الأيدي المرتعشة والأيدي المنفلتة

  • 1/7/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من المتوقع دائماً في حال استقطاب أو ضخ دماء جديدة في أي جهة عمل، بـأن يتوالى صدور العديد من القرارات الجريئة والعلاجية والتطويرية؛ لحل الكثير من الأمور المعلقة، وتحريك الكثير من الملفات المجمدة، وإعادة بوصلة مسار العمل للاتجاه الصحيح، لتتم إعادة تركيز الجميع على تحقيق الهدف الرئيسي من العمل. بالمقابل لا يمكن إنكار حقيقة بأن هناك فئتين من المناط بهما اتخاذ القرار على أي مستوى وظيفي أو مهني وفي أي عمل، يكونان في الغالب سبباً رئيسياً في تعطيل حركة الإنجاز والتطور، وبالتالي تجميد المنافع والنتائج المرجوة التي كان سيحصل عليها المجتمع أو فئات منه، في حال كان متخذ القرار ذي طابع أو أسلوب إداري مختلف. فأصحاب الأيدي المرتعشة في الغالب، لا يرون في منحهم صلاحية اتخاذ القرار إلا خطراً قائماً، وتحدياً شخصياً لهم، مبني على حواجز وهمية، كالتمسك بالكرسي أو المنصب، أو الخشية من تبعات اتخاذ القرار، أو الخوف من المواجهة، والتي تعيقهم، بطبيعة الحال، عن تحمل المسؤولية بكل ثقة واتخاذ القرارات بلا تردد أو تأخير. أما أصحاب الأيدي المنفلتة، فيرون في ذلك، فرصة شخصية لا يمكن التفريط بها، من سرعة اتخاذ القرارات وبشكل مبالغ به وملحوظ، رامين بجميع الأنظمة والقوانين والتشريعات، وأحياناً، أخلاقيات المهنة والعمل، عرض الحائط، طامعين وطامحين بالحصول على مزيد من الصلاحيات أو فرص الحصول على مناصب أعلى. حسن النية يتيح الفرصة لتبرير تلك الأساليب، فالحرص على المصلحة العامة وتحاشي شبهات الفساد قد تكون مبرراً مقبولاً لأصحاب الأيدي المرتعشة على تجميد العمل، والانخراط في جزئيات العمل الروتينية. بينما الحماس العملي والحرص على تجاوز الزمن أو تعويضه، يمكن أن تكون الدافع النبيل لأصحاب الأيدي المنفلتة ويغفلون، في الوقت نفسه، احتمالية حدوث تجاوزات قانونية وسلوكية أو استهلاك غير مبرر لبنود الميزانيات. الأيدي المرتعشة والأيدي المنفلتة ومابينهما، هما إرث خبرات وتراكمات عملية، تؤدي إلى نشوء قناعة راسخة لدى صاحبها بأنها الأسلوب الأفضل والذي بموجبه تم منحه الصلاحية أو المسؤولية والمنصب، ويغفل عن مقولة «التجربة خير برهان»، والتي على ضوئها تتم إعادة تقييم «الشخص» وليس الأسلوب أو المنهجية. تطوير وتغيير القناعة الشخصية ومنهجية وأسلوب العمل تحتاج للكثير من الجهد والوقت والمال، فهل يخدم هذا التوجه، بإعادة تركيز الجميع على تحقيق الهدف الرئيسي من العمل، أم يؤدي ذلك إلى انحراف بوصلة العمل عن مسارها؟

مشاركة :