استضاف جناح إمارة الشارقة، ضيف شرف معرض نيودلهي الدولي للكتاب، مساء أمس الأول جلسة حوارية تحت عنوان « الإمارات والسينما الهندية». وقدم الجلسة، التي أدارتها الشاعرة شيخة المطري، الممثل والمخرج الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، وتفاعل معها من الحضور السفير الدكتور أحمد البنا، والكاتب ناصر الظاهري، للحديث حول تجربة الإماراتيين مع السينما الهندية ومدى تأثيرها في ثقافتهم وذائقتهم الفنية. وقدّم أحمد البنا مداخلة حول تجربته مع أول فيلم هندي، قال فيها: «في عمر 6 سنوات كنت في رحلة مع الأهل إلى البحرين، وهناك دعانا صديق والدي إلى العشاء ومشاهدة فيلم هندي سينمائي، وذهلت من طريقة التصوير والإخراج المبدعة في ذلك الوقت الذي كان يفتقر إلى تقنيات اليوم، إلى جانب طريقة عرض الحكاية والأحداث بطريقة مشوقة، وبقي الفيلم في ذاكرتي». بدوره، قال الدكتور حبيب غلوم: «كان الشباب الإماراتي شغوفاً بالسينما الهندية ويحرص على مشاهدة الأفلام على الرغم من ندرة دور السينما في ذلك الوقت حتى لو تطلب الأمر السفر من إمارة لأخرى»، وأشار غلوم إلى الأثر الثقافي الكبير الذي تركته السينما الهندية على توجهات الشباب الإماراتي فيما يتعلق بالفن والمسرح. وفي مداخلة له ذكر الكاتب ناصر الظاهري حكاية حول حضور السينما في الحياة الشعبية الإماراتية قديماً، بقوله: «كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أحضر جهازاً لعرض الأفلام من زيارة له خارج البلاد، وكان يعرض الأفلام على جدار قصره في مدينة العين، فيأتي الناس لمشاهدته، وعندما لمس تعلق الناس بمشاهدة الأفلام ومدى سعادتهم بها، وجه لأحد معاونيه بأن يتولى مهمة عرضها للناس كل ليلة». الحضور الهندي في القصيدة الإماراتية نظم جناح الشارقة، المشارك في فعاليات الدورة الـ27 من معرض نيودلهي الدولي للكتاب، جلسة حوارية تحت عنوان «كيف رأى الشاعر الإماراتي الهند»، شارك فيها الشاعر والروائي سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والشاعرة شيخة المطيري، وأدارها الشاعر عبد الله بن هدية. واستهلت الجلسة الشاعرة شيخة المطيري بالحديث عن تجربتها الشخصية في المشاركة بفعاليات مهرجان «القلب الشاعري» الذي ينظمه الشاعر الياباني ديساكو إيكيدا، بهدف استكشاف قيم السلام والمحبة والخير بين الثقافات والحضارات من خلال الشعر. وقدمت المطيري ورقة بحثية حول تجربة الشاعر الإماراتي شهاب غانم في تاريخ علاقته مع الحراك الشعري الهندي، أكدت فيها أن غانم قدم المشهد الشعري الهندي إلى الثقافة العربية من خلال جملة من المؤلفات التي ترجمها. بدوره، قدم الشاعر سلطان العميمي ورقة بحثية تناولت حضور الهند في القصائد النبطية للشعراء الإماراتيين في النصف الأول من القرن العشرين، وشعراء النصف الثاني. واستعرض في حديثه عن شعراء النصف الأول من القرن العشرين تجربة كل من الشاعر سالم بن علي العويس، والشاعر أحمد بن سلطان بن سليم، موضحاً أن العويس أقام في الهند لأغراض العلاج، حيث كان يعاني من مرض الربو، وكتب عدداً من القصائد التي تسجل يومياته في المستشفى، وتسرد علاقته بالممرضين والأطباء الهنود، وتعكس شوقه وحنينه إلى موطنه دبي. تاريخ من التبادل الثقافي استضاف جناح الشارقة المشارك في فعاليات معرض نيودلهي الدولي للكتاب، كلاً من الشاعرة صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والشاعر عبدالله الهدية في ندوة حملت عنوان «العلاقات الثقافية بين الهند والإمارات العربية المتحدة». وقالت صالحة غابش: «العلاقات الثقافية التي تربط الهند بالإمارات لا يمكن قراءتها بالصورة العامة المنفصلة عن البعد التاريخي والاجتماعي الذي عرفه البلدان». من جانبه، أكد عبدالله الهدية، أن العلاقات الإماراتية الهندية في النصف الأول من القرن العشرين لم تكن مجرد علاقة تجارية طارئة لا امتداد ولا تنوع لها، بل كانت علاقة ضاربة في جذور التاريخ وأعماقه، لافتاً إلى أنه ساعد على استمرارها عمق الترابط الإنساني بين الشعبين وعدم وجود النزعة الاستعمارية للهند.
مشاركة :