عندما لا يكون لك من هم سوى المملكة وزين الشباب فيها، ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، ثم لا يشغلك شاغل عن ذلك، فهذا يعني أن لديك مشكلة، ومعاناة لن تنتهي، حتى ولو استخدمت كل الأساليب القذرة، واستعنت بمن يساعدك على ذلك. * * وعندما يكون هذا هو حالك وواقعك، فأنت في حكم المريض، وأن لا فائدة من علاجك، حتى وإن اعتقدت بغير ذلك، أو ساورك الشك فيما يقوله العقلاء عن تشخيص حالتك، ما يعني أننا أمام وضع ميؤوس منه. * * هذا التوصيف ينطبق على قطر وتركيا في تعاملهما مع قضية مقتل جمال خاشقجي؛ فبقدر الإيضاحات السعودية واحدة بعد الأخرى، وبدء محاكمة المتورِّطين في قتله، فما زالت الأبواق كما هي تواصل قلبها للحقائق، والتباكي على قضية لا تعنيها، ومحاولة تسييسها بهدف الإساءة إلى المملكة. * * وكل من يشاهد قناة الجزيرة، ببرامجها ومن يتحدث ضمن أبواقها، يتأكد له أننا أمام مشهد ينم عن كراهية وخبث، وبشكل مكشوف، وأن ما تتحدث به هذه الأبواق يدين قطر وتركيا، ويكشف نوايا الدولتين المريبة في تعاطيهما مع هذه الجريمة، فيما تتعامل معها المملكة بما يحقق العدل، وذلك بمحاسبة كل من يثبت أن له علاقة بالجريمة. * * الغريب أن تركيا، وهي تسرِّب المعلومات الكاذبة، والروايات والقصص الخيالية إلى الإعلام عن مقتل خاشقجي، ترفض تزويد المملكة بما لديها من معلومات، وهذا يعني إما أنها لا تملك من المعلومات ما يعتد به، أو أنه لا يهمها الوصول إلى معرفة الحقيقة، بقدر حرصها على عدم إقفال هذا الملف، وبالتالي الاستمرار في طرح أكاذيبها. * * ما يهمنا أن هذه الجريمة وجدت منذ ساعاتها الأولى الاهتمام المطلوب من المملكة، ووصلت بفضل هذا الاهتمام إلى المحاكم الشرعية في فترة زمنية قياسية، وأن النائب العام حدَّد مطالبه والأسماء التي يرى أن لها علاقة بالجريمة، ويبقى القول الفصل لدى القضاة والمحاكم الشرعية المستقلة والعادلة في المملكة، لا في محاكم تركيا كما تريد السلطة هناك.
مشاركة :