واصل مسلحو «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) تقدمهم في مناطق مختلفة من ريفَي إدلب وحلب شمالي سوريا، وسط أنباء متضاربة عن مفاوضات بين «الهيئة» والفصائل المسلحة المعارضة في المنطقة، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إلقاء القبض على «5 دواعش» من جنسيات أجنبية، وهم في كمين نصبوه لقوافل النازحين عن دير الزور شرقي البلاد، في حين أصيب جنديان بريطانيان من القوات الخاصة بجروح خطيرة في هجوم صاروخي شنه مسلحو «داعش» في محافظة دير الزور. وذكر ناشطون سوريون أن الاشتباكات عادت بوتيرة عنيفة بين «تحرير الشام» من جانب، و«كتائب ثوار الشام» و«بيارق الشام» التابعتين ل«الوطنية للتحرير» من جانب آخر، على محاور في محيط وأطراف مدينة الأتارب، التي تعد أكبر مدينة في القطاع الغربي من ريف حلب. وأشار الناشطون إلى أن الاقتتال في شمال إدلب، امتد أيضاً إلى القطاع الشمالي الغربي من الريف الحلبي، حيث هاجمت «النصرة» مناطق سيطرة فصائل عملية «غصن الزيتون» المدعومة من تركيا، في اشتباك هو الأول من نوعه بين الطرفين. وكانت مواقع سورية معارضة أكدت أن «تحرير الشام» حاصرت الأتارب، بعشرات الآليات العسكرية والدبابات، بعد تمكنها من السيطرة على منطقة جبل سمعان الاستراتيجية، آخر معاقل حركة الزنكي في المنطقة، في حين دعا أهالي الأتارب عبر مكبرات الصوت في المساجد، للنفير العام لمواجهة «النصرة» ورد عدوانها على المدينة.وتزامناً مع تقدم «النصرة» شمال إدلب، أفادت مصادر معارضة بدخول مسلحي التنظيم، إلى قرى وبلدات بريف مدينة معرة النعمان الشرقي جنوب إدلب بشكل سلمي، بعدما سيطرت عليها حركتا «أحرار الشام» و«صقور الشام» قبل يومين. وتحدثت المصادر عن عقد جلسة مفاوضات سرية بين قادة من «النصرة» و«الوطنية للتحرير»، لبحث مناطق ريفَي إدلب وحماة على خلفية الاقتتال الأخير، إضافة لملف الأسرى لدى الطرفين. وحسب المصادر، وافقت «الجبهة» على دخول «النصرة» إلى مناطق ريف معرة النعمان الشرقي سلمياً ودون أي اقتتال، مع انسحاب «أحرار الشام» و«صقور الشام» من المنطقة، في حين لا تزال المفاوضات مستمرة حول مصير مدينتَي معرة النعمان وأريحا جنوب إدلب، اللتين يسيطر عليهما «أحرار الشام» و«صقور الشام». وبالتوازي، أدخلت «النصرة» أرتالها إلى بلدات تلمنس والغدفة وجرجناز والحراكي، شرق معرة النعمان، وتعمل على بسط نفوذها وسيطرتها على كامل المنطقة.من جهة أخرى، ذكر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان له أمس: «في الأيام الأخيرة، وعندما كانت مجموعات كبيرة من النازحين في دير الزور تحاول الخروج من مناطق التنظيم الإرهابي، تأكدنا من خلال عمليات التعقب والمراقبة الدائمة، أن عناصر من التنظيم الإرهابي تشن هجمات ضد قوافل النازحين». وأضاف: «نتيجة لتلك العمليات، تمكنت قواتنا في 30 ديسمبر 2018 من اعتقال 5 عناصر إرهابية من الأجانب، من جنسيات أمريكية، وإيرلندية وباكستانية».في غضون ذلك، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: إن الجنديين نُقلا بمروحية لتلقي العلاج. كما قُتل عنصر من قوات سوريا الديمقراطية في هذا الهجوم في محور الشعفة بمحافظة دير الزور. وذكرت وكالة اسوشيتدبرس، من جانبها، أن الجنديين تم نقلهما جواً من قبل قوات أمريكية لتلقي العلاج الطبي من دون الكشف عن حالتهما الصحية، حيث لا تدلي السلطات البريطانية بتعليقات حول قواتها. (وكالات)
مشاركة :