سعوديات يكسرن احتكار الرجال الإرشاد السياحي: نحن الأفضل لاهتمامنا بالتفاصيل

  • 1/6/2019
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعتد السياح السعوديين السير برفقة مرشدات، لكن تجاربهم خلال السفر إلى الخارج سهلت تقبلهم عمل المرشدات، وفقاً للمرشدة السياحية مشاعل مكي، التي رغبت العمل في مجال الإرشاد السياحي منذ سنوات، لكن لم تتح لها الفرصه بسبب «احتكار هذا العمل من الرجال، وأيضاً بسبب طبيعة المجتمع الذي يرفض هذه المهنة، لكن بعد رؤية المملكة 2030 تغير الوضع، وفتحت آفاق العمل أمام المرأة السعودية، نظراً لاهتمام الرؤية في القطاع السياحي، والمجتمع تقبل الأمر بصدر رحب» بحسب قولها. وساعدت مشاعل في تدريب فتيات على الإرشاد السياحي، وحصلت على «جائزه التميز السياحي» باعتبارها «افضل مدرب سياحي لعام 2018»، وانشات فريق «مجد العلا للتراث والحضارات» مهمته التعريف في تراث محافظة العلا وتاريخها، وينظم رحلات ثقافيه للفتيات والسيدات، بالتعاون مع الأندية الطلابية. وسجلت مكي مرات عدة في موقع الهيئة العامه للسياحة والترث الوطني، في قسم التراخيص، بحكم أنها الجهة الوحيدة التي تقدم هذه التراخيص، وتقول: «تم رفض طلبي مرات عدة، حتى جاء اليوم التى حلمت به جميع المرشدات في المملكة، عند السماح لهن بالحصول على التراخيص، ومنها حصلت على الترخيص بعد اجتياز دورة مهارات الإرشاد السياحي واختبار قياس للمرشدين السياحيين». وأشارت مشاعل إلى ضعف إقبال السيدات والفتيات للحصول على رخصة الإرشاد السياحي، إذ أن عدد المرشدات في المملكة لا يتجاوز الـ30، والكثير منهن لا يعرفن أصلاً مهام وعمل الإرشاد. وتضمنت فعاليات فريقها الاحتفال بـ«اليوم العامي للمتاحف» بالتعاون مع متحف «كنوز المعرفة» للدكتور محمد الحربي، ومن ضمن مشاركتها الأخيرة الإرشاد السياحي في مهرجان «شتاء طنطورة» في العلا، تقول: «وجدت انبهاراً وإعجاباً من الزائرين لوجود مرشدات سياحيات في هذه المواقع، وسعيدة جداً برضاهم عن خدماتنا وطريقة إرشادنا». أما في المدينة المنورة، فخبرت عبير النجار تفاصيل هذه المدينة وحكاياتها القديمة، وشغفها في المعالم، ما دفعها إلى العمل مرشدة سياحية، بسبب حبها للاستطلاع ودعم أسرتها لها منذ الصغر، وإرشادها الحجاج والزوار، وكانت تمارس المهنة مع أفراد العائلة والأهل قبل حصولها على الرخصة، وتقود الأفواج القادمة إلى المملكة، لتقدم لهم قصص الآثار والتراث والمكان والإنسان الذي صنع كل ذلك، لافتة إلى أن تميز المرأة في هذا المجال يعود إلى «عشق النساء للتفاصيل التي هي عصب حياة الإرشاد السياحي» بحسب قولها. وبخلاف مشاعل مكي، تشير النجار إلى أن هناك الكثيرات من الفتيات تقدمن للحصول على رخصة الإرشاد السياحي، بعدما أصبحت الظروف ملائمة لعمل السيدات في كل المجالات، مع «رؤية المملكة 2030» التي أفسحت المجال أمام المرأة السعودية للعمل والمشاركة في البناء والتنمية. وتبرز أهمية المرشد السياحي في بلد يحتضن أطهر بقاع الأرض في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وما تزخران به من موروث ديني وحضاري ضخم، ومعهما مدن أخرى تاريخية منها مدائن صالح، والعلا، والدرعية، والأحساء وغيرها في شرق المملكة وغربها وجنوبها ومروراً في وسطها، ومن هنا تزيد أهمية المرشد السياحي في المملكة. ويختلف الإرشاد السياحي باختلاف الوجهات والمقاصد السياحية، فهناك من يقوم بالشرح داخل متحف، وآخر داخل أماكن أثرية مفتوحة، أو محميات طبيعية، وهناك أنواعاً للمرشدين السياحيين، مثل من يحترف العمل في متاحف متخصصة أو مناطق أثرية أو تراثية، والذي يختلف عن مرشد السفاري أو المغامرات بأنواعها، إذ نجد أن طبيعة العمل مختلقة كذلك نوعية السائح تختلف ايضاً. ويمكن تقسيم المرشدين وفقاً للغات المختلفة التي يجيدونها، وحتى لغة الإشارة، أو وفقاً لمكان الإقامة لذلك نجد مرشدين محليين وآخرين إقليميين يقومون بالإرشاد خارج نطاق مكان سكنهم. وتمثل طريقة عرض المرشد السياحي قيمة هامة جداً للسائح بل قد تكون سبباً رئيساً في استمتاع السائح بالمكان ورغبته في القدوم مرة أخرى، وتكرار التجربة. ويعتبر المرشد سفير بلده ومهمته نقل الصوره الايجايبة عنها، لذلك عملت الهيئه الملكية على تدريب المرشدين السياحيين من أبناء وبنات العلا على يد مدربين ومتخصصين في مجالات التاريخ والبحث والإرشاد السياحي من مختلف الجنسيات، وتضمن البرنامج التدريب على مهارات الإرشاد السياحي والتعريف في تراث وتاريخ العلا، وجيولوجية المنطقة وأيضاً التعريف بالنباتات والحياة الفطرية، وحرصت الهيئة على تقديم دورة في الإسعافات الأولية الدولية المتخصصة

مشاركة :