(الإعلام) روح وتفكير الجمهور، وهو العقل الجمعي الذي يؤلف هذه المنظومة؛ وبالتالي على الإعلامي أن يُــدرك أهمية وحساسية رسالته، وأن يكسب جمهوره بمصداقيته وأمانته، كما عليه أن يخلع عباءة الجاهلية والعنصرية القبلية والإقليمية في كتاباته وبرامجه. تلك توصية مهمة من أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية الدكتور غازي المطيري، ضمن ندوة «الإعلام ومعايير حقوق الإنسان» التي أقامها فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في طيبة الطيبة قبل أسبوعين تقريباً. ومن وَحْـي تلك التوصية فإنّ (الإعلام) في أزمنة سابقة يعتبر (سلطة رابعة) تضاف للسلطات (التشريعية، والقضائية، والتنفيذية )؛ أما اليوم فأراه أصبح السلطة الأولى القادرة على الـفِــعْــل السياسي وقيادة الـحِــرَاك الاجتماعي؛ ولعل ما حصل في بعض الدول العربية خلال السنوات الثلاث الماضية خير شاهِــد. أهمية الإعلام بمختلف صوره وأدواته التقليدية والحديثة، وما يواجه وطننا من مخاطر وتحديات في ظل ظروف استثنائية، ومحيط مضطرب؛ كلّ ذلك يُـنَـادي بأن يستشعر منسوبو إعلامنا مسئولياتهم الدينية والوطنية - فَـدون المَـساس بحرية الرأي، وكذا بالنّـقْـد البناء- ومحاولة كشف الفساد، على الإعلاميين الالتزام بنشر الحقائق فقط، وتعزيز الانتماء والوحدة الوطنية، والبعد تماماً عن ترويج الشائعات وإثارة النّـعَـرات والعصبيات القبلية والطائفية والمناطقية! ولذا فهذا مقترح بـ (ميثاق شَـرف، يتبعه قَـسَـمٌ إعلامي) يُـطَـالَــب الإعلاميين جميعاً بالوفاء به والَـقَـسَــم على تطبيقه! أخيراً في ندوة «الإعلام ومعايير حقوق الإنسان» كانت هناك توصية أعجبتني كثيراً: ناشدت المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بـ إنشاء (مرصد للشائعات) مهمته تسجيلها ومتابعتها، ومعاقبة أولئك الذين يثبت تورطهم في إطلاقها؛ فالشائعات من أهم أدوات أو محاولات هَـدم المجتمع! فهل تتحرك وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الصحفيين،وتقومان بتبني تلك المقترحات، وتحويلها لواقع فاعِــل ومؤثّــر! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :