كان جاليليو جاليلى عالِم فلكى وفيلسوف وفيزيائى إيطالى، كان ماهرًا فى الرياضيات والموسيقى، ووصل جاليليو، وهو لا يزال طالبًا لتحقيق أول مكتشفاته عندما أثبت أنه لا علاقة بين حركات البندول وبين المسافة التى يقطعها فى تأرجحه. واهتم بعد ذلك بدراسة الهندسة إلى جانب الطب، وفى ذلك الوقت كان العلماء يظنون أنه لو أُلقى من ارتفاع ما بجسمين مختلفى الوزن فإن الجسم الأثقل وزنًا يصل إلى الأرض قبل الآخر. لكن جاليليو أثبت بالنظرية الرياضية خطأ هذا الاعتقاد، ثم اعتلى برج بيزا المائل وألقى بجسمين مختلفى الوزن فاصطدما بالأرض معًا فى نفس اللحظة. وأوضح أيضًا خطأ عدة نظريات رياضية أخرى. وانتقل جاليليو بعد ذلك إلى مدينة بادوا فى جمهورية البندقية واخترع أول ترمومتر هندسى.فى سنة ١٦٠٩ بدأ جاليليو يصنع منظارًا بوضع عدستين فى طرفى أنبوبة من الرصاص، وانكب جاليليو على منظاره يحسّن من صناعته، وراح يبيع ما ينتج منه بيديه، وصنع المئات وأرسلها إلى مختلف بلاد أوروبا، وكان لنجاحه صداه فى جمهورية البندقية، ففى تلك الأيام كان كل فرد يعتقد أن الأرض مركز الكون، وأن الشمس وغيرها من الكواكب تدور حولها، وكان الطريق اللبنى يعتبر حزمة من الضوء فى السماء، وأن القمر مسطح الشكل. ولكن عندما نظر جاليليو من خلال عدسات منظاره لم يجد شيئًا صحيحًا من هذا كله، فقد رأى أن فى القمر مرتفعات، وأن الشمس تنتقل على محاورها، وأن كوكب المشترى لهُ أقمار، ورأى أن الطريق اللبنى ليس مجرد سحابة من الضوء إنما هو يتكون من عدد هائل من النجوم المنفصلة والسديم.وكتب كتابًا تحدث فيه عن ملاحظاته ونظرياته، وقال إنها تثبت إن الأرض كوكبٌ صغير يدور حول الشمس مع غيره من الكواكب، وشكا بعض أعدائه إلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية بأن بعض بيانات جاليليو تتعارض مع أفكار وتقارير الكتاب المقدس، وأرغمته الكنيسة على أن يقرر علانية أن الأرض لا تتحرك على الإطلاق، وأنها ثابتة كما يقول علماء عصره، ولم يهتم جاليليو لهذا التقرير العلنى.تعرض جاليليو لسنوات من المراقبة، ثم عقدت محاكمة من قبل محاكم التفتيش الرومانية سنة ١٦٣٢. اتهم جاليليو بالاشتباه بالهرطقة وحكم عليه بالسجن. وفى اليوم التالى خفف الحكم إلى الإقامة الجبرية. وتم منعه من مناقشة تلك الموضوعات، وأعلنت المحكمة أن كتاباته ممنوعة.
مشاركة :