أبوظبي: «الخليج» يزخر الجناحان اليمني والأردني في مهرجان الشيخ زايد التراثي في أبوظبي، بكثير من المنتجات والمعروضات اليدوية التي تعبر عن الموروث الأصيل لأبناء الشعبين، وتُظهر مدى الاهتمام بالحِرف العريقة والعادات والتقاليد الراسخة على مر الأيام والسنين. ويؤكد ما يعرض في الجناحين أن الحرف التقليدية ما تزال مزدهرة، لوجود كثير من الحرفيين الذين طوعوا خبراتهم من أجل إحيائها وتعريف الأجيال الحالية بكافة أسرارها، وكيف كانت أهميتها لآبائهم وأجدادهم. ويخطف الجناح اليمني أنظار زائريه منذ الوهلة الأولى، عبر محل كبير ولافت عند مدخل الجناح يعرض العسل اليمني بأنواعه المعروفة، مثل عسل السدر الذي يعد من أجود أنواع العسل؛ لأنه متعدد الفوائد ويعتبر علاجاً ناجعاً لكثير من الأمراض، ويحتفظ بجودته لمدة طويلة. ويسجل الجناح اليمني حضوراً متميزاً، من خلال أحد المحال يعرض منتجات مصنعة من العقيق اليمني، تم تشكيلها بمهارة عالية على أيدي صناع محترفين في تنفيذ أشكال تقليدية ومعاصرة. واستطاع الحرفيون إحياء الصناعات التقليدية المرتبطة بالعقيق اليمني الأحمر والأصفر والأبيض والوردي، الذي يزيّن عدداً من محال الجناح، ويعتبر من أشهر منتجات اليمن وصادراته الوطنية. كما تمكنوا من الحفاظ على المزج الفائق في التشكيل بالفضة والنحاس وتصنيع إكسسوارات تحمل روح الماضي ورونق الحاضر. ويعرض أحد المحال تشكيلة متنوعة من المشغولات الفضية المنفذة بطرق تقليدية، مثل الأقراط والعقود والأساور والخواتم والعديد من المشغولات اليدوية، إضافة إلى مشغولات يدوية أخرى مشكّلة بالفضة وتستخدم في الأعراس. وحرص العارضون في الجناح اليمني على تقديم العطور والبخور وخلطات العود اليمنية التقليدية، التي تهم زوار المهرجان الذين يتدفقون على الجناح اليمني بشكل يومي، للحصول على قدر منها، حيث تعتبر أزهار الياسمين والبنفسج والليمون والورد وغيرها، من المصادر المهمة لاستخراج العطور، ولكن جوهر العطر يستخرج من مصادر أخرى غير الأزهار كخشب الأرز وخشب الصندل، ومن أوراق النعناع والغرنوق والخزامى، وجذور الزنجبيل والسوسن. ويعرض محل البهارات والتوابل العربية، العديد من المواد التي تضاف إلى الطعام لإعطائه نكهة مختلفة ومتميزة. ويهتم الجناح اليمني بالفنون التقليدية، ويستقطب العديد من الفرق الشعبية التي تؤدي مختلف الفنون اليمنية مثل أغاني الحب والغزل الأكثر انتشاراً، والتي ما زالت تؤدى بالطريقة القديمة، وكذلك الرقصات التي تختلف أنماطها باختلاف المناطق والقبائل وتتميز بالموسيقى المصاحبة وسرعة الحركة. وعلى جانب آخر من منطقة المهرجان يلتقي الزوار عند محال جناح المملكة الأردنية الهاشمية التي تعرض كثيراً من المنتجات لزوارها، ويكتظ أحدها بمجموعة كبيرة ومتنوعة من التمور بمعظم أنواعها، مثل الخلاص والشيشي والسكري والمجدول، إضافة إلى كثير من منتجات التمور مثل العجوى والدبس، وتشكيلة من المعمول بالتمر والشوكولاتة. ويعرض أحد المحال مجموعة متنوعة من مخللات الزيتون الأسود والأخضر، وكثيراً من خلطات الزعتر المحببة والمرغوبة من كافة الزوار، في حين اهتم محل آخر بعرض مجموعة متنوعة من الملابس النسائية والفرش التي تستخدم كأغطية للأسرة، وطاولات السفرة ومقاعد الجلوس. وعلى جانب آخر من الجناح يعرض أحد المحال مجموعة كبيرة من العباءات النسائية، إضافة إلى مجموعة من العطور بدهن العود، بينما يعرض محل مجاور كثيراً من الملابس النسائية، إلى جانب محل متخصص في عرض الملابس الرجالية المتنوعة.