< وجّه مسؤول كبير في إحدى الشركات العالمية بالمملكة إشادة صريحة بمقدرات المرأة السعودية في مجالات العمل، وبخاصة صناعة الكهرباء والطاقة. وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة «شنايدر إلكتريك» جون تريكوار، فإن المهندسات السعوديات اللائي يعملن في مصانع الكهرباء في السعودية يبلغ عددهن 15 مهندسة، إضافة إلى أخريات يعملن في الادارة العليا وفي مناصب مهمة، منها الخاص بالتطوير والابتكار، وغيرها، منوهاً بأن النساء اقتحمن عالم صناعة الكهرباء والطاقة، التي ظلت عقوداً حكراً للرجال في العالم. وقال تريكوار في تصريحات صحافية إلى «الحياة»: «ان المهندسات السعوديات عملن في مصانع شركة داخل السعودية في خطوط الانتاج والمعامل، اضافة الى وجود عدد من المهندسات السعوديات المتخصصات في مجال الهندسة الالكترونية». واشار الى ان شركته تعمل على استقطاب السعوديين من المهندسين والمهندسات للعمل في الشركة، بعد ان يحصلوا على برامج تدريبية مكثفة. وزاد: «نحن نستقطب سنوياً 20 مهندساً ومهندسة حديثي التخرج، يخضعون لبرامج تدريب وتطوير للعمل في مجال الطاقة والكهرباء، كما ان لدينا اول مهندسة سعودية متخصصة في الهندسة الكهربائية تعمل في المعامل وعلى خطوط الانتاج، وكذلك لدينا اول سعودية متخصصة في الهندسة الالكترونية». واستطرد بالقول: «ان النظرة إلى الاقتصاد السعودي إيجابية ومشجعة على المديين المتوسط والبعيد، ما أسهم في الاستثمار في الكوادر البشرية الوطنية السعودية، وخصوصاً الفتيات اللاتي أثبتن جدارتهن في مجال العمل في الهندسة الكهربائية والتصميمات، وهي الأقسام التي يعمل فيها ما يزيد على عشر سعوديات حالياً، جميعهن مهندسات». ولفت رئيس «شنايدر إلكتريك» إلى أن نجاح تجربة توظيف المرأة السعودية أسهم في إنشاء مصنع جديد خاص بالسيدات في مدينة الرياض، سيضاف إلى المصانع الأربعة الموجودة في الرياض والمنطقة الشرقية. وزاد: «إن المصنع الجديد سيوفر 50 وظيفة نسائية للسعوديات، منها وظائف على خطوط الإنتاج في المصنع، وأخرى لمشرفات على خطوط الإنتاج ومهندسات إشراف»، مشيراً إلى أن عملية التوظيف في المصنع الجديد تسبقها دورات تدريبية لجميع الموظفات السعوديات «كل بحسب طبيعة عملها». واستدرك: «إن الاستثمار في الكوادر البشرية السعودية لم يتوقف عند الفتيات، إذ سبقه استثمار في الشبان السعوديين، وتتجاوز نسب السعودة 60 في المئة من إجمالي عدد الموظفين في السعودية، الذين يزيد عددهم على 1500 موظف». وقال: «إن كفاءة استهلاك الطاقة ينظر إليها بجدية في المملكة، لهذا نعمل مع شركة الكهرباء للخروج بحلول، فالإنتاج بالوقود الكربوني أرخص، ولكننا نواجه مشكلات مستقبلاً، تتمثل بالتوسع العمراني، ونمو الطلب على الطاقة إجمالاً، اضافة الى عملنا مع شركة «أرامكو» من خلال برنامج أجيال». وكشف تريكوار عن شراكة مع وزارة الاسكان السعودية لتنفيذ عدد من مشاريعها في عدد من مناطق السعودية، مضيفاً: «نعمل مع وزارة الإسكان على تنفيذ مشاريع البيوت الذكية والتي توفر الطاقة، من خلال تعزيز البنية التحتية للمنازل التي تشرف عليها وزارة الإسكان». فيما نوه في الوقت ذاته بأن عدد المنازل الذكية في السوق السعودية اليوم تراوح ما بين 60 و70 في المئة، وزاد: «ان المنازل الذكية تعتمد على تعزيز البنية التحتية من خلال تقديم حلول لكفاءة الطاقة وتقليل استخدامها وتقليل هدر الكهرباء، ولاسيما في ما يتعلق بالمكيفات وغيرها، والتي تستهلك معدلات كبيرة من الطاقة». وبيّن ان شركته تسعى الى المشاركة في رؤية المملكة 2030، وقال: «إن إسهام شنايدر إلكتريك في تحقيق أهداف رؤية 2030 ما هي إلا شكل من أشكال التعاون، الذي لطالما سعينا إليه للنمو باقتصاد المملكة وخدمة السوق المحلية، ويسعدنا أن نكون جزءاً من هذا الإنجاز، من خلال دعم المشاريع الوطنية، التي ستساعد في تمكين المجتمعات المحلية. كما أننا نفخر بكوننا شريكاً استراتيجياً لشركات كبيرة محلية لديها الأهداف نفسها في مشاريع لها دور مهم بالنسبة إلى القطاع الصناعي في المملكة، تحقيقاً لرؤية 2030 وتنويع مصادر الدخل وتوطين الوظائف، وخصوصاً في القطاع الصناعي». وأشار إلى الدور المهم الذي تلعبه الشركة في جميع قطاعات الدولة لزيادة كفاءة الطاقة في المُدُن والبنية التحتية، وتعزيز التنوع الاقتصادي من طريق تحسين كفاءة التصنيع وإمكانات البحث والتطوير لتقنيات الطاقة المستدامة، إضافةً إلى ذلك فإن «شنايدر إلكتريك» تعمل على خلق الاستثمارات الحقيقية والخطط التطويرية التي تتمحور حول مشاريع المملكة العملاقة التي أُعلِنت أخيراً، كمشروع «نيوم» و«البحر الأحمر» و«القدية»، مع التركيز على توزيع الطاقة المستدامة في المدن الذكية الجديدة.
مشاركة :