افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقد وصفتهما وسائل إعلام مصرية رسمية بأنهما الأكبر من حيث المساحة في الشرق الأوسط، وذلك بالتزامن مع احتفال الأقباط بأعياد الميلاد.شهد الاحتفال عدد من القادة وكبار المسؤولين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وتعدّ كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الأكبر في الشرق الأوسط؛ حيث تسع لـ8200 فرد، وهي عبارة عن طابق أرضي وصحن ومنارة بارتفاع 60 متراً، وفقاً لتقرير نشرته «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية.وتقع الكاتدرائية الجديدة على مساحة 15 فداناً (نحو 63 ألف متر مربع). تتضمن هذه المساحة مقر الكاتدرائية الذي يمتد لـ7500 متر مربع، وكنيسة «الشعب»، إضافة إلى مبنى المقر البابوي، وصالة استقبال وقاعة اجتماعات ومكاتب إدارية.في حين، أقيم المسجد بمدخل العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 5445 ألف متر مربع تقريباً. وتبلغ السعة الإجمالية للمسجد والمصلى اليومي والساحة المكشوفة نحو 17 ألف مصل. وتبلغ مساحة صحن المسجد 6325 متراً مربعاً، ويتسع لعدد 6300 مصل، وله 5 مداخل رئيسية، بالإضافة إلى مدخلين للسيدات.وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن هذا اليوم يعد يوماً تاريخياً في مصر والمنطقة بافتتاح أكبر كاتدرائية ومسجد في الشرق الأوسط ومصر وأفريقيا. وأضاف المتحدث، في تصريحات صحافية، أن تلك الافتتاحات في أعياد الإخوة المسيحيين تعد رسالة قوية، تؤكد وترسخ اتجاه الرئيس السيسي من الحب والإخاء والتعايش السلمى والتعاون وقبول الآخر، مؤكداً أن الرئيس السيسي حريص على ترسيخ هذا الاتجاه في الدولة المصرية بوجود الكنسية والمسجد جنباً إلى جنب في جميع المدن والتجمعات السكنية الجديدة التي تقيمها الدولة.وأضاف راضي أن مستوى الحضور العربي والأجنبي في الافتتاحات اليوم كبير جداً، يشارك عدد من الوفود العربية والأجنبية، من خارج مصر وأعضاء السلك الدبلوماسي في مصر.وترأس بابا الأقباط تواضروس الثاني «القداس» مساء أمس في الكاتدرائية الجديدة. واعتاد الرئيس السيسي حضور «قداس الميلاد» منذ أن تم انتخابه رئيساً عام 2014؛ ليصبح أول رئيس مصري يقوم بذلك.وكان الرئيس السيسي، قد بعث أمس، ببرقية تهنئة إلى البابا تواضروس الثاني، أعرب فيها عن تهانيه للأقباط بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، مؤكداً «روح الأخوة والمحبة وروابط الوحدة والتآلف التي تسود شعب مصر العظيم وتجمع بين أبنائه مسلمين وأقباط على مرّ التاريخ».بدوره، أكد الأزهر الشريف أن إنجاز بناء مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة يشكل تجسيداً حقيقياً لأواصر الأخوة والمحبة والتراحم التي تجمع بين أبناء الشعب المصري وترسيخاً لتعاليم الأديان وقيمها في قلوب كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، وتأكيداً على أنهم أبعد ما يكونون عن التشدد، إفراطاً كان أم تفريطاً.فيما أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الانتهاء من مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الإدارية خلال وقت قياسي خير دليل على أن سواعد أبناء مصر قادرة على تحقيق الرقي والرخاء لمصرنا الحبيبة ومواجهة الخراب الذي تسعى جماعات التطرف والإرهاب إلى فرضه، وذلك بالبناء والعمران الذي يعود بالنفع على البلاد والعباد.دولياً، رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب ببناء أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط في مصر، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي يسعى إلى أن يتسع مستقبل مصر للجميع. وقال ترمب، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: «سعيد بمشاهدة أصدقائنا في مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط. الرئيس السيسي يقود بلاده إلى مستقبل يتسع الجميع».وفي رسالة مسجلة، هنّأ البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مصر بافتتاح كاتدرائية العاصمة الإدارية، موجهاً الشكر للرئيس السيسي والحكومة المصرية على إنجاز العمل التاريخي. وقال: «أتقدم بتحية خاصة لأخي العزيز للغاية صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني، وإلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي عرفت كيف تعطي شهادة حقيقية للإيمان والمحبة في الأوقات العصيبة».
مشاركة :