اكذب اكذب حتى يصدقك الناس .. !

  • 2/8/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مع ثورة الاعلام التي يعيشها العالم ، لم تعد المعلومة حكراً على أحد !! ما يصرح به رئيس نادي في أقاصي الأرض .. يصلنا في حينه ومن مصدره الموثق ، ولا مجال للتحريف وخلق الأكاذيب حوله ! وكون كرة القدم هي الأكثر شعبية بين قريناتها من الألعاب ، لذا نجد الأصداء المصاحبة لأي تصريح مسئول يكون محط اهتمام الكثير من محبي هذه اللعبة . ولأننا تجاوزنا القرن الماضي بكل تفاصيله الجميلة ، ولم يعد يجدي احتكار بعض الصحف الورقية البالية لأخبار أنديتها دون باقي الأندية وميولها الظاهرة بتظليل القارئ والمتلقي بأخبار تفتقر إلى الدقة والصحة ، فإن البعض ما زالوا يعتقدون حتى وقتنا الحاضر أن بالإمكان حجب الشمس بغربال ! ولم يعد بمقدورهم كبح ميولهم الكروية .. فأفقدهم ذلك مهنيتهم وأشغلهم عن حيادية الطرح واصيبوا بهوس التلميع والتطبيل الذي يُمارس منذ عدة عقود! أما المتلقي فلم يعد يشغل باله بهذه الصحافة ، فالفضاء مليء بالمصادر التي تُمكّنه من معرفة ما يحتاجه عن اخبار الأندية من مصادرها الأساسية .. لقد افسدت للأسف تلك الانحيازية متعة التنافسية بين مختلف الاندية عندما دأبت على تأجيج التعصب لنادي دون الآخر بإرث ممجوج امتد لسنوات طويلة ، ولا عجب أن يجد المتلقي ضالته في تعدد وسائل التواصل الاجتماعي وحُق له ذلك عندما انحرفت بعض الصحف المحسوبة عن مسارها الطبيعي الذي يهتم بالتشويق والتنافس الشريف إلى تكريس مبدأ التعصب من خلال التطبيل المبتذل لنادي دون البقية واختلاق المقارنات الهزلية والأرقام الوهمية التي ترجح كفة ذلك النادي عن باقي الأندية الأخرى (من وجهة نظرهم) . يقول الألماني جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد ادولف هتلر: اكذب ، اكذب ، ثم اكذب حتى يصدقك الناس ! فالغاية عند المتحيزين والمتحزبين تبرر الوسيلة والهدف مهما كان شكله أو مضمونه هو تجييش وتسخير كافة ما يمكن لخدمة ذلك النادي دون الالتفات لسواه .. إلا أن ما يحدث مع تعدد مصادر المعلومة عكس ما يحاول البعض التسويق له وباتت المبالغات والأكاذيب مثار ضحك الجميع . لم تغب عن ذاكرة عشاق المستديرة فضيحة الدوري الإيطالي عام 2006م والتي اطاحت ببطل الدوري آنذاك نادي يوفينتوس وسحب البطولة منه واسقاطه لمصاف الدرجة الثانية ، وقبله نادي آي سي ميلان الذي تم اسقاطه هو الآخر لمصاف الدرجة الثانية لنفس الأسباب تقريباً عام 1980م ، فلم نسمع أو نقرأ حينها عن إحدى الصحف الإيطالية التي أخذت على عاتقها الدفاع عن هذا النادي أو ذاك برغم التاريخ العريق لكليهما بعد أن تأكد للجميع صحة تلك التحقيقات ، إحتَرموا القانون فكان لهم ذلك الاحترام بل احترموا عقول جماهيرهم العاشقة التي تعرف عن دهاليز الأندية أكثر من إعلاميي الصحف أنفسهم ! ختاماً ! التضخيم والتطبيل لا يصنعان ﻧﺠﻤﺎً ما لم يحمل من المهارات والموهبة والامتاع ما يميزه عن غيره ، وكذلك الحال مع الأندية ، فمن المستحيل أن تصنع طائرة من ورق وتتأمل أن تصل بك إلى نيويورك حتى لو طليتها بالذهب!

مشاركة :