صامداً حتى الرمق الأخير ومُتخطياً حواجز تقدم العمر، وقف أسد الأردن عامر شفيع بين ثلاث خشبات مُنتخبه، مُدافعًا عن انتصار "النشامى" التاريخي على أستراليا بطل النسخة الماضية من كأس آسيا. فقد وقف الحارس التاريخي لمنتخب الأردن، والشاهد الأوحد على جميع مشاركات "النشامى" في نهائيات كأس أمم آسيا لكرة القدم، سدًا منيعًا أمام الهجمات المُتتالية للمنتخب الاسترالي؛ ليُحافظ على الفوز العربي الأول ببطولة كأس آسيا 2019 المقامة حاليًا في الإمارات . فاز "النشامي"، اليوم، على منتخب أستراليا بهدف دون رد، في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من كأس آسيا 2019 المقامة حاليًا في الإمارات. أكثر لاعبي الأردن مشاركة دولية ويُعد شفيع أكثر لاعبي الأردن مشاركة دوليًا بـ135 مباراة، وقادته الصدفة وحدها ليُسطر تاريخًا كبيرًا بقفاز حراسة المرمى؛ حيث خاض أول مباراة دولية ودية مع الأردن أمام كينيا في أغسطس 2002. قال عنه مدربه السابق فكري صالح: " شفيع يساوي 70 بالمائة من قوة المنتخب الأردني". حارس الصدفة وبدأ شفيع مسيرته الكروية لاعبًا في نادي اليرموك، بعمر الـ14 عامًا، في وسط الملعب؛ ولكن إصابة حارس الفريق بكسر في يده، دفعت مديره الفني عبد القريني لإعادته لمركز حراسة المرمى، الذي ظل ثابتًا به حتى الآن وهو بعمر الـ36 عامًا. ويُشارك شفيع في بطولة آسيا للمرة الرابعة، التي بدأها في عام 2004؛ حيث كان أحد نجوم هذه البطولة، التي قدمها المدرب المخضرم الراحل المصري محمود الجوهري؛ حيث قاد "النشامى" للصعود لدور الثمانية التي اصطدم خلاله بالمنتخب الياباني، ونجح في التصدي لركلتي جزاء؛ لكن أهدر لاعبو الأردن 4 ضربات متتالية ليخسر بنتيجة 3-4 في ضربات الترجيح. الجوهري كلمة سر كانت هذه البطولة هي الشرارة التي انطلق من خلالها نجم "شفيع" ليُصبح حديث قارة آسيا بالكامل والأوساط الكروية العربية، بعدما لمع نجمه في البطولة. خاض شفيع عدة تجارب مع أندية مختلفة، كان أبرزها انتقاله للوحدات؛ حيث لعب مع الفريق 148 مباراة ، حقق خلالها 17 بطولة، بينها 5 ألقاب للدوري الأردني ومثلها لبطولة كأس السوبر الأردني و4 بطولات لكأس الأردن و3 ألقاب لبطولة كأس درع الاتحاد الأردني. ويقول شفيع عن طريقه للمنتخب: " كنت حارسًا لمرمى المنتخب الأولمبي في مباراة جمعتنا مع قطر ويومها تابع الكابتن محمود الجوهري والمدرب فكري صالح هذه المباراة فوقع الاختيار عليّ للانضمام لصفوف المنتخب الأول وقد كنتُ سعيدًا بذلك". حلم الاحتراف الضائع كباقي اللاعبين راود حلم الاحتراف الأوروبي، "حوت آسيا"، واتخذ من الحارس الدنماركي العريق بيتر شمايكل المثل الأعلى والقدوة؛ لكن كل مرة كان يتبخر هذا الحلم، بدءًا من تلقيه عرضًا من نادي ميونخ 1860 حين كان يلعب بالدوري الألماني، وكل مرة تتعثر المفاوضات ولا تتم في النهاية.
مشاركة :