عملها إزاي؟.. حمدي يصنع تحفًا فنية داخل الزجاجات

  • 1/7/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«أنْ ترى مركبًا، داخل قارورة، أمر يثير إعجابك بل تَساؤُلك! كيف لصانِعها فِعل هذا؟ خاصة أن قُطرها، لا يتجاوز ١٧ مللى، فالموهبة وحدها ليست كافية، وإنما الصبر والتحدى، لخلق تحفة فنية، استنزفت جهدًا ووقتًا غير عاديين».انفرد «حمدى مصطفى»، ٤٧ عامًا، بموهبة صناعة التحف الفنية، داخل القارورات الزجاجية، خاصة السفن والمراكب، فهو يمارس هوايته تلك، منذ حوالى ١١ عامًا، أكسبته تلك الفترة الزمنية، خبرة ومهارة وتحديًا، تفوق بهم، على رفاق موهبته، من المصريين والأوروبيين، فشغفه بها جعله، يواصل العمل لمدة ٦ ساعات يوميًا، بالإضافة إلى ساعات عمله كمشرف، بأحد الفنادق السياحية. يقول حمدي: «عملت بالدعايا والإعلان، بعد إنهاء «الدبلوم»، لكنى تركتها بعد ٧ سنوات، لقلة العائد المادى، ثم التحقت للعمل بالسياحة كمشرف بأحد الفنادق، وقتها بدأت بعمل تحف فنية بالخشب، فى أوقات فراغى، أعجبت الكثيرين، من بينهم صديق طيار مدنى، أشار على بخوض تجربة، صناعة المراكب داخل الزجاجات، كما رآها فى بعض الدول الأوروبية خاصة ألمانيا، ظللت أتدرب لمدة عامين، على صناعة السفن والمراكب، بكل أشكالها، لكن خارج الزجاجات، إلى أن وجدت ضالتى فى أدوات تساعدنى، فى تجميع المراكب بالداخل، لتبدو بشكلها المدهش، كى أحاكى الصناعات الغربية». ويتابع حمدي: «استخدمت بعض الأدوات الطبية للعمليات الجراحية، وأدوات ابتكرتها خصيصًا، لتسهيل تجميع الخامات، فهو أمر صعب ويحتاج صبر، لإدخال الخامات من عنق الزجاجة، وتكوين هيكل بطول ٢٠ سم بارتفاع ٨ سم، وأحيانًا يزيد الحجم، لذا صنعت أداة على هيئة حرف «s» وذلك لتسهيل استخدام الخيط بالداخل، كما صنعت أداة على هيئة حرف «L» وذلك لتسهيل استخدام الغراء للصق أجزاء الهيكل، هذا بالإضافة للأدوات الأساسية، كالمنشار الأركيت والمبرد الخشابى والكاتر الذى استخدمه فى التقطيع، وليس هذا بالصعب على، فأنا تعلمتها وحدى دون مساعدة. يستخدم «حمدي» ثلاثة أنواع من الخشب، فلكل نوع مزاياه الخاصة، فمثلا الخشب السويدى الأبيض «الموسكي»، لين يسهل نحته، ولا يستغرق وقتًا أو يستنزف مجهودًا فى إعداده، كما أنه يستخدم الخشب الزان، لتميزه بألوانه الطبيعية، وليست فى حاجة إلى دهان، والخشب التيك الذى يتميز بصلابته وجمال ألوانه، كلها أنواع يستخدمها فى صناعة السفن والمراكب والطائرات الشراعية وغيرها، وصناعة المراكب الفرعونية والملكية، فى زجاجات الكحوليات الفارغة، التى يبتاعها من شارع الجامع الأحمر بالعتبة». يختتم «حمدي»: «رغم أن قيمة المركب لا تتعدى ٣٥٠ جنيهًا، ليس لها زبون مصرى، والأجانب هم من يقدرون تلك التحف، فإننى وبرغم ذلك أجد فيما أفعله متعة أكثر من المكسب المادى، أكسبتنى الصبر وقدرتى على حل مشاكل الحياة، ونمت ذكائى، وحصيلة صناعتى ١٣٠ مركبًا، داخل زجاجة، وغيرها دون زحاجات علمتنى جميعها الإبداع، كما أنها وجهتنى للتعرف على صناعات جديدة من الخشب، بدمجه مع مواد كيميائية، تصنع فى أمريكا، قررت صناعتها فى مصر، وبالفعل وفرت ٨٠٪ من الخامات، على أن استورد الباقى لاحقًا، وسيكون مشروعًا ناجحًا، كما حققت نجاحًا بالمراكب».

مشاركة :