح أنه لن يرفعها أبدًا! } أمريكا التي تموِّل الأمم المتحدة بأكثر من 70%، تفعل ذلك من أجل الهيمنة على كل قراراتها، وتسيير دفة تحركاتها في القضايا الدولية والثقافية في اتجاه ما تريده هي وما يريده «الكيان الغاصب»! ولذلك هي تقطع التمويل وتنسحب من الاتفاقيات الدولية حتى وإن كانت ثقافية «وغير ملزمة وأخلاقية» لمجرد أن مخلبها في الشرق الأوسط الذي هو «الكيان الصهيوني» يبدي انزعاجه من أي تحرك، لتفعيل أي اتفاقية، لا تلائمها والمجرم الصهيوني فتفعل ما تفعل! وفي (فقه القانون الدولي) يعتبر ذلك أنها (لا تلتزم) بالمبادئ الدولية حتى لحماية التراث الإنساني، كما فعلت مع الكيان الصهيوني، بانسحابهما من «اليونسكو» مؤخرًا، ووقف التمويل! وهي تثبت بذلك أن قراراتها حتى الثقافية «مسيَّسة»، وأن تمويلها للمنظمات الدولية يخضع لمتطلبات هيمنتها، وإن استدعى ذلك تزوير أو سرقة التاريخ والتراث والثقافة من جانب «إسرائيل» التي تحمي أمريكا كل جرائمها من دون أي مبادئ أو أخلاقيات، حتى في الحدّ الأدنى أمام العالم! والسؤال؛ إلى متى تبقى المنظمات الدولية وعلى رأسها «الأمم المتحدة» وتفرعاتها الثقافية، خاضعة للابتزاز الأمريكي والابتزاز الإسرائيلي؟! ومتى يتحرك العالم لحماية تراثه الإنساني من دون ضغوط أو ابتزازات أو سرقات على المكشوف؟! ومتى ينتصر العرب والعالم للجغرافيا الفلسطينية وتاريخها وثقافتها وتراثها؟!
مشاركة :