عانى منتخب قيرغيزستان لاستقطاب أفضل العناصر وتحضيرهم للحدث القاري في مشاركته الأولى، ولعل أبرز المعوقات التي واجهت الفريق هي وجود لاعبين في دوريات متفرقة، بل ووجود لاعبين من دون نادٍ، وهما عقل الدين إسراليوف والحارس بافيل ماتياش، الذي ارتكب هفوة قاتلة حينما سجل هدفاً بالخطأ في شباك فريقه، ليمهد الطريق أمام الصين لقلب النتيجة والتفوق عليهم في أولى المباريات بالمجموعة الثالثة. وبينما كان يسعى ماتياش لإبراز قدراته في البطولة في محاولة منه للحصول على عقد مع أحد الأندية، فإنه فقد البوصلة في المباراة، وقاد فريقه إلى درب مظلم حينما تجرع مرارة الخسارة في الظهور الأول على الساحة القارية. ومنذ نهاية عقد الحارس البالغ من العمر 31 عاماً مع فريقه أجميك الأوزبكي مع نهاية الموسم الماضي، لم يخض أي مباراة على صعيد الأندية، واكتفى بالتدريبات مع المنتخب فقط، وهو الحارس الذي عانى كثيراً خلال مسيرته، حيث اضطر للتنقل للعب في أماكن متعددة في القارة الآسيوية، منها اللعب في دوري جزر المالديف!. وكان الحارس قد خرج من المباراة متأثراً للغاية بسبب الخطأ الذي ارتكبه، حيث ظهر حزيناً عقب صافرة النهاية، ومن خلال خروجه من المنطقة المختلطة تجنب الحديث مع وسائل الإعلام، وهو يدرك أنه بحاجة إلى التألق في المباريات المقبلة، من أجل استرداد ثقة الجماهير، ومحاولة الحصول على عقد مع نادٍ، فيما تبقى من الموسم الحالي على الأقل. من جانبه، وبرغم عدم لعبه مع أي نادٍ هذا الموسم، فإن عقل الدين إسراليوف ظهر بصورة مميزة، وهو الذي سجل أول أهداف بلاده تاريخياً في البطولة الآسيوية، حيث لم يجد اللاعب نادياً مناسباً منذ نهاية عقده مع سيمارانج التايلاندي، وبرغم ذلك فإن اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً قدم أداءً قوياً بالاعتماد على تحضيرات منتخب بلاده فقط. وكان اللاعب إحدى المواهب الصاعدة بقوة في قيرغيزستان، وبدأ مسيرته الاحترافية مع فريق دينامو كييف الأوكراني المتخصص باقتناص المواهب على مستوى العالم، لكنه لم ينجح بالوصول للفريق الأول، ليتراجع أداؤه تدريجياً، ويضطر للعب في الدوري الهندي ثم الدوري التايلاندي، وهو يتطلع إلى أن تشكل هذه البطولة بوابة له للعودة إلى الدرب الصحيح في مسيرته. وتحدث اللاعب لوسائل الإعلام في بلاده عقب المباراة، مؤكداً أنه سعى لتقديم أقصى طاقته مع المنتخب، وأنه ما زال قادراً على الاستمرار لسنوات طويلة في الملاعب، وقال: «التركيز حالياً على المنتخب فقط، عقب نهاية المشاركة سأرى العروض المناسبة». وتابع: «بالطبع أشعر بالفخر لتسجيلي أول أهداف قيرغيزستان في البطولة الآسيوية، لكن تمنيت أن تكتمل الفرحة بتحقيق نتيجة إيجابية، لكن آمالنا لم تنتهِ، وعلينا أن نقاتل حتى آخر مباراة، من أجل الحصول على أكبر قدر من النقاط، في محاولة لترك انطباع إيجابي في مشاركتنا الأولى في البطولة الآسيوية، ومحاولة الصعود إلى دور الـ16».
مشاركة :