نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، جلستين حواريتين، حملت الأولى عنوان «الحكايات الشعبية» وشارك فيها الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للكتاب، وسورابي خانا مهندسة ومصممة ألعاب تجسد شخصيات الحكايات الشعبية، أدارتها ثريا الصابري. أكد المسلّم على أهمية الحكاية الشعبية في حفظ التاريخ، وحمايته من الضياع، واعتبر أن الحكاية تعبر عن تفاصيل المراحل التاريخية للمجتمعات بصورة دقيقة، وفي الوقت نفسه مجازية، ومحملة بالإشارات والدلالات، حيث كان الناس يقولون في الحكاية ما لا يستطيعون قوله في الواقع، وبيّن أن مقومات بقاء الحكاية الشعبية قوية، على عكس المدونات التاريخية التي قد تختفي باختفاء شخصيات معينة استخدمتها لتخليد سيرتها. وناشد المسلّم الناشرين الحفاظ على الحكايات الشعبية كما هي، وعدم تغييرها بحجة أن تكون مناسبة للمرحلة، وأشار إلى أن هذا النوع من الحكايات وليد مرحلة بعينها تحمل صفاتها، وقيمها، وطبيعة علاقات الناس فيها، وبالتالي لا يمكن تغييرها لتتناسب مع مرحلة أخرى، وقال: «الحكاية الشعبية بمثابة لقاح وقائي للأفراد ضد أمراض المستقبل الثقافية، وكان الناس لا يوجهون النصح لأطفالهم بشكل مباشر، بل يروون لهم حكاية لإيصال ما يريدون قوله بطريقة مقبولة». وحول أوجه الشبه بين الحكايات الشعبية الإماراتية والهندية، قال المسلّم: «لدينا تاريخ طويل من التبادل بيننا وبين الهند، لا يقتصر على السلع المادية فقط، بل ويشمل الثقافات والعادات الاجتماعية، حيث نشأ الجيل القديم بشكل خاص على حكايات شعبية من الهند والصين وغيرهما، من دول الشرق التي نقلت حضاراتها للعالم بالحكاية قبل أي شيء آخر». وتحدثت سورابي عن علاقة تصميم وصناعة الألعاب بالحكايات الشعبية، قائلة: «لجأ الإنسان منذ القدم إلى الألعاب لرواية حكاياته للجمهور بطريقة جذابة وسهلة الفهم لجميع الفئات، ومن هنا نشأت فكرة مسارح الدمى التي كانت عبارة عن ترجمة حركية لكلمات الحكاية بواسطة الألعاب المصنوعة من مواد بسيطة». وأشارت إلى أهمية أن يتخيل الأطفال صور أبطالهم من الحكايات الشعبية، وابتكار ألعاب تجسد شخصياتهم، لما لذلك من أهمية بالغة في تطوير قدرتهم على تحويل الرواية، وقيمها، وأفكارها، إلى واقع، وشددت على أهمية الحفاظ على جوهر التراث الشعبي . أما الجلسة الثانية فتناولت كتب المتاحف، وكيفية جعلها أكثر مناسبةً للأطفال واليافعين، وشارك فيها: عائشة ديماس مديرة الشؤون التنفيذية في هيئة الشارقة للمتاحف، وسودها ستوا باسو ممثل دار «تارا بوكس» للنشر المختصة بكتب الأطفال، وأدارتها الكاتبة علياء الشامسي. تناولت عائشة ديماس تاريخ المتاحف في الشارقة التي بدأ تأسيسها منذ أكثر من 30 عاماً، وتتنوع بين متاحف فنية، وتراثية، ودينية، وغيرها، وقالت: «يرعى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، واقع المتاحف في الإمارة لما لها من أهمية في حفظ الثقافة والهوية التاريخية للشعب الإماراتي، ولسموه مقولة هامة عن المتاحف فحواها: نحن نبني المتاحف لنعلّم بها أجيال المستقبل». وأضافت: «من أجل تسهيل وصول الأطفال إلى المعرفة التي تزخر بها المتاحف، قمنا بتعزيز علاقتنا مع وزارة التربية والتعليم، وأضفنا إلى الكتب المدرسية نبذات لتعريف الأطفال بالمتاحف الموجودة في الدولة وتشجيعهم على زيارتها». وحول كيفية تعزيز جاذبية كتب المتاحف للأطفال واليافعين قالت ديماس: «هناك مسؤولية مشتركة بين المتاحف ودور النشر، تتلخص في أهمية الاتفاق على صناعة كتاب يحتوي على مواد تعليمية ذات جودة عالية، ويتمتع بالجمالية في الوقت ذاته». أما باسو فاعتبر أن هناك قلة في إنتاج كتب المتاحف للأطفال واليافعين، وأن العديد من المتاحف التي زارها حول العالم لا تصدر كتباً لتعريف هذه الفئة الناشئة بتاريخها وأصولها، وقال: «إذا لم نعرف من أين جئنا فلن نتمكن من معرفة إلى أين نحن ذاهبون». واعتبر أن دور المتاحف هو أن تتكيف مع احتياجات ورغبات الأطفال، لتسهيل توطيد علاقتها معهم بحيث تصبح زيارة المعرض شغف الطفل، ورغبته الخاصة.
مشاركة :