قدر دبي أن تكون محطة بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، وقدرها أن تكون مطار العالم وميناءه الرئيسي، وطريقاً حريرياً طبيعياً، بحكم موقعها وتطورها، بما يشهد على تجربة فريدة يُنظر إليها دائماً على أنها نموذج يُحتذى به، بُنيت تلك التجربة على أسس متينة انطلقت من الاستثمار في الموارد البشرية في المقام الأول، حتى صارت مركزاً سياحياً ومالياً عالمياً ملء السمع والبصر. هذا ما يؤكده مفكرون وخبراء اقتصاد عرب في تصريحات لـ«البيان»، ثمنّوا خلالها تجربة دبي الفريدة، ودور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي بفضل حكمته وسياساته الفريدة المميزة حققت دبي طفرات هائلة، وصارت نموذجاً يُشار إليه بالبنان في شتى أرجاء العالم. ويرى خبراء اقتصاديون أن الميزات الاستراتيجية من الناحية الاقتصادية، متوفرة كاملة في إمارة دبي الحيوية من النواحي كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ذلك أن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أسست لمدرسة في القيادة والتخطيط بشهادة القاصي والداني. فباتت همزة الوصل بين الشرق والغرب، والمطار والميناء العالمي الذي لا غنى عنه في ظل الموقع الاستراتيجي المهم، فيما تعد دولة الإمارات بمقومات بنيتها التحتية المتميزة وتصدرها العديد من المؤشرات الجودة العالمية فضلاً عن الأمن والاستقرار المحطة الشرق أوسطية المؤهلة لقيادة مشروع طريق حرير خاص محوره دبي. وبناء على ذلك، رأى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أنه آن الأوان لبناء خط الحرير الخاص بالتعاون مع الأصدقاء والأشقاء، لترسيخ الدور العالمي لدولة الإمارات في كل المجالات.مركز مالي يقول مساعد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي سابقًا أستاذ الاقتصاد البارز الدكتور فخري الفقي، في تصريحات لـ«البيان» إن دبي هي مركز مالي وسياحي عالمي، وصارت قبلة لكل فرد في العالم يتطلع إليها، وتذوب فيها كل الجنسيات؛ ذلك أن سمعتها تسبق دولاً ذات حضارة. مشدداً على أن دبي هي محطة مهمة بين الشرق والغرب، ضارباً المثل بما تزخر به من موانئ (نحو 80 ميناء) يربط كل منها بعشرات المدن. ويشير إلى أن نهضة دبي باعتبارها محطة تربط بين الشرق والغرب قائمة على أساس إيمانها بأنها جزء من كل، يؤثر فيه ويتأثر به، كما أنها ليست قائمة على أساس مصدر واحد من مصادر الدخل، لكنها تعتمد على الكثير من المصادر، فهي مصدر مالي وسياحي عالمي يجذب مختلف الجنسيات حول العالم، فتنشط فيها السياحة والتجارة والاستثمار. موضحاً أن تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في دبي تستحق أن تُدرس، «فهذا الرجل يعتبر دعامة رئيسية من دعامات التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة». ويرى أن ما دعم النمو المطرد لدبي هو مبدأ سيادة القانون، باعتباره مصدر الاستقرار والازدهار، بالإضافة إلى حرص القادة على استشراف المستقبل والعمل من أجل مستقبل أفضل للمواطنين كافة. دور محوري ودبي التي قدرها أن تكون محطة مُهمة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، والتي تُدير أكبر مطار دولي يربطها بـ 200 مدينة. إضافة إلى نحو 80 ميناء، يقول عنها الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي، إنها تلعب دوراً محورياً بين الشرق والغرب، فهي تتمتع بمزايا خاصة جعلت منها قبلة اقتصادية مُهمة في العالم، مشيراً إلى أن تلك المزايا الاقتصادية والاستثمارية التي تتمتع بها دبي هي نتاج فكر قادة الدولة والعقول التي تدير دبي. كما يؤكد على أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب فكر مميز قاد النهضة في دبي، بما خلق قوة كبيرة وسمعة عالمية لدبي كقبلة للاستثمار والسياحة. ويوضح بيومي، في تصريحات خاصة لـ«البيان» من العاصمة المصرية «القاهرة» أن دبي نموذج يحتذى به، فهي محور مهم بين الشرق والغرب وتجذب كل الباحثين والمتطلعين إلى التعاون الاقتصادي والاستثماري والسياحة، وبالتالي فتجربة دبي هي تجربة مُهمة تستحق الدراسة والاقتداء بها والتعلم منهم.محطة في السياق، يقول وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني مدحت الشريف، إن دبي تعتبر محطة بين الشرق والغرب، بما تتمتع به من مزايا الجذب الاستثماري والسياحي والترفيهي، في ضوء التوازن في العلاقات مع دول العالم كافة، مشيراً إلى أن «دبي هي قصة نجاح يُضرب بها المثل في العالم العربي وعلى المستويين الإقليمي والدولي، وهي قصة ممتدة على مدار عشرات السنوات». ويوضح وكيل اللجنة الاقتصادية أن «ما حققته دبي يُدرس، فهي تجربة يحتذى بها في الاستفادة بمواردها، والفكر المستنير الذي تتمتع به، واستخدام التكنولوجيا في المجالات كافة، ما أدى إلى طفرة في كل القطاعات، بخاصة خدمات المواطنين وخدمات المستثمرين، وفي ظل الانفتاح على مستوى العالم كله، لتكون بذلك قبلة ومحطة مهمة حول العالم». عوائد اقتصادية في غضون ذلك، قال الخبير الاقتصادي البحريني، جعفر الصائغ، إن مشروع طريق الحرير، سيكون له عوائد اقتصادية كبيرة، منها توليد فرص عمل أكثر، وزيادة النشاط الاقتصادي، وتنويع القاعدة الإنتاجية بكل القطاعات. وتابع الصائغ في تصريح لـ«البيان» بأنه سوف تستفيد من المشروع، ليس دولة الإمارات لوحدها، وإنما الدول المحيطة، ومنها البحرين، الأمر الذي سيترجم إلى علاقات واتفاقيات اقتصادية مع دول العالم كافة، وسيجعل إمارة دبي والخليج مركزاً تجارياً عالمياً، يتمتع بقدرات تنافسية عالية، يجذب رؤوس الأموال، والشركات العالمية إلى المنطقة. وأضاف: «تنفرد دبي بسياسات ومبادرات اقتصادية مهمة جداً، أثبتت نجاحها خلال العقود الماضية، مما جعلها قبلة للكثير من السواح، والمستثمرين، من مختلف دول العالم، وبها الكثير من فروع الكثير من الشركات العالمية، تجسد هذه النجاحات التي مكنت اقتصاد دبي لأن يكون أكثر انفتاحاً، وبتصنيف إقليمي ودولي متقدم، ساعد الإمارة على مواجهة الأزمات الاقتصادية، منها انخفاض أسعار النفط». في الأثناء، أوضح المحلل الاقتصادي، حسين المهدي، بأن اقتصاديات العالم تعتمد على مجموعة من العناصر ذات الأهمية بالتبادل التجاري بين دول العالم مجتمعة، منها قطاع البنية التحتية المتمثل بشكل أساسي بوجود شبكة اتصالات ومواصلات داخلية، ومع العالم، وكذلك بين أطراف العملية الإنتاجية من مصنعين وتجار، مستوردين، ومصدرين. وتابع المهدي: دول مجلس التعاون، حظيت بمن يفكر بهذا المسار، ومثالاً على ذلك مشروع طريق الحرير الذي انطلقت بتنفيذه إمارة دبي بدولة الإمارات، خاصة وأن هذا المشروع الرائد سيوفر الكثير من الميزات التي تعتبر من صميم التوسع بالتبادل التجاري، سواء سلعياً أو معرفياً، والأرقام تعكس تؤكد ذلك. بدوره، قال الخبير الاقتصادي أكبر جعفري إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعد دائماً بالإبداعات المنفردة جداً، ليس على مستوى المنطقة فقط، وإنما العالم، خصوصاً مع تحول دبي لمدينة جاذبة، متميزة عالمياً، والتي أخرجت تماماً من المقارنة الإقليمية. وأردف: «دبي أضحت المدينة التي ترتقي للمعجزات، وطريق الحرير سيتحقق لأن دولة الإمارات تمتلك المقدرات اللازمة لتحقيق الأحلام من الأوراق إلى الواقع المشهود بمشاريع كبرى كثيرة، وطريق الحرير سيكون احدها قريباً. وأردف: «هذه الأفكار لا تتولد إلا من الوجدان النقي، والتي لا ترتهن فقط بالقدرات المالية فقط، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وفريق عمله، قادرون على تحقيق المعجزات من موارد بسيطة جداً، وإن الطريق سيحولها كممر رئيسي بتمرير السلع والخدمات والمال والأفكار والموارد البشرية». بنية تحتية جاهزة في السياق، يرى الخبير الاقتصادي السوري، الدكتور أسامة قاضي، أن دبي من المدن المؤهلة لبناء هذا طريق الحرير الخاص، اعتماداً على إمكانياتها وموقعها الحيوي، الذي سيدر مبالغ مالية ضخمة، بفضل البنية التحتية الاقتصادية الذكية والجاهزة في دبي، مؤكداً أن أهداف دبي الاقتصادية من شأنها تغيير شكل المنطقة من الناحية الاقتصادية. وأضاف قاضي، وهو المنسق العام لمجموعة عمل سوريا الاقتصادية؛ أن الدور التاريخي لدبي بوصفها رابطة الشرق بالغرب والجنوب بالشمال، وإطلالها على القارة الإفريقية وتموضعها في القلب الآسيوي يمكنها من نسج علاقات اقتصادية وأن تكون محور طريق الحرير الجديد، لافتاً إلى أن النمو الاقتصادي لإمارة دبي يشكل ظاهرة نوعية. وقد خطت دبي خطوات عملية في هذا المجال منذ العام الماضي، ففي سبتمبر من العام 2018 احتضنت دبي فعاليات «منتدى تحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين» والذي تنظمه الأكاديمية العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية. أما الخبير الاقتصادي الدكتور بسام السنكري، فأكد أن الخطوات التي تتخذها دبي على مستوى الاقتصاد العالمي والإقليمي، من شأنها أن تعزز المكانة الاقتصادية لدبي وللمنطقة عموماً. مشيراً إلى أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بما تحتوي من أبعاد اقتصادية، ستكون بوصلة للعمل الاقتصادي في المنطقة. وأضاف؛ أن السمعة الاقتصادية لدبي على المستوى العالمي، تمكنها من دور الريادة في إنشاء طريق الحرير الخاص بها، لافتاً إلى أن الاقتصاد في جوهره يقوم على المبادرات والدراسة الذكية، الأمر الذي تطبقه دبي بشكل عملي. 5 محاور تقود نهضة دبي قال الخبير الاقتصادي السعودي فضل بن سعد البوعينين، إن «دبي تحولت إلى نموذج ملهم للتنمية الحديثة القائمة على الفكر التنموي واستثمار المقومات المتاحة والإدارة الكفء، ما ساعد على ديناميكية القرار والقضاء على البيروقراطية والتركيز بشكل كبير على الاستثمارات كمحرك للتنمية ورافد مهم للميزانية العامة». وتابع في تصريحات لـ«البيان»: «أعتقد بأن ما حدث في دبي هو ثورة تنموية كان خلفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أحدث نقلة نوعية في دبي وجعلها قبلة للسائحين والمستثمرين ومركز ربط بين الشرق والغرب وميناء نشطاً يغذي القارة الأفريقية ودول المنطقة وتتم من خلاله مناولة بضائع بحجم يفوق الدول الكبرى في المنطقة». موضحاً أن «الربط بين التنمية والاستثمار هو ما أسهم في تحقيق النتائج التنموية المتميزة وغير المسبوقة في المنطقة؛ والتي جعلت من دبي نموذجاً تقتدي به دول المنطقة». ولفت البوعينين إلى أن «هناك خمسة محاور قادت دبي لتحقيق أهدافها التنموية الرائدة؛ الأول القيادة الملهمة بريادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، والتخطيط الاستراتيجي المحكم، والتنفيذ الكفء للخطط، والالتزام برؤية موحدة، وإدارة عليا ديناميكية. والثاني مرتبط بإنشاء ميناء جبل علي؛ الذي أصبح مركزاً للتجارة العالمية؛ وأسهم في توسع حكومة دبي في الاستثمارات الخارجية في المواني وإدارتها مؤسساتها ما يقرب من 80 ميناء حول العالم؛ وبعضها في دول متقدمة ما يؤكد كفاءة إدارة دبي لها». والمحور الثالث هو المطار الذي نجح في تسجيل أرقام قياسية عالمية، وبخاصة مع تمكنه من ربط ما يقرب من 200 مدينة حول العالم. وتحوله لمطار ربط بين الشرق والغرب متقدماً على مطارات كبرى. ربطت حكومة دبي نجاحها في المطار بالسياحة الداخلية؛ واستثمرت رحلات الترانزيت لتعزيز السياحة الداخلية؛ مع تسهيل إجراءات الدخول وتحفيز السائحين. والمحور الرابع هو فتح السوق للاستثمارات الأجنبية وسياسة التملك والاستثمار التي عززت تدفق الاستثمارات الأجنبية على دبي. أما المحور الخامس من المحاور التي قادت دبي لتحقيق أهدافها التنموية الرائدة، وهو الأهم في تقدير البوعينين، فهو استكمال البنى التحتية، وتشمل البنى التحتية الخدمية والبنى التحتية التشريعية التي خلقت البيئة الحاضنة للاستثمارات المحفزة للنمو والتنمية في آن. ويوضح أن كل ما سبق لم يكن ليتحقق لولا الفكر الإداري الذي يتمتع به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد؛ وعمله الدائم لرفعة دبي وتقدمها وتحقيق طموح أهلها وهو نجاح لا يحسب لدبي فحسب بل للإمارات ودول الخليج التي تعد جزءاً لا يتجزأ منها.نهضة شاملة قال مدحت الشريف وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني أن دبي تشهد نهضة هائلة في شتى المجالات، لا تقتصر فقط على الإنشاءات والتقدم المعماري، لكنها نهضة شاملة وقصة تقدم كبيرة، انطلقت من النهضة البشرية والاستثمار في العنصر البشري الذي يهتم به قادة الدولة، مشدداً على أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد. وفريق العمل في حكومة دبي يولون اهتماماً كبيراً بالاستثمار في الموارد البشرية التي أسهمت في نهضة فكرية انعكست على شتى القطاعات، بخاصة الاقتصادية، فصارت دبي نموذجاً في التطور غير العادي والمشروعات الاقتصادية العملاقة، بخاصة في ظل ما تتمتع به من مزايا استثمارية تجعلها قبلة للاستثمار والشركات متعددة الجنسيات. طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :