زوجات في قفص الاتهام بأنهن لا يعجبهن العجب

  • 1/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – تعاني العديد من الأسر من فقدان بريق الحب، حيث يواجه الثنائي بشكل عام بعض المواقف الحياتية والأمور التي تجعله يقع في فخ الخصام، وهناك أسباب أخرى لشحن الحياة العائلية بالمشكلات تبدأ بتبرم الزوجة من كل ما يفعله أو يقدمه الزوج مستنزفة كل طاقاته المادية والمعنوية. ولذلك فإنه في أي خلاف غالبا ما يقع اللوم على الزوجة ويكرر بعض الأزواج عند سؤالهم عن سبب الشجار بينهم وبين زوجاتهم أن شريكة الحياة “لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب"، إشارة إلى مثل شعبي يطلق على الإنسان الذي لا يرى فيما يصنعه الآخرون إلا العيوب. وتجد بعض الزوجات أنفسهن أحيانا كثيرة ضحايا التفاوت الطبقي الناجم عن ثراء الزوج أو الزوجة، مما يعمق البون الشاسع بين الطرفين، حيث أوضح إبراهيم محمد -موظف مصري تزوّج من ابنة طبيب ثري أحبته- أن زوجته حاولت أن تنقله من شريحته الاجتماعية المتوسطة إلى مجتمعها الأرستقراطي، فكان يتمرد ويتبرم ويضيق ذرعا بذلك الجو الذي لم يألفه في النادي أو في الصالونات. وأضاف أنه كان يستسلم حينا ويرفض مجاراة زوجته في عاداتها التي كانت تعيشها في بيت أسرتها أحيانا، وكان الثمن باهظا من وقته ومن ميزانية دخله المحدود، إذ لا يمر أسبوع إلا وتفاجئه زوجته بضيوف وزوار، حاول أن يقنعها بأن وضعها قبل الزواج غير وضعها بعد الزواج، لأن دخلهما لا يحتمل المجاملات الكثيرة، بل إنه بالكاد يكفي حياتهما وما تحتاج إليه من طعام وملبس وعلاج، فترد عليه بقولها "يكفي أنني ما زلت ألبس الفساتين التي اشتراها لي أبي عند زواجي بك، لم أتعوّد على الفقر، يا أخي أَعمِلْ عقلك وحاول البحث عن حل لزيادة دخلك". وانزلق محمد إلى دوامة الاقتراض حتى يرضيها، ويسكت لسانها الذي تعوّد على معايرته بعدم القدرة على التصرف، وتكاثرت ديونه التي عجز عن سدادها في نهاية الأمر، فطلب منها أن تبيع جزءا من مجوهراتها لسداد الديون التي تسببت فيها، ووعدها بتعويضها عن ذلك في الوقت المناسب، لكنها فضحته بين أفراد العائلة وقالت “الرجل (النذل) يريد مني أن أبيع مجوهراتي". أما د. علي م، فقد تعرّف على زوجته في مدرج الكلية، كان هو الأستاذ وهي الطالبة، عرف أنها متوسطة الحال من خلال ما ترتديه من فساتين، ثلاثة فساتين كانت تتناوب على ارتدائها طوال العام، لكنها كانت فائقة الجمال، صارحها برغبته في الزواج منها فوافقت، وتم كل شيء كما كان يتمنى، اشترى لها شقة جديدة في أحد أحياء القاهرة وأثثها بأثاث فاخر، غير أن ذوقه في انتقاء أثاث الغرف لم يعجبها. وأضاف أنها كانت تعلن في كل مناسبة أنها غير مرتاحة لديكورات الشقة وألوان الموكيت والسجاد، وتجاوزت ذلك إلى تبرمها من أنفه، ورغبتها في إجراء جراحة لتجميله، ثم رفضها الخروج معه إذا قرّر ارتداء قمصان مُعينة أو بدلات كان قد اشتراها ولم تعجبها موديلاتها أو ألوانها، وإذا دخل معها مطعما فاخرا أبدت تبرما من الأكل الذي لم يعجبها. احتار ولم يجد طريقة لإرضائها؛ فهو يحبها ويريد أن يغلق شق الخلاف والتباعد بين ذوقيهما ومزاجيهما، فعل المستحيل لإرضائها لكنها لم ترض. على المرأة العاقلة أن تقنع بما