ننشر نص كلمة البابا تواضروس في عيد الميلاد بالهيروغليفية وترجمته العربية

  • 1/9/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ترجم فريق علمي بالدير القبطي الأرثوذكسي في برينخاوزين بألمانيا، برئاسة كل من البروفيسير د. رينر هانيج، استاذ علم المصريات بجامعة ماربيرج والباحثة دانيلا روتيكا باحثة علم المصريات، كلمة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التي ألقاها باللغة المصرية القديمة في احتفالات عيد الميلاد المجيد.وتنشر البوابة نيوز نص الكلمة باللغة المصرية القديمة على وفقا للموقع الرسمي للبابا تواضروس، فضلا عن ترجمتها إلى العربية.وإلى نص الترجمة بالعربية:"أهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد وأرجو للجميع كل خير وكل بركة في كل مكان، أرسل تهنئتى القلبية وتهنئة كل الكنيسة هنا في مصر أرسلها إلى الجميع، إلى جميع الأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة والخدام والخدمات والأراخنة ومجالس الكنائس والشباب وكل الشعب والأطفال في كل كنائسنا القبطية في سائر قارات العالم في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا واستراليا وفي كل الأماكن التى يتواجد فيها الذين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الشرقى. عاش الإنسان بعد أن خلقه الله وأراد له أن يكون إنسانا كاملا يعيش في إنسانية كاملة وأعطاه وزوده بكل المواهب الكثيرة ولكن هذا الانسان قبل الخطية وكسر وصية الله وعاش في ظلمة وهذه الظلمة نسميها الظلمة الروحية، عاش فيها الإنسان بعد أن كان يتمتع بالحرية وبالحب وبالوصية، اختار أن يعيش في الفراغ وفي اليأس وفي الخطية، فقد الرجاء وعاش في الاحباط وامتدت الخطية وانتشرت إلى كل العالم، وسار تعبير الكتاب المقدس "الجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله"، وانهارت انسانية الانسان، وفقد الانسان أهم ماعنده وهو الانسانية وسار الاسنان رويدا روايدا وجيلا بعد جيل يفقد انسانيته ويجف في الحب الذى يعطيه هذه الانسانية وسار الانسان جائعا إلى الحب وهذا الجوع إلى الحب جعله يعيش في هذا الفراغ الكبير جدا، رغم تقدم العالم بكل وسائل التواصل الشديد بين كل أطراف المسكونة.وأين العلاج.. كان العلاج هو الحب، أن يأتى من يقدم له الحب وأن يأتى حبا فيه فجاء السيد المسيح، كما نقراء في الانجيل المقدس "هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية".وجاء السيد المسيح يقدم لطفا وحنانا وحبا وكان قصده من كل هذا أن يرجع الانسان إلى انسانيته ولم يكن هناك سبيل إلا هذا الأمر، أن يتواجد الله معنا فسار عمانوئيل الله معنا والكلمة سار جسدا في وسطنا. لم يرسل الله ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا نبيا ولا رجل سياسة ولا سفيرا ولكن جاء بنفسه، جاء لأن الله يحب الانسان بالحقيقة وليس بالكلام، لذلك نحن نحتفل في كل سنة بعيد الميلاد، وتتجدد هذه المناسبة، كأننا نجدد العهد بالله الذى اتى حبا فينا يقدم لنا الحب لكل أحد.في الميلاد المجيد نراه يحب القرية الصغيرة بيت لحم، ويحب المدينة الكبيرة أورشليم، ونراه يحب الرعاة المنسيين وسط زحام البشر، ونراه في نفس الوقت يحب المجوس الذين في بلاد بعيدة عن اليهودية وعن أورشليم، يحب العذراء الفتاة الفقيرة واليتيمة، ويحب في نفس الوقت المرأة المترملة "حنا النبية"، يحب يوسف النجار الشيخ الوقور حارس سر التجسد ويحب أيضا لشيخ الوقور القديس سمعان الذى انتظر مجيء المسيح، لقد أحب الانسان كله وجاء ليشبعه من الحب، الحب الذى يحتجاه لكي ما يعود إلى إنسانيته.لذلك في عيد الميلاد المجيد، الله يرسل حبه اليك وإلى كل أحد يرسل هذا الحب ويقول لك إن الله ليس بعيدا عنك، يقول إن الله لا ينساك ابدا، يقول لكل أحد أن الله لا يكره إنسانا هو يكره خطية الانسان ولكنه يحب الانسان ذاته، هو يبحث عن كل أحد، هو جاء لكى يملأئك رجاء وفرحا وتهليلا، الله بالحب يعيد انسانية الانسان، لذلك ايها الحبيب في كل مكان احترس أن يجف قلبك من الحب، احترس أن يكون قلبك دافئا بالحب الذى يقدمه المسيح لك، أعرف أن الامور العصرية التى نتعامل معها والتواصل الواسع الموجود في العالم كله الذى جعله قرية صغيرة، ولكن الانسان من كثرة تعامله من الآلات جف قلبه من الحب وازدادات ضعفات كثيرة أمام الانسان، ازداد ضعفه في علاقاته مع الآخرين وفي حبه للاخرين وفي حبه للحياة، نجد في العالم ازدياد في العنف والجريمة والارهاب والتفكك الاسري والانحرفات المتعددة وكل هذا لأن قلب الانسان جف من الحب. لذلك عيد الميلاد، فرصة ورسالة لكل أحد فينا أن يأتي ويشبع من هذا الحب، كما يقول السيد المسيح في العظة على الجبل "طوبي للجياع والعطاش إلى البر".. إلى المسيح إلى الحب.. لأنهم يشبعون. أهنئكم أيها الأحباء بهذا العيد وبفرحة الميلاد المجيد نتذكر أحبائنا الشهداء الذين يفرحون أيضا بوجودهم في السماء ونتذكر المصابين ونصلى من أجل شفائهم، ونصلى من أجل سلام العالم كله، من أجل بلادنا في مصر ومن أجل كل انسان من أجل كل كنيسة ومن أجل خدمة ونصلى أن يرسل الله هذا الفرح لكل أحد.. كما تقول أنشودة الميلاد "المجد لله في الأعلي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة" وفي الناس الفرح. تحياتى وكل أمنياتى لجميعكم.. راجيا لكم أياما مقدسة في هذا العام الجديد وفرحة الميلاد التى تملأ قلوبكم جميعا وتستطيعون أن تنقلوا هذا الفرح وهذا الحب لكل أحد ولكل المجتمعات التى تعيشون فيها.. يبارك الله حياتكم ويبارك كل ما تمتد إليه أيديكم ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين".جدير بالذكر أن نص تهنئة البابا تم ترجمتها إلى 18 لغة عالمية أيضًا.

مشاركة :