مصدر الصورةAFP واصلت صحف عربية الاهتمام بمناقشة تبعات القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا في ظل عدم تحديد جدول زمني لذلك الانسحاب. ويرى معلقون أن قرار الانسحاب ما هو إلا "ابتزاز" تمارسه واشنطن في المنطقة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشار إلى أن الولايات المتحدة شرعت في سحب قواتها "تدريجيا" من سوريا. لكن لم يعلن عن جدول زمني لهذا الإنسحاب. "لعبة ابتزاز" أمريكية يصف ياسر الزعاترة في "الدستور" الأردنية قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا بأنه "لعبة ابتزاز". يقول: "الحال أن ترمب لن يكف عن لعبة الابتزاز التي يجيدها، ما دام يجد من يستجيبون له بتلك الطريقة المعروفة، والتي تعززها الصراعات البينية التي تشتعل دون مبرر ولا جدوى، مع أن الجميع يعلم أن الابتزاز سيطال الجميع بطرق شتى، وفي مقدمتها صفقات السلاح الفلكية". ويرى مصطفى زين في "الحياة" اللندنية أن قرار ترامب "أعاد خلط الأوراق وأحيا آمال تركيا والمنظمات المسلحة في تعويض ما خسروه خلال السنتين الماضيتين، وأربك المخططات الروسية. كما أنه ترك كلفة الحروب، مادياً وبشرياً، على عاتق المتحاربين، أصدقاء كانوا أو مناهضين". وتشير رانيا مصطفى في "العرب" اللندنية إلى أن "قرار انسحاب ترامب من سوريا، رغم إبطائه بعد عشرة أيام، حرّك الوضع السوري، حيث تسارع الحراك الدبلوماسي من كل الأطراف الفاعلة لترتيب الوضع شرقي الفرات ومنبج في حال تم الانسحاب". وتقول: "تتلاقى المصالح التركية والروسية في ملفات عديدة حول سوريا، ما جعل الطرفان يتخذان القرار بتسوية وضع إدلب، عبر إنهاء هيئة تحرير الشام، والفصائل الجهادية التي على يمينها، وإنهاء الحالة الفصائلية، بجعلها تابعة كلياً لتركيا". وتضيف: "مع تخلي واشنطن عن مطلب تغيير النظام، ومع نجاح المساعي الروسية لإعادة قبول النظام ضمن المحيط العربي والإقليمي، لا يبقى أمام أنقرة سوى القبول بالحل الروسي، بإبقاء النظام". لكن السيد زهرة يرى بمقاله في "أخبار الخليج" البحرينية أن "ترامب لم يخدع أحدا، وأي متابع لمواقفه التي عبر عنها باستمرار منذ مجيئه للحكم سيجد أنها ليست مفاجئة أبدا".رهانات "محفوفة بالمخاطر" ويربط مصطفى السعيد في "الأهرام" المصرية اتجاه الدول العربية التى كانت تعادى سوريا علنا نحو التطبيع مع دمشق "بالمخاوف من تراجع قدرة الولايات المتحدة، وفقدان الثقة فيها، وهو ما يجعل الرهان على الولايات المتحدة مقامرة محفوفة بالمخاطر، فالحقيقة أن بوادر أفول عصر النفوذ الأمريكى أصبحت أكثر وضوحا". ويتحدث محمد خروب في "الرأي" الأردنية عن كون الكرد "الخاسر الأكبر بعد انهيار رهاناتهم الساذجة على الحليف الأمريكي". ومن وجهة نظر حسن سلامة في مقاله بصحيفة "الديار" اللبنانية فإن "الصراخ التركي والدعم الأمريكي لن يحولا دون استعادة دمشق لشمال سوريا". ويرى مصطفى غوربوز في "العرب" اللندنية أن تركيا تحتاج إلى أن "تتعلم كيفية التعايش مع الجهاديين، فدعمهم سيزيد من خطر ردة فعل الأسد ووحدات حماية الشعب ويزيد الانتقادات من القوميين الأتراك". لكنه أيضا يشير إلى أن "معارضة الجهاديين تثير مخاطر أمنية داخلية ومخططات إرهابية محتملة". ويشدد شمسان المناعي في "الشرق الأوسط" اللندنية على ضرورة وجود موقف عربي موحد تجاه ما يجري في سوريا. ويدعوا الكاتب العرب إلى يكونوا "على وعي سياسي عميق، ولا نربط موقفنا بوجود بشار الأسد أو رحيله، إذ إن سوريا أرضاً وشعباً أهم، والذي يتبقى هو الهوية الوطنية والدولة السورية، وحينها نقول إن لكل حدث حديثاً".
مشاركة :