بئر تحكي معاناة الآباء في الحصول على الماء قديماً

  • 1/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جذبت البئر القديمة وسط بيت الباحة في مهرجان الجنادرية أنظار الزوار، خصوصاً كبار السن ممن تعايشوا معها في السابق. البئر الموجودة التي يصل طولها إلى 15 متراً، وبجانبها المجرة، عليها أدوات جلب الماء مثل «البكرة» أو «المحالة»، و«الدلاء»، و«الغرب»، و«الرشا»، ووضعت بالقرية بهدف تعريف الزوار بمعاناة الأباء في الحصول على الماء قديماً، وكيفية حفرهم للآبار، واستخراج الماء لسقياهم وسقيا مواشيهم. وتعتبر آبار المياه المحفورة قديماً مورداً وحيداً في ظل شح الأمطار، وما زالت المنطقة مليئة بالآبار من مئات السنين، وتجدها في محاذاة بطون الأودية، ومسائل الشعاب، ووسط المزارع، وعادة ما تجد البئر ملتصقة بالمنازل تسهيلاً للورد، وهو نوع من الحماية والرقابة على مصدر الحياة. وتختلف تصاميم ومساحات تلك الآبار التي اندثر أكثرها وبقي قليل منها باستخدامات ضعيفة جداً، وما زالت البئر القديمة ذات مدلولات عظيمة لدى سكان الباحة، خصوصاً كبار السن، الذين يحتفظون لها بذكرى طيبة، كونها كانت يوماً مصدر ريهم وملاذهم من العطش، وتراوح أعماق الآبار بالمنطقة بين عشرة أمتار وقرابة 40 متراً حسب عمق مستوى سطح الماء. وكان الأهالي قديماً يستخدمون مفردة «قيم»، أو «قامة»، أي طول الرجل كوحدة قياس متعارف عليها، فيقولون البئر عشرة قيم، أو 20 قامة، أما بالنسبة للقطر فيراوح بين المتر الواحد والخمسة أمتار، وكانت عملية الحفر تتم بمشاركة جميع سكان القرية، أو الوادي، وتستمر لأيام، أو أشهر، حسب نوعية الصخور والتربة، ويتكبد العاملون مرارة التعب والإجهاد الكبير في الحفر في الموقع، مستخدمين «المعول»، والمجرفة»، و«الفاروع»، و«العتلة»، و«المسحاة» في الحفر، وكذلك «الزنابيل». إلى ذلك، نقل الموروث القديم لمنطقة الباحة والمهن التي كان يعمل بها أبناء المنطقة صفحات من الماضي تحاكي الجيل الحديث، وكانت الانطلاقة الأولى للزوار لارتشاف القهوة من خلال المقهي التراثي، التي وفرت جلسات التراث القديمة. وصمم المقهى التراثي الصغير في الجنادرية على شكل عريش من الخوص، موزع في جنباته كراس خشبية تنيره أضواء خافتة من فوانيس تراثية علقت بسقف المقهى، في محاولة لإشعار الزائر بعبق الماضي وقصة زمن تشكلت حكايته مع الملبس الذي تنبعث منه رائحة الشاي بالنعناع أو الحبق أو البردقوش، أو من خلال دلة القهوة العربية.

مشاركة :