يتيحه لها زوجها في حدود قدرته، وأن تعامله بالحسنى فتطيعه في السراء والضراء، وأن تحافظ على ماله الذي هو مالها ومال أولادها وترى فاطمة علي -أستاذة علم النفس في جامعة عين شمس بالقاهرة- أنه يجب استبعاد الفقر والغنى، كأسباب ترجع إليها ظاهرة عدم الرضى الزوجي، وينبغي النظر بدل ذلك إلى تنشئة الزوجة وتربيتها، إذ أن بعض الأمهات يوصين بناتهن عند الزواج بألا يعجبهن العجب، ففي بعض الزيجات تربط الزوجة سلام الحياة الزوجية بمدى رضوخ زوجها لمطالبها، وللأسف فإن الزوج يقبل، لاعتقاده أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى نوع من الدلال، وأن ما تأخذه الزوجة من ماله لن ينفق بعيدا عن بيته، فالأم إذن تلعب دورا مهما في نشوء هذه الظاهرة. وتابعت علي قائلة إن هناك أيضا تأثير “صحبة السوء”، حيث تقول لها صديقتها مثلا “لماذا لا تطلبين من زوجك كذا.. أنا عن نفسي زوجي يقدم لي كذا وكذا”، وتحكي لها خبرتها في مجال استغلال الزوج، والحصول على المال في كل مناسبة، فهي تختلق الشجار والخصام معه، لكي يصالحها بهدية ثمينة أو مبلغ قيّم، وتورّطه عند الخروج لنزهة عادية، فتقوده إلى محل المجوهرات أو إلى محل الأزياء الذي تريد الشراء منه، وهكذا؛ فالزوجة التي تستجيب لصحبة السوء تكون على أتم الاستعداد لذلك منذ البداية. وأشارت إلى أنها تعرف زوجة تلقي بفائض الطعام في القمامة، حتى يضطر زوجها إلى شراء الطعام كل يوم ويتبدد دخله. وقال كمال إبراهيم -أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر- نهى رسول الله عن الإسراف والتبذير وعدم القناعة، والمرأة التي تبذّر أموال زوجها، هي مسؤولة أمام الله، لأنها راعية في بيت زوجها، فالرجل يجمع المال من الحلال الطيب، فيجب على المرأة أن تحافظ على هذا المال، فلا تنفقه إلا في ضروريات الحياة، لأن المال هو عصب الحياة. وأضاف، على المرأة العاقلة أن تقنع بما يتيحه لها زوجها في حدود قدرته، وأن تعامله بالحسنى فتطيعه في السراء والضراء، وأن تحافظ على ماله الذي هو مالها ومال أولادها. وبما أن حياة الزوج الذي لا يعجب زوجتَه العجبُ تنقلب نكدا وخلافات لا تنتهي، فإن دراسة أميركية أظهرت مؤخرا أن الخلافات والمشاحنات الزوجية الملتهبة تزيد عمر الأزواج، بشرط واحد، وهو أن يعبّر كلا الزوجين عن مشاعر الغضب بداخله، فيخرج شحنة العاطفة ويستريح، أما مَن يكتمون غضبهم فيخاطرون باستمرار الخلافات والصراعات النفسية والإصابة بالأمراض، والموت المبكر. وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن الدراسة التي أجراها قسم علم النفس في جامعة أريزونا الأميركية، كشفت نتائجها أن مخاطر الموت المبكر بينهما تصبح أقل، حيث تصير النسبة 24 بالمئة لموت الأزواج، و18 بالمئة لموت الزوجات. أما إذا اختلفت ردود أفعال الزوجين خلال الشجار والمشاحنات بينهما فتصبح مخاطر الموت المبكر لدى الزوجين أعلى. كما أكدت عدة دراسات وبحوث أن أكبر خطأ يقوم به الأزواج عادة هو تجنب حدوث مشكلات وفي الغالب يشعر البعض بأن هناك شيئا حدث يستحق النقاش والدخول في خلافات ولكن يختار الصمت وعدم التحدث للطرف الثاني، وتلك الخطوة خاطئة للغاية، لأنها تعمل على كبت مشاعر الغضب وتقوي فرص الانفصال وإنهاء العلاقة.

مشاركة :