يوجد عديد من التحضيرات التي تسبق "الدعوة" تنطوي عملية إقناع ابن أو ابنة بالانضمام إلى شركة عائلية أكثر من مجرد محادثة واحدة. وبحسب بيرل "هي عملية لا تنتهي". "يبلغ أطفالنا التوائم نحو سنة ونصف، ولكننا نحرص على إحضارهم للفعاليات التي تقيمها الشركة، فعملية التحضير تبدأ منذ الصغر. أنا محظوظة جدا؛ كون والديَّ لم يضغطا علي للعودة بعد المدرسة مباشرة. وأتيحت لي فرصة القيام بما أريد، وأعتقد أني سأحرص بالتأكيد على أن أوفر ذلك لأطفالي أيضا، وأمنحهم فرصة اتخاذ القرار". المرونة مطلوبة بطرق أخرى أيضا. يسعى عديد من الأطفال، خاصة المنحدرين من عائلات ثرية إلى خوض غمار الحياة في بلدان أخرى؛ للحصول على تعليم عال، أو بناء مسارهم المهني، والتخلي عن ذلك يعتبر مهمة صعبة، لاسيما التخلي عن فرصة عمل لحساب شركات كبرى متعددة الجنسيات، والعودة إلى العمل مع أمهم وأبيهم في شركات غير معروفة إلى حد ما. وقد يعني ذلك تولي منصب غير كبير أو تقاضي راتب أقل، أو حتى العمل في بيئة غير مألوفة. يقول تيم: "جرت المفاوضات مع أعمامي الثلاثة، وكانت ودية للغاية، لكنها بالتأكيد لم تكن سهلة. ففي المقام الأول تناولت المنصب والمسار الوظيفي. على اعتبار أن خبرتي في العمل تتمحور في مجال الاستشارات، وسبق أن عملت ثلاث سنوات في شركة متعددة الجنسيات كبرى مثل ميرسك، أرغب في أن يطرح كل شيء من خلال عرض تقديمي "باور بوينت" مع مخطط واضح لما أنا مقدم عليه مستقبلا، وبالطبع لم يكن الأمر كذلك في شركتنا العائلية؛ حتى إني لم أكن مطلعا على طبيعة الدور الذي سأمارسه، ومن سيكون مرؤوسي". ويضيف: "نصيحتي للشركات العائلية هي التركيز على كيفية إنشاء إطار عمل وثقافة الجدارة داخل الشركة". وعلى الرغم من كون كلتا الحالتين مختلفتين تماما، فإن أوجه التشابه بينهما تكمن في كون القيم العائلية لكل منهما ساعدت على تحديد آلية العمل ودور الشريك. كما أن انضمام الأبناء إلى الشركات العائلية له تأثير كبير أيضا في الزوج أو الزوجة اللذين يطلبان منهم التكيف مع الأمر بطريقتهم الخاصة. بالنسبة لألكسندرا وتيم، ركز كلاهما على مسيرته المهنية بشكل منفصل. تستشهد ألكسندرا بنصيحة إحدى عمات تيم "الزواج أشبه بشجرتي سرو، تعيشان جنبا إلى جنب، ولكن ليس في ظل بعضهم بعضا، وأعتقد أن الأمور بيننا تسير بشكل جيد حتى الآن". أما بالنسبة لديريك، فقد استغرق وقتا طويلا في بناء علاقة مع عائلة زوجته التي رحبت به. "الانضمام إلى شركة عائلية مسعى طويل الأجل، كل خطوة فيه محسوبة وتتطلب وقتا. فإقامة علاقة مع الأشخاص داخل الشركة يستغرق وقتا، والأهم من ذلك كسب ثقتهم؛ لذا عليك أن تمتلك الصبر الكافي لفهم أن الأمور ستكون على ما يرام إذا تعاملت معها بشكل جيد وامتلكت الدعم اللازم".
مشاركة :