دومنيك ستراوس - كان، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، يُحاكم في فرنسا بتهم جنسية لن أدخل في تفاصيلها إحتراماً للقارئ فأحاول جهدي أن أبقى مهذباً. في فرنسا يُفترض أن يكون للرجل زوجة وعشيقة. هم لا يعتبرون هذا عيباً أو سبباً للطلاق، وقد عرفنا أن للرئيس فرنسوا ميتران بنتاً غير شرعية. ستراوس-كان عُرِفت عنه المغامرات النسائية، وقد تزوج وطلق ثلاث مرات، إلا أن هذا حتماً ليس خبراً في بلادهم. هذه المرة التهمة تتجاوز كثيراً العلاقات خارج نطاق الزوجية، فهو متهم بدور في إقامة حفلات ضمّت غانيات ورجال أعمال، وأنه دفع أجور الغانيات. ستراوس-كان رُشِّح يوماً لرئاسة فرنسا رغم ماضيه «الليلي». إلا أن عالمه انهار على رأسه في 11/5/2011 عندما اتهمته خادمة من غينيا تعمل في أحد فنادق نيويورك الفخمة بأنه اغتصبها وهي تنظف جناحه. وترددت تهمة مماثلة عنه إلا أن التهمتين أسقِطتا، وسمعنا أنه دفع مالاً لسحب التهم. تلك التهمة سنة 2011 هي التي أدّت الى التهمة الأخطر كثيراً هذه المرة، فقد كانت الشرطة الفرنسية تحقق في شبكات دعارة وإسم دومنيك ستراوس-كان تردد في مراجعة دفع الفلوس في «حفلات» وقررت الشرطة أن تركز عليه، ويبدو أن مادة كافية تدينه تجمَّعت لديها ليحيله المدعي العام على المحاكمة في مدينة لِيل بموجب قرار إتهام في 240 صفحة. المحاكمة بدأت وهو سيستطيع الدفاع عن نفسه بدءاً من العاشر من هذا الشهر، ولا يهمني أن يبرّأ أو يُسجَن، فالأهم من ذلك أن في الدول العربية كلها مجتمعات محافِظة، قليلة التعليم، وقيادات من نوعها. ومع ذلك لا نسمع عن مثل الفضائح التي تطالعنا بها الصحف الغربية يوماً بعد يوم. لا أقول إن السياسيين في بلادنا من جنس الملائكة، إلا أنهم ربما كانوا أكثر حذراً، وقد تعلمت مَثلاً خليجياً لعله ينطبق على ما نحن فيه هو «إذا وقعت يا فصيح لا تصيح.» لست مبشراً وإنما أتحدث عن أخلاق قادة يُفترض أن يكونوا قدوة، فأنا لا أفهم أن رئيساً من نوع فرنسوا هولاند ينتقل من عشيقة الى عشيقة، أحياناً على دراجة نارية. ليس عندنا إطلاقاً هذا النوع من الفلتان على أعلى مستويات، أما عندهم فكل قارئ يذكر العلاقة المحرَّمَة بين بيل كلينتون والمتدربة مونيكا لوينسكي. وقبله كان رونالد ريغان، وهو ممثل من الدرجة الثانية وربما الثالثة (تيرسو)، وقد قرأت أخيراً إنه كان عاشقاً من الدرجة الأولى وربما كانت له علاقة بحوالي 50 إمرأة، بمعرفة زوجته. ثم هناك موشي كاتساف، الرئيس الاسرائيلي الأسبق، الذي دينَ باغتصاب اسرائيلية والاعتداء على أخريات، وحُكِم عليه بالسجن سبع سنوات. هو محظوظ فهو من أصل ايراني ولو دينَ في ايران لكانوا شنقوه. دونالد ترامب بليونير يُطرَح إسمه للرئاسة الاميركية مرة بعد مرة، إلا أن ما أذكر عنه فضيحة إقامته علاقة محرَّمَة مع ماريا ميبلز على حساب زوجته ايفانا. وهو أخيراً رأى صورة لملكة جمال لبنان وملكة جمال اسرائيل معاً، فاقترح عليهما أن تعقدا السلام بين العرب واليهود كأنه بأيديهما. أعذر بنتاً جاهلة ولكن ما هو عذر الكبار من نوع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور والوزيرة ادوينا كاري التي كشفت العلاقة بينهما، أو الجنرال ديفيد بتريوس مع بولا برادويل التي ألفت كتاباً عن علاقتهما؟ هل كان يفكر في انتصار على طريقة العراق وأفغانستان؟ كلهم كذب وافتضح وعندي ألف مَثل آخر، فأقول لأمثال هؤلاء إنهم يستحقون كل ما يصيبهم، والواحد منهم يفقد عقله وتوازنه عند مرأى تنورة قصيرة.
مشاركة :