انطلاقا من العلاقات الأخوية الوثيقة والراسخة بين دولة قطر وجمهورية العراق الشقيق، تأتي الزيارة الرسمية للبلاد التي بدأها اليوم فخامة الرئيس الدكتور برهم صالح رئيس جمهورية العراق لتؤكد حرص وتصميم قيادتي البلدين على دعم وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، من خلال النظر للمستقبل بثقة وعزم على خدمة مصالح وتطلعات البلدين والشعبين الشقيقين. وسيستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى غدا الخميس بالديوان الأميري، أخاه فخامة الرئيس الدكتور برهم صالح لإجراء مباحثات تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتشهد العلاقات القطرية العراقية حاليا انطلاقة جديدة حيث كانت البداية والخطوة الأولى على هذا المسار في الثاني والعشرين من مايو عام 2017 عندما بعث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برسالة خطية إلى دولة الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء جمهورية العراق الشقيق في ذلك الوقت تضمنت دعوته لزيارة دولة قطر. وسلم الرسالة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال استقبال رئيس الوزراء العراقي لسعادته في بغداد، وتم خلال ذلك المقابلة بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.. وأكد الجانبان في بيان أنه استنادا إلى وشائج القربى والعلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين فقد اتفقا على إزالة كل ما من شأنه تعكير صفو العلاقات بينهما والتطلع إلى المستقبل وعدم الارتهان إلى الماضي وفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين الشقيقين. وشكلت زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني للعراق في نوفمبر الماضي بداية نقلة أخرى جديدة في تطور العلاقات بين البلدين، كونها أول زيارة لمسؤول قطري إلى العراق بعد تشكيل حكومته الجديدة، كما كانت دليلا ومؤشرا على رغبة الدولتين في تطوير آفاق التعاون بينهما والارتقاء به من خلال تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بينهما وعقد اللجنة العراقية القطرية اجتماعاتها بشكل منتظم، والمساهمة في عملية إعادة إعمار العراق. وخلال تلك الزيارة اجتمع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع الرئاسات الثلاث في العراق وعدد آخر من كبار المسؤولين العراقيين وبحث معهم العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك. ورافق سعادته في تلك الزيارة وفد ضم شخصيات اقتصادية حكومية التقوا بنظرائهم في العراق، وقالت وزارة التجارة العراقية في حينه إن العراق وقطر اتفقا على تفعيل العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، وإعادة قنوات الاتصال في جميع المجالات، والبدء بعقد اجتماعات اللجنة العراقية القطرية في الدوحة، وفي تصريحات صحفية مؤخرا أكد وزير خارجية العراق السيد محمد الحكيم وجود تعاون بين بلاده ودولة قطر، يشمل إعادة الإعمار والاستثمار، ومشروعا لنقل البضائع من تركيا إلى قطر عبر الأراضي العراقية. وكان قد تم الإعلان عن افتتاح خط ملاحي بين قطر والعراق في شهر إبريل من العام الماضي، خلال زيارة قام بها سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات إلى العراق حيث سيساهم الخط الملاحي الجديد في نقل بضائع كل من الأردن والكويت وتركيا وإيران عبر الأراضي العراقية إلى قطر ما سيشكل نقلة جديدة في خطوات دعم العلاقات بين البلدين. وفي فبرير الماضي أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن تقديم دولة قطر حزمة قروض واستثمارات في مشاريع البنى التحتية وإعادة الإعمار في جمهورية العراق الشقيق بقيمة مليار دولار، انطلاقا من حرصها الثابت على مساعدة الشعب العراقي الشقيق. وأكد سعادته أمام مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، حرص دولة قطر على دعم العراق وكافة الجهود الرامية إلى ضمان وحدته وسيادته وتعزيز أمنه واستقراره وبناء عراق ديمقراطي بتضافر جهود كل الأطراف السياسية، وكل مكونات المجتمع العراقي. وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن دولة قطر قدمت على المستوى الحكومي وغير الحكومي وما زالت، كافة أشكال الدعم الإنساني للعراق الشقيق من خلال المشاريع الإنسانية الإغاثية والتنموية في التعليم والصحة. ولفتح الآفاق الاقتصادية بين البلدين، وتحقيق مصالح الدولتين وشعبيهما الشقيقين في كل المجالات، عقدت بالدوحة في ديسمبر الماضي أعمال الدورة السادسة للجنة القطرية العراقية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وترأس الجانب القطري فيها سعادة السيد علي بن أحمد الكواري وزير التجارة والصناعة، والجانب العراقي سعادة الدكتور محمد هاشم عبدالمجيد العاني وزير التجارة، وناقش الجانبان خلال أعمال الدورة، التقدم الذي تم إحرازه في توصيات الدورة الخامسة للجنة، والمشاريع الحالية وخطط توسيعها، بالإضافة إلى سبل تذليل العقبات التي تواجه بعض المشاريع، كما بحثت اللجنة المشتركة عددا من الموضوعات المتعلقة بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين في مختلف المجالات بما في ذلك الصناعة والزراعة والمواصلات والصحة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة. واتفق الجانبان على اتخاذ الخطوات اللازمة للمضي قدما في نهج توطيد التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، بهدف زيادة حجم هذا التبادل، وتيسير تدفق السلع والخدمات والاستثمارات بين البلدين. وفي ختام أعمال الدورة جرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتطوير التعاون والعلاقات الثنائية كما تم توقيع اتفاقية إنشاء مجلس رجال أعمال، ومذكرة تفاهم بين غرفة قطر واتحاد الغرف التجارية العراقية، وتهدف الاتفاقية إلى دعم أواصر الصداقة والتفاهم بين رجال الأعمال في البلدين، وتطوير التعاون في مجال التبادل التجاري والاستثمار ونقل التقنية وتقديم الخدمات ودعم القطاعات الصناعية في البلدين. وفي مؤشر يؤكد على حرص المسؤولين في الدوحة وبغداد على رعاية العلاقات المتطورة بينهما في كافة المجالات قام عدد من المسؤولين العراقيين البارزين بزيارات إلى قطر خلال الأشهر القليلة الماضية، وأسهمت هذه الزيارات في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتم خلالها توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الأمني.. ومن المنتظر أن يتم قريبا افتتاح مكاتب لشركة ملاحة القطرية بميناء أم قصر بالعراق لتسهيل حركة الملاحة بين البلدين. وعلى صعيد الطيران المدني، هناك رحلات جوية للخطوط القطرية إلى مدن بغداد والنجف والبصرة وأربيل والسليمانية في العراق.. كما تم البدء في اتخاذ خطوات نحو التعاون وتقديم الدعم اللازم للنهوض بقطاع الطيران المدني في جمهورية العراق الشقيق من خلال الهيئة العامة للطيران المدني في قطر، بما ينعكس إيجابا على واقع النقل الجوي في العراق والمنطقة، وتعزيز سبل التعاون وتبادل الخبرات في مجال الطيران المدني بين قطر والعراق.;
مشاركة